منوعات

موضة "التدخين الإلكتروني" تغزو الوسط الشبابي في اليمن

27/07/2023, 07:46:40
المصدر : قناة بلقيس - خاص - كريم حسن

تتفشَّى ظاهرة التدخين بمختلف وسائلها التقليدية والحديثة، في أوساط الشباب اليمني من الجنسين، بصورة لافتة، باعتبارها نوعاً من الحداثة وعلامة للموضة، خصوصاً مع توسّع انتشار بيع السجائر الإلكترونية، وزيادة أعداد الشباب المدخنين في الآونة الأخيرة بشكلٍ كبير، خلافاً لما كان سائدا خلال الفترات السابقة.

وإضافةً إلى تنامي حالة القبول المجتمعي بالمدخنين، وتراجع حِدة الرقابة العائلية عن مكافحة هذه الظاهرة السلبية، انخرط الكثير من الشباب ذكوراً وإناثاً في التدخين بشكل علني داخل منازل أسرهم، وتحديداً من أدمنوا تدخين النرجيلة في الجلسات الاجتماعية، كما أن غياب حملات التوعية بمخاطر التدخين أدى إلى تفاقم المشكلة.

- أسباب الانتشار

لم يعد معظم الشباب والفتيات يدخنون خِلسة من أهاليهم، كما كان يحدث في أعوام سالفة، حيث أسهمت جملة من العوامل المختلفة بانتشار التدخين، من ضمنها تنوّع وسائل التدخين التقليدية، وتطوّرها لما يُعرف بالسيجارة الإلكترونية، ثم الجلسات الاجتماعية اليومية للجنسين؛ كلاً على حدة، التي تتطلب وجود أكثر من نرجيلة في مكانٍ واحد.

الباحثة الاجتماعية "سحر عامر" قالت لموقع "بلقيس": "تدخين الشيشة في الجلسات والمناسبات الاجتماعية أبرز سبب في انتشار الظاهرة بين الشباب، الفتيات أكثر شريحة انجذبت لتدخين الشيشة والسجائر، نسبة كبيرة من البنات أصبحن مدمنات تدخين، هذه الفترة ظهرت الشيشة الإلكترونية، سهلت عليهن عملية إعداد وتحضير الشيشة التقليدية، لوازمها سهلة وسريعة".

وتعد الفئة العمرية من 18ـ 40 سنة، من الذكور والإناث، هم الشريحة الاجتماعية الأكثر استهلاكاً للسجائر والشيشة الإلكترونية، بخلاف بقية الفئات العمرية الأخرى من الرجال والنساء، التي تدخن التبغ بطرق تقليدية مثل "السجائر المصنعة، المداعة، والنرجيلة".



الشاب "البراء عبد الرحمن" لم يدرك الأضرار الصحية، الناتجة عن تدخين الشيشة الإلكترونية؛ كونه يعتبرها موضة العصر اللائقة للشباب، مؤكداً بقوله لموقع "بلقيس": "هذه الشيشة بسيطة التجهيز، تدخينها يحتاج إلى سائل بأي نكهة فواكه، وشحنها بالكهرباء فقط، وفرت عليا جهدا كبيرا، أستخدمها في البيت، أو في الجلسات مع الأصدقاء، هي وسيلة تدخين حديثة وجذابة".

يتزايد أعداد الشباب المدخنين للسجائر الإلكترونية، تحت مبررات الحداثة والموضة العصرية، التي حررتهم من ظاهرة التدخين السرية، وخففت قيود المجتمع.

- طقس متفشٍ

لا تتوفَّر إحصاءات دقيقة تكشف حجم انتشار ظاهرة التدخين في اليمن، بالرغم من تفشيها الكبير في أوساط مختلف الفئات العمرية، خصوصاً الشباب الذين لجأوا إلى ظاهرة التدخين الإلكتروني، وأصبحت لديهم طقساً يومياً.

تقول "نهى المنزلي" لموقع "بلقيس": "بدأت تدخين الشيشة العادية مع صديقاتي، الأمر كان عادياً وغير معيب بالنسبة لأسرنا، مع الوقت ظهرت هذه الإلكترونية، كل واحدة منا أخذت لها جهاز شيشة للتدخين، في الجلسات العائلية أو بالمناسبات الاجتماعية".  

يتهافت الشباب (إناث وذكور) لتدخين الشيشة الإلكترونية، لما لها من نكهات جذابة متنوّعة، وأناقة شكلها وحجمها الصغير.

عدد من الفتيات والشباب المدخنين أكدوا بقولهم لموقع "بلقيس": "معسل الشيشة الإلكترونية بنكهات كثيرة ومنعشة للمزاج، تدخينها أفضل صحياً من التدخين التقليدي، رائحتها ليست كريهة، خفيفة وبسيطة التجهيز، أنيقة الشكل وسهلة الإخفاء".

تزايد انتشار ظاهرة التدخين الإلكتروني بشكلٍ كبير بين اليافعين من الطلاب والطالبات؛ كون الكثير من أفراد عوائلهم نساءً ورجالا، يعتبرون تدخين النرجيلة التقليدية طقساً يومياً أثناء جلسات تناول القات المعروفة في المجتمع اليمني.

كما أدى التنامي الكبير لمحلات التبغ وخدمات المدخنين المنتشرة في أحياء وشوارع مدن البلاد إلى تفشي حجم ظاهرة التدخين عند الشباب.

- ظاهرة خطيرة

في ظل الوضع القائم والمنفلت، الذي يعيشه السكان، تعطلت قوانين مكافحة ظاهرة التدخين في البلاد، فقدت معظم الأسر أمور السيطرة على الأبناء، وفشلت في توجيههم لاختيار أصدقائهم، كما غابت وسائل التوعية والإرشاد بمخاطر التدخين.

الباحث في علم الاجتماع "ربيع الشرجبي" يقول لموقع "بلقيس": "للأسرة دور كبير في تفشي هذه الظاهرة، عندما يكون الوالدان مدخنين، يصبح أمر منع تدخين الأبناء أو البنات مستحيلا، بعض الأسر تقبل التدخين الإلكترونية لأبنائها".

برغم المخاطر الصحية والأمراض التي يسببها التدخين بكل وسائله إلا أن الفتيات والشُبان يعدونه أحد مظاهر التقدم.
يقول الطبيب "عادل العبسي" لموقع "بلقيس": "التدخين ضار وسيئ على صحة المدخن، يسبب أمراضا كثيرة، ويرفع نسبة الوفيات سنوياً".

يبقى الوعي بمخاطر التدخين غائباً، في ظل انتشاره اللافت، وقبول المجتمع بتزايد "شباب التدخين الإلكتروني".

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.