مقالات

اليمنيون في الشتات.. أسئلة ومتاهات (4-4)

25/11/2024, 10:44:52

كلما ذهبت إلى بلدٍ يقصده اليمنيون؛ إمَّا هرباً من جحيم الحرب في بلادهم، أو للحصول على التطبيب الذي يفقدونه في وطنهم، تتسع أمام ناظري حدود المأساة التي يكابدها اليوم اليمن، والممتدة منذ نحو عشر سنوات.  

لم يبق بلدٌ على وجه الأرض تقريباً لم ينزح إليه اليمنيون، وأغلب تلك البلدان يضيق بمشاكله، وطارد حتى لبعض أبنائه الباحثين عن فرص أفضل للعيش والعمل.  

في كل مناسبة، من التي يقيمها اليمنيون في دول المهجر أو الشتات (دينية أو وطنية أو اجتماعية) أجد الجار والصديق، أو زميل الدراسة والعمل، بل وأرى يمنيين -على اختلاف في المواقف أو التباين في وجهات النظر- يتصافحون ويجلسون إلى جوار بعضهم، فأتساءل في نفسي: كيف تستطيع بعض القاعات الصغيرة أن تجمع كل ألوان الطيف المتعدد والمتنوع المختلف، ولا يمكن أن يتسع لهم وطنهم حتى في بعض مناطقه التي توصف بـ"المحررة"، وغير المهددة من قِبل جماعة الحوثيين.  

الأمرُّ من ذلك عندما أدرك أن كثيرين من هؤلاء تستحيل عليهم العودة إلى أرضهم وديارهم ومزارعهم وميادين أعمالهم، التي كانوا يقتاتون منها رزقهم وقوت أيامهم وعيشهم الكريم.  

غلب المشرَّدين من هؤلاء استنفد جلَّ ما أتى به من مال، وصار يلجأ إلى بيع ما بقي لديه من أرضٍ أو عقار في الداخل بما يعينه على العيش؛ مكرهاً ومضطراً في الخارج. 

وأكاد أشك في إمكان عودة كثير من أبنائهم وبناتهم إلى وطنٍ لم يعودوا يعرفونه حتى وإن كانوا قد ولدوا فيه.  

لا يتردد بعض هؤلاء في السؤال عن أفضل السبل للوصول إلى أوروبا، وطلب اللجوء إلى أحد بلدانها، ومعظم هؤلاء هم من الشباب والشابات الذين يعتقدون بأنهم قادرون على الاندماج في مجتمعاتها والعمل، ومن بين هؤلاء أكاديميون وأصحاب تخصصات قد تكون مفيدة لتلك البلدان.  

لكن ما لا يريد هؤلاء أن يفهموه هو أن بلدان أوروبا هي الأخرى تتخبط في أزمات اقتصادية وسياسية معقدة، تجعلها لا تتحمل المزيد من المهاجرين واللاجئين، بل وتخطط جدياً للتخلص من الموجودين بالفعل لديها بشتى الوسائل والحجج والذرائع. 

صحيح أن عوامل وأسباب نزوح اليمنيين، داخل بلادهم أو شتاتهم خارجها، عديدة ومتنوعة، غير أن الرابط بينها جميعاً هو الاستبداد الإمامي السلالي البغيض، سواء في نموذجه قبل ثورة 26 سبتمبر 1962، أو شكله الجديد بعد الـ21 من سبتمبر 2014.

قديماً قال شاعر من الرعيل الأول للحركة الوطنية، وهو المؤرخ والشاعر عبدالله العزب: 

يحتل أرضَ الورى غاصبٌ  

محتلُنا منَّا، ومن أرضِـنا  

يسطو علينا زاعماّ أنه  

يذودُ عنَّا، عن حمى أرضنا  

قال ارتضينـاهُ (إمامـاً) لنا  

نعم، ولكن كيف لم يُرضِنا  

ليس لنا شيءٌ سوى بُغضِهِ  

ولا له شيءٌ سوى بُغضِنا 

مقالات

ما الذي ننتظره كيمنيين؟!

يعيش اليمن واليمنيون -جُلُّ اليمنيين- كارثةً محققة. والمصيبة، ونحن في جحيم الكارثة، ننتظر -بسلبية- فاجعةً تُلوِّح بالمزيد والمزيد! جُلُّ المحافظات الشمالية تحت سيطرة مليشيات أنصار الله (الحوثيين)، وتعز (المدينة) تحت سيطرة مليشيات التجمع اليمني للإصلاح والشرعية، أمَّا ريفها فموزع على أكثر من طرف، ومأرب (المدينة) تحت نفوذ الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام، وريفها موزع على كل أطراف الصراع.

مقالات

الكتابة فوق حقول الألغام

الكتابة في اليمن لم تعد نزهة أو فسحة جميلة مع القلم والموهبة والابداع لأي كاتب خلال السنوات الأخيرة ، سواء كانت شعرا أو نثرا ، لقد تقلصت مساحات الحرية وتم شطب الهامش الديمقراطي الزائف الذي كان يتبجح به السابقون .

مقالات

كيف يقرأ اليمنيون ما يحدث في سوريا؟

أراح سقوط نظام حكم "آل الأسد" في سوريا بال كثيرين حول العالم بالنظر إلى العبء الضخم، الذي شكَّله بقاء ذلك النظام بسياساته الداخلية اللا مسؤولة، أو تحالفاته الخارجية، التي لا تخدم المصلحة الوطنية لسوريا.

مقالات

من ينصف اليمنيين؟

ما هو معروف، ويدركه خبراء السياسة والقانون، أن أي دولة تدخل تحت البند السابع لا بُد ما يكون لها معايير وشروط ومواثيق دولية يجب الالتزام بها.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.