مقالات
إما أن تقبلوهما معاً أو تركلوهما معاً
في قمعه لشعبه في حروبه وتآمراته ضد الشعوب الأخرى، كانت هيئة "كبار علماء السعودية" تصبغ على نظام الحُكم مباركة الشرع ورضا الدّين الحنيف، بفتاوى يطلبها الحاكم، أو على الأصح: يكتبها والهيئة تقرأها أو توقّع عليها.
أعضاء تلك الهيئة يعيّنون بمرسوم ملكي، ويعدّ أفرادها في غرف المخابرات، أو يكلّفون بارتداء العمامة ولعب هذا الدّور، لا نحتاج للشك في ذلك، إلا إذا كانت المملكة تعيش بحبوحة من الحُريات وليست مملكة الخوف.
في كل تاريخ المملكة، هل سمعتم بياناً واحداً لأحد الأعضاء، فضلاً عن بيان يُصدر باسم الهيئة، انتقد يوماً نظام الحُكم في أي أمر، وفي أي شيء، كيف سيُصدر قرار ملكي بتعيين من سينتقده.
هم هناك ليحرِّموا ويجرِّموا معارضته والخروج عليه، وإن جلد ظهورهم وهتك أعراضهم،واستأثر بالثروة والسلطة والجاه والسلطان له وعائلته.
فالفصل بين الهيئة ونظام الحُكم السعودي ضربٌ من الغباء والاستخفاف والجنون، إمّا أن تقبلوهما معاً أو تركلوهما معاً.