منوعات
حوف.. محمية متنوعة وساحرة ينغصها نقص الخدمات
برفقة عدد من أصدقائه، غادر عبد المنعم صويلح، من سكان مدينة عدن، نحو محمية حوف السياحية، التي تبعد 120 كم عن مدينة الغيضة، المركز الإداري لمحافظة المهرة، وذلك للاستمتاع بأجوائها الساحرة خلال شهري يوليو وأغسطس من كل عام، حيث يقصدها الآلاف من الزوّار من أبناء المحافظات اليمنية وخارج البلاد.
ليست هي المرة الأولى التي يُولّي فيها عبد المنعم صويلح شطره نحو محمية حوف السياحية في محافظة المهرة شرق البلاد، فقد سبق له، قبل خمس سنوات، زيارة المحمية أثناء إقامته في مديرية قشن، حيث كان يعمل فيها.
يقول صويلح لموقع "بلقيس": "زيارة حوف والاستمتاع بمناظرها الخلابة، وما تتميز به من تنوّع حيواني ونباتي، ناهيك عن أجوائها الخريفية خلال هذه الأيام من كل عام، جعلتني أخطط لزيارتها مجدداً رغم بُعد المسافة، وانتقال عملي إلى عدن".
وأشار إلى أنه، برفقة خمسة من أصدقائه، كانوا يخططون لزيارة حوف منذ عامين، وقد تهيأت الظروف هذه المرَّة لهم مع وجود سيارة خاصة بهم، وقد قضوا في محمية حوف قرابة خمسة أيام.
لكنه أضاف -في سياق حديثه لموقع "بلقيس": "قبل عدة سنوات كانت المحمية تفتقر للعديد من الخدمات التي تسهِّل للزائرين التواجد فيها، حيث تم إدخال خدمة الفنادق والمطاعم، لكنها تظل صغيرة وشعبية بسيطة وغير متطوّرة، وهو ما جعل الكثير من الزائرين للمحمية يصحبون الزاد معهم أثناء الزيارة، ويقصرون التواجد في المحمية لغياب الخدمات المطلوبة في المنطقة".
وكانت الحكومة اليمنية أعلنت، في أغسطس من العام 2005، غابة حوف محمية برية ضمن المحميات الطبيعية اليمنية، حيث تعد موطناً لـ250 نوعاً من النباتات والأشجار، ويأتي في مقدِّمتها شجرة اللبان العربي، كما يوجد بداخلها 88 نوعاً من الأعشاب العِطرية، وعشرة أنواع من الأعشاب المختلفة، حيث تشكِّل نباتات المحمية 7% من أنواع النباتات في اليمن، والمقدّرة بـ3 آلاف نوع، منها اللبان والسّدر والحومر والفيطام.
في السياق ذاته، يقول صالح القميشي لموقع "بلقيس":
"المنطقة، رغم أهميتها السياحية للمهرة، لا تزال حتى اللحظة تعاني من نقص حاد في الخدمات التي تمكّنها من رفع قدرتها السياحية".
وأضاف: "خاصة وأن الفندقين الموجودين حالياً هما في قلب حوف، بالإضافة إلى بعض المطاعم، التي تبعد عن المناطق الجبلية التي تتميّز بوجود الأشجار والزراعة والضباب والأمطار طيلة أشهر يوليو إلى سبتمبر".
وتابع: "ناهيك عن تنوّع منطقة 'جاذب' في الأنواع الحيوانية والنباتية، التي تجعل من الزوّار والسياح يقصدونها سنوياً رغم بُعدها عن قلب حوف بأكثر من 20 كم".
وأردف: "ولهذا يأخذ الكثير زادهم معهم من أجل قضاء بعض الوقت في تلك المنطقة، دون الحاجة للانتقال إلى مركز المديرية الذي يبعد مسافة تتعدّى العشرين كيلو".
وأكد القميشي أن "غياب الاهتمام بالمحمية، بالإضافة إلى الترويج السياحي لغياب الخدمات الجيّدة، هو العامل الأبرز في عدم الاستفادة من هذه المحمية وجمالها، خاصة وأنها على حدود دولة خليجية، والاهتمام بها يجذب إليها الزوّار من خارج البلد".
ولفت إلى أن "المحمية تحتاج إلى تخطيط جيّد وتوجيه المستثمرين للاستثمار فيها، وإيجاد بنية تحتية وخدمات، وهذا سينعكس إيجاباً على المحافظة والدولة".
وتقدّر الهيئة العامة لحماية البيئة مساحة محمية حوف بـ30,000 هكتار، ويبلغ ارتفاعها 1400 متر فوق مستوى سطح البحر.
وبحسب إدارة المحميات الطبيعية في هيئة حماية البيئة، يوجد في المحمية 250 نوعاً من النباتات؛ تشمل 65 عائلة و165 جنساً، كما تحوي حوف 45 نوعاً من الأشجار و49 نوعاً من الشجيرات و88 نوعاً من الأعشاب العِطرية.
وتشكّل نباتات محمية حوف الطبيعية 7% من مجموع نباتات اليمن، التي تقدَّر بحوالي 3000 نوع نباتي.