مقالات
الجابري.. شاعر أرفع من عذاباته
يرحل آخر المرهفين فتصير القصيدة يتيمة، والشعر حزين. يودعنا في هذا الزمن "الغصة" الشاعر العبقري أحمد الجابري، مضيفا إلى حرب هذا الوطن وهزائمه هزيمة جديدة..
ما هذا الصباح الحزين يا أحمد!! 6 يناير كئيب وموجع. ستفتقدك الراهدة، وتعز وعدن وصنعاء وأبين والوطن.
منجم الشعر الغنائي اليمني كنت وكنزه المتفرّد لعقود، واليوم تودع محبيك بعد حياة حافلة بمئات القصائد، وربما الآلاف:
"أخضر جهيش مليان".. "يا غارة الله منه يفعل كذا بالقتيل"، غناء الفنان الكبير محمد مرشد ناجي.
الكثير من أغاني الفنان أيوب طارش كانت من كلمات الجابري، أبرزها: "لمن كل هذي القناديل"، "واصبايا فوق بئر الماء والدنيا غبش"، "يا عاشق الليل ماذا أنت تنتظرُ"،
"خذني معك"، "أشكي لمن وانجيم الصبح قلبي الولوع"، "ضاعت الأيام"، "طير أيش بك تشتكي".
أما عبدالباسط عبسي غنى له الأغنية الشهيرة:
"أشتي أسافر بلاد ما تعرف إلا الحب".
وغناء له أحمد بن أحمد قاسم أغنية "رجعوني".
كما كان الشاعر الراحل من أوئل من ناهضوا وجود الإمام، فكتب قصيدة "هربوا جاء الليل".
طابور طويل من الفنانين اليمنيين والعرب
غنّوا لفقيد الوطن الكبير والشاعر الملهم، أحمد غالب الجابري، أبرزهم: عبدالرب إدريس، وفرسان خليفة، وآخرون.
لا يحَوّل وحشة الليل إلى عذوبة جذابة
سوى أحمد الجابري، فالكلمات العاطفية، التي تبعث الجمر من تحت الرماد، وظيفته،
ولا يكون دوما وراءها إلا هو.
لقد عاش الجابري حياته في غرفة واحدة، أو ما يُعرف تقليديا بــ"دكان"، وسط مدينة الراهدة في محافظة تعز، معزولا إلا من محبيه، ودون أن يتلقّى أي رعاية من السلطات المعنية المتعاقبة، وهو ما عرّض صحته للكثير من المتاعب والمضاعفات في سنواته الأخيرة.
لمثلك تبكي القلوب ألما.. لنا الخسارات المتلاحقة، ولك الخلود؛ ما أعظمك!!