مقالات

تاريخ علم الغيب

10/10/2021, 07:29:12
المصدر : بلقيس - خاص

منذ بروز الإشكاليات والأسئلة التي خلقها أو طوّرها أبو التاريخ هيرودوت في روح، وجسم علم التاريخ وفنونه، وفي حالتَيْ السرد والتحقيق في مضمار التعاطي مع العملية التاريخية، ظل السؤال هو بطل القصة، توافرت الإجابات أم لم تتوافر.

 وتأسيساً على هذا المُعطى يمكننا فهم الأسرار والأحاجي والغموض والخبايا التي غالباً ما تكتنف أيّ حدث تاريخي أو واقعة ولو عابرة في مجرى التاريخ. 

وتأسيساً على ذلك أيضاً يمكننا الخوض في الموضوعة التالية:

كلما أطلَّت ذكرى الثورة أو الاستقلال أو الوحدة، أنبرت الأقلام وانعقدت الندوات للحديث عن أهمية كتابة تاريخنا الوطني، وخطورة تدوينه وتوثيقه من قِبل غير العارفين به أو غير المختصين فيه أو المشكوك في نواياهم تجاهه، وبالضدّ من ملامحه وتفاصيله وحقائقه.

ففي البلاد والمجتمعات المتخلّفة - واليمن أحداها ولا فخر! - تغدو الصورة في هذا المضمار أكثر حلكة من ليل الزنزانة. 

فكل امرئ - وكل كتاب أو مقال - يدَّعي وصلاً بالحقيقة، بل يدَّعي احتكارها، وهي منه براء، براءة الذئب من دم يوسف والحوت من دم يونس، وكاتب هذه السطور من دماء ضحايا إعصار شاهين.

ولعلّ التاريخ هو القضية الأكثر إقلاقاً وإرهاقاً للمثقف في أيّ زمان ومكان.

 وفي اليمن يكون المشهد أكثر جسامة والرؤية أحلك قتامة. فليس ثمة أكثر من الكتب والمطبوعات والأضابير التي زعمت تأريخاً أو تدويناً أو تأليفاً أو توثيقاً، فإذا برائحة الزيف تفوح من ثناياها، حينها أو بعد حين.

وأخشى كثيراً أن تظل تأتي أجيال وراء أجيال، فتأخذ بما في تلك الكتب والمطبوعات والأضابير كمراجع وثيقة الصلة ومصادر عميقة البذرة لبعض أو جُل وقائع الثورات والحركات السياسية والفكرية والشعبية اليمنية والأحداث الساخنة والتحولات الكبرى في مسار تاريخنا الحديث والمعاصر، ناهيك عن قديمه والوسيط.

...

إن كثيراً من الأحداث والوقائع والأشخاص والأيام المتصلة بسيرة الثورة والدولة (في 1948 أو 1955 أو 1962 أو 1963 أو 1967) لازالت طيّ الزيف والطمس أو قيد التشويه والتشويش، أو رهن المبالغة أو المكايدة أو الغرضية. وقد صمت أهل الحق طويلاً، فتطاول أهل الباطل في هذا الأمر!

لقد دهشتُ كثيراً - على سبيل المثال فقط - لقراءتي وسماعي روايات هنا وهناك تُشكّك في صحة حقائق ووقائع وثَّقها التاريخ عن انقلاب المقدم أحمد يحيى الثلايا في ربيع 1955، أو صحة المقولة الشهيرة المنسوبة إليه في مخاطبته الجمهور الذي حضر لحظة محاكمته من قِبل الإمام أحمد!

كما دهشتُ أيضاً - وعلى سبيل المثال أيضاً - لقراءتي وسماعي روايات متناثرة ومتداولة تدحض واقعة تاريخية متصلة بمحاولة اغتيال الإمام أحمد في مستشفى الحديدة في ربيع العام 1961 من قِبل الضابط محمد عبدالله العلفي وزميليه عبدالله اللُقيَّة ومحسن الهندوانة، وما إذا كان العلفي اُستشهد في مكان الواقعة أم انتحر في داره!

وقومي لايزالون مختلفين حول سرّ حادثة - أو جريمة - طائرة الديبلوماسيين الشهيرة في 30 أبريل 1973. والخلاف قائم بل ومُحتدم حول أحداث أخرى وعن أشخاص آخرين في سيرة الثورتين والدولتين اللتين شهدهما الشطران قبل الوحدة، وحول أحداث وأشخاص بعدهما، والأمثلة عديدة وتفاصيلها مديدة.

وفي روايات التاريخ اليمني - والتاريخ السياسي على وجه الخصوص - الصواب الحميم في روايةٍ، خطأ جسيم في رواية أخرى، والبطل الصنديد في حكايةٍ، خائن رعديد في أخرى، والثورة مجرد انقلاب عند هؤلاء، والحركة الجذرية محض صُدفة عند أولئك.

و ... "يا قافلة عاد المراحل طوال وعاد وجه الليل عابس"!

مقالات

الحوثي.. وحشية بلا هوادة تفتت النسيج اليمني

لم يعد بيننا وبين الحوثي مساحة يمكن البناء عليها. لا رابط نقي يمكن ترميمه، ولا أرضية أخلاقية تصلح لحوار. ما فعله بهذه البلاد تجاوز حدود الخلاف، هوى بها إلى درك من الوحشية والتفكك، مزّق النسيج الاجتماعي، وحوّل الروابط إلى رماد. ارتكب مجازر لم توثقها كل الكاميرات، وقتل الآلاف بدم بارد. مارس انتهاك الكرامات، وسحق الحقوق، وزرع الخوف داخل كل بيت. من السجون خرجت صرخات لا تجد من يصغي، ومن البيوت خرج الناجون بلا ذاكرة، محملين بألم لا يُحتمل. لا يمكن توصيف الحوثي كجماعة مسلحة فقط، هو منظومة متكاملة لصناعة الرعب.

مقالات

فؤاد الحِميري: فبراير الذي لا يموت

عندما تتأمل قصائد وكتابات وأشعار فقيد الوطن وأديب فبراير، الأستاذ الثائر فؤاد الحِميري، تجد أنها جميعًا تصب في ينابيع مبادئ الحرية والكرامة ومقاومة الظلم. هذه المبادئ هي ذاتها الأهداف السامية لثورة 11 فبراير، ثورة الشباب السلمية اليمنية، التي كان الحِميري أحد أبرز شبابها وشاعرها الملهم.

مقالات

للورقة الباذخ بالشجاعة في جبال السلفية

أعتقدُ جازمًا أن طبيب الأسنان قد فخخ ضرسي تمامًا ببقايا تلك الهدايا التي أرسلها القذافي كعطيةٍ نفطيةٍ كريمة، ليجود بالحياة على من تبقّى بيدٍ واحدة أو بقايا أقدام، وهو يحتفل بأن النبض لا يزال فيه.

مقالات

قبائل برط الجوف: سوسيولوجيا التوظيف الإمامي للقبيلة

ليست هذه الورقة بحثًا مكتملًا، بقدر ما هي دعوة مفتوحة للباحثين والمختصين لتسليط الضوء على ظاهرة تاريخية مقلقة، تعود جذورها إلى أكثر من ألف عام، ولا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم. إنها ظاهرة توظيف قبائل معيّنة، وعلى رأسها قبائل "ذو محمد" في منطقة برط بمحافظة الجوف، كمخزون بشري عسكري في خدمة حروب الأئمة الزيدية في اليمن.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.