منوعات
كيف يمكن للشباب في اليمن كسب مهارات عملية تمكنهم من الإلتحاق بسوق العمل والانطلاق نحو المستقبل؟
في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن وأزمات الحرب المركبة، أصبح البحث عن سبل لتحسين الدخل وتحقيق الاستقرار الاقتصادي مطلبًا ملحًا، لا سيما بين الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من سكان البلاد.
يعيش كثير من الشباب اليمني واقعًا مليئًا بالتحديات؛ حيث معدلات البطالة المرتفعة، والفرص المحدودة، والوضع الاقتصادي المتدهور، في هذا السياق، يبدو اكتساب المهارات العملية والتقنية وسيلة ملهمة للنجاح ووسيلة فعالة لتجاوز الظروف الراهنة.
وفي عالم يتغير بسرعة بفضل التكنولوجيا والعولمة، لم يعد الاعتماد على الحرف التقليدية وحدها كافيًا، إذ أن المهارات المتطورة تفتح أبوابًا جديدة للعمل الحر والمشاريع الناشئة وحتى الفرص العالمية.
المهارات لا تقتصر فقط على الكفاءة التقنية، بل تشمل أيضًا التفكير الإبداعي، والقدرة على حل المشكلات، والعمل الجماعي، وإدارة الوقت، وكل هذه المهارات تجعل الشباب أكثر تنافسية وتمكنهم من التميز حتى في الأسواق المزدحمة.
نماذج ملهمة للشباب اليمني
قصص النجاح ليست بعيدة عن متناول الشباب اليمني، محمد، شاب من تعز، بدأ تعلم تصميم الجرافيكس عبر الإنترنت باستخدام دورات مجانية، وبعد أشهر من التدريب، حصل على أول مشروع تصميم عبر منصة للعمل الحر، واليوم يدير فريقًا صغيرًا يقدم خدمات التصميم لشركات محلية ودولية.
وفي عدن، تعلمت أروى، مهارات التسويق الرقمي، وبدأت العمل كمسوقة عبر الإنترنت للمنتجات المحلية، وتوسعت فيما بعد لتدير مشروعًا إلكترونيًا خاصًا بها. أمثال هؤلاء الشباب يمثلون دليلًا عمليًا على أن الاستثمار في المهارات يمكن أن يغير حياة الأفراد وينعكس إيجابًا على المجتمع بأسره.
وهناك العديد من المجالات التي يمكن أن يركز عليها الشباب في اليمن، أبرزها:
1. التقنيات الحديثة: مثل البرمجة، تطوير المواقع، والذكاء الاصطناعي، حيث يمكن تعلم هذه المهارات عبر الإنترنت مجانًا أو بتكاليف بسيطة.
2. العمل الحر عبر الإنترنت: يتيح منصات مثل “Upwork” و”Freelancer” و”Fiverr” للشباب تقديم خدماتهم للعملاء من جميع أنحاء العالم.
3. التصنيع والإنتاج المحلي: تطوير المهارات في صناعة الحرف اليدوية بلمسة إبداعية يمكن أن يكون مصدر دخل جيد.
4. الزراعة المستدامة: مع توافر الأراضي الزراعية في اليمن، يمكن تعلم أساليب الزراعة الحديثة وتنمية المشاريع الصغيرة في هذا المجال.
خطوات نحو التغيير
وأكثر ما يحتاجه الشباب في اليمن هو اتخاذهم خطوات عملية لبناء مهاراتهم وتحقيق أهدافهم من خلال:
1. استغلال التكنولوجيا حيث يعد الإنترنت اليوم هو نافذة على العالم ويمكن للشباب استخدامه للوصول إلى دورات تدريبية ومصادر تعليمية عالية الجودة.
2. التواصل مع المجتمعات المهتمة: يمكن للشباب الانضمام إلى مجموعات ومجتمعات على الإنترنت لمشاركة الخبرات والتعلم من الآخرين.
3. التدريب العملي: مهما كان المجال الذي يختارونه، فإن التطبيق العملي هو المفتاح لتطوير المهارة وإتقانها.
بوابة المستقبل
وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، يمثل الشباب والشابات في اليمن أكثر من ربع المجتمع، مع حوالي 30٪ من السكان تحت سن 30 عاما. وقد أدى إستمرار الأزمة في اليمن الى الحد من وصول الشباب والشابات اليمنيون إلى الخدمات الأساسية بما في ذلك التعليم وفرص العمل، مما أدي إلى انتكاسة شديدة لوظائف أنظمة الحكم والآفاق الاقتصادية في جميع أنحاء اليمن.
كما وأدت الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الطرق والموانئ والمطارات، إلى إعاقة التجارة وتقييد الوصول إلى الخدمات الأساسية والسلع الأساسية، مما تسبب في التضخم وانعدام الأمن الغذائي. ومما يزيد من تفاقم هذه التحديات النزوح الداخلي الذي أجبر العديد من الشباب والشابات على مغادرة منازلهم/هن ومدارسهم/هن، مما زاد من الاعتماد على المساعدات الإنسانية وتقلص الحيز المدني.
وعلى الرغم من مواجهة التحديات المعقدة، أظهر الشباب والشابات اليمنيون التزامهم /هن فى السعي لتحقيق مستقبل أفضل، وتقف مشاركتهم /هن النشطة كشهادة على تصميمهم/هن على تعزيز السلام المستدام.
وبرغم صعوبة الظروف، فإن الشباب اليمني يملكون الإمكانيات والطموح اللازم للنجاح. التحديات ليست نهاية الطريق، بل هي بداية لرحلة نحو تحقيق الذات وبناء المستقبل.