مقالات

دراويش ترامب!

08/11/2024, 11:22:07

انتهت الانتخابات الأمريكية وبقي العرب يتنابزون على قارعتها، متشبثين بدور درويش تعيس في حفلة زار!

لا يترك الأمريكيون هامشاً لذوي الإعاقات، وغالباً يدهسونهم في الطريق، سواء فاز الديمقراطيون أو الجمهوريون، كامالا هاريس أو ترامب.

إن لم تكن لديك ما تفعله من أجل نفسك وقضاياك فلا تنتظر ما سيفعله الآخرون من أجلك.

هناك من يذهب لتقييم الأضرار والمكاسب لهذه الانتخابات ليتخذ منها موقفاً يتلاءم مع مصالحه، وهناك من يكتفي بالمشاهدة، ولكن الأسوأ هو "الاستمتاع" بفوز شخص عدواني، مدان بجرائم، يحتقر حتى متزلفيه العرب!

سارع الأوروبيون لتحليل النتائج التي ستنعكس على بلدانهم بعودة ترامب، الرجل الذي قلب مفهوم التحالفات جذرياً، وحوّل القواعد العسكرية الأمريكية إلى شركات لجلب الأموال.

يخشى قادة القارة العجوز صعود اليمين الشعبوي تحت تأثير "الترامبية" في بلدان تتحول شيئاً فشيئاً نحو العزلة وإظهار كراهيتها للمهاجرين، وهم قلقون أكثر من سياساته الحمائية في الاقتصاد، وعدم اكتراثه بمسائل البيئة.

أما في الجانب الآخر من العالم،  فإن الصين تمضي قُدماً في مواجهة الهيمنة الأمريكية، بنموذجها الخاص، مستعدةً لمواجهة اقتصادية جديدة مع عودة ترامب للسلطة في حال استأنف حربه التجارية.

وفي روسيا، التي تبدو سعيدة بعودته، يطالبون برؤية وعوده أفعالاً حول الأزمة الأوكرانية، بينما في تركيا، يتوقع أردوغان جني فوائد من علاقته القوية بترامب، بما يخدم مصلحة بلاده.

في هذا السياق الدولي الحيوي، تشرع كل دولة بصياغة المواقف والسياسات من فوز ترامب، إما لتقليل الخسائر أو لتعظيم المكاسب.

لكن، في قلب هذا العالم، يبرز بعض العرب بعواطف غريبة؛ يحتفلون بترامب وكأنه يتحدر من سلالة عربية هاجرت قديماً وستعود سياساته المرتقبة عليهم بالنفع، رغم إهاناته العلنية للحكام وللمنطقة!

من الطبيعي أن يعبّر بوتين أو أردوغان عن رضاهما، بالنظر إلى احترام ترامب الظاهر لهما، في حين أن القادة الأوروبيين يعبّرون عن خيبة أملهم من عواقب فوزه المحتملة على الناتو والعلاقات التجارية.

في قلب هذا العالم، حيث تتكوّم شعوب ودول في حالة تِيه طويل، يظهر بعض العرب مشاعر غريبة لا تبدو مرتبطة بأي من حسابات الربح أو الخسارة. هناك حالة من النشوة غير المفهومة، التي تسري في أوصال انظمة عربية ونشطاء على مواقع الشبكات الاجتماعية بعودة الرجل غير المتوقع.

ما المكاسب، التي جنتها هذه الدول، في عهدة ترامب الأولى حتى تبدو في صورة المنتصر؟
ليس هناك ما يمكن تسجيله في "الانتصارات العربية" سوى معركة أشعلها ترامب بين دول عربية غنية أنهكت موازناتها، طالت حتى البهائم، قبل أن يأتي حاكم جديد للبيت الأبيض أجبر الجميع على الصلح، والعودة إلى سياسة تقبيل الخشوم!

أما على مستوى الخسائر المالية الضخمة، فإن هذه الدول أُجبرت على توقيع صفقات سلاح بمئات مليارات الدولارات في جلسات ارتشاف قهوة، مقابل السماح لها بشن حملات ضد بعضها!

هذه الصفقات غير الضرورية لم تجلب الحماية لهذه الدول، بل كانت مقدمة لإباحة كبيرة شاهدناها في الضربات العسكرية التي وجهتها مليشيات وأذرع إيران لمراكز اقتصادية بالغة الحساسية، بينما كان ترامب يتفرّج أو يسحب مظلة حمايته العسكرية أو يُطلق سخرياته!

بالنسبة لترامب، لم تكن هذه الدول سوى مجرد خزائن نقود للغنيمة، أو قادة يستخدمهم للتندر وإضحاك أنصاره.

والسؤال: إذا كانت هذه الدول لا تجني أي مكاسب مقابل المال الذي تدفعه لترامب، ولا يحصل قادتها على الاحترام الشكلي الذي تحفظه البروتوكولات والتقاليد، فما الذي يجعلها منتشية بهذه الصورة؟

ليس واضحاً ما إذا كانت هذه المحبة المكلفة؛ لأن الرجل منحهم طريقاً إلى تل أبيب عبر الاتفاق الإبراهيمي، ووعود صفقة القرن، فقد كان بايدن وكامالا هاريس صهيونيين بالمستوى نفسه من التعصب وأكثر، وفي عهدهما تحصلت حبيبتهم إسرائيل على دعم استثنائي لشن حرب إبادة في غزة غير مسبوقة.

هل هي متلازمة استوكهولم تعتري الدول والأنظمة كما الأشخاص؟

عدوى النشوة الخليجية طالت يمنيين كُثر، وهناك من يعتقد أن ترامب سيغيِّر قواعد اللعبة في البلاد!

يتناسى هؤلاء أن أفضل أوقات مليشيا الحوثي في اليمن كانت في عهد ترامب، بما في ذلك وقف معركة الحديدة، وتوقيع اتفاق استوكهولم، ثم تسليم المناطق الشاسعة على سواحل  البحر الأحمر في الحديدة بدون قتال!

إن لم تمتلك مصيرك، فإن المتغيِّر الخارجي ليس سوى عامل ثانوي يمكنه أن يعيقك لكنه لن يمنعك، أما إذا صار هو الفاعل الرئيس فعليك انتظار نهيق حمار البحر ليتغيّر الوضع.

هذه القاعدة تنطبق على العرب وعلى اليمنيين بصورة مضاعفة.

مقالات

ما الذي ننتظره كيمنيين؟!

يعيش اليمن واليمنيون -جُلُّ اليمنيين- كارثةً محققة. والمصيبة، ونحن في جحيم الكارثة، ننتظر -بسلبية- فاجعةً تُلوِّح بالمزيد والمزيد! جُلُّ المحافظات الشمالية تحت سيطرة مليشيات أنصار الله (الحوثيين)، وتعز (المدينة) تحت سيطرة مليشيات التجمع اليمني للإصلاح والشرعية، أمَّا ريفها فموزع على أكثر من طرف، ومأرب (المدينة) تحت نفوذ الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام، وريفها موزع على كل أطراف الصراع.

مقالات

الكتابة فوق حقول الألغام

الكتابة في اليمن لم تعد نزهة أو فسحة جميلة مع القلم والموهبة والابداع لأي كاتب خلال السنوات الأخيرة ، سواء كانت شعرا أو نثرا ، لقد تقلصت مساحات الحرية وتم شطب الهامش الديمقراطي الزائف الذي كان يتبجح به السابقون .

مقالات

كيف يقرأ اليمنيون ما يحدث في سوريا؟

أراح سقوط نظام حكم "آل الأسد" في سوريا بال كثيرين حول العالم بالنظر إلى العبء الضخم، الذي شكَّله بقاء ذلك النظام بسياساته الداخلية اللا مسؤولة، أو تحالفاته الخارجية، التي لا تخدم المصلحة الوطنية لسوريا.

مقالات

من ينصف اليمنيين؟

ما هو معروف، ويدركه خبراء السياسة والقانون، أن أي دولة تدخل تحت البند السابع لا بُد ما يكون لها معايير وشروط ومواثيق دولية يجب الالتزام بها.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.