مقالات

لعبة القمار.. واليمنيون المهمّشون في دول الخليج!!

28/05/2022, 15:25:49
المصدر : خاص

في عام ١٩١٠ احتلت اليابان كوريا، كان بلدا متخلفا وفقيرا لا يستطيع الدفاع عن نفسه في مواجهة بلد متطور كاليابان، مئات آلاف النساء تعرضن للاغتصاب في المعسكرات اليابانية، الشعب الكوري ذاته تعرض لواحدة من أقسى وسائل القمع الوحشي والعمل الجبري، ملايين الأشخاص أجبروا على استخراج الموارد الطبيعية بشكل مكثف لخدمة آلة الحرب اليابانية، صودرت المنتجات الزراعية والأراضي، وتعرّضت ثقافة الشعب الكوري لمحاولة التصفية.

مع نهاية الحرب العالمية الثانية، كان هناك مليونا كوري يعملون في اليابان، وبعد حقبة الاستعمار فضل 600 ألف كوري البقاء هناك، فيما عاد الباقون إلى الكوريتين، وفي ظل ظروف ديكتاتورية وحرب أهلية قضى مئات الالاف نحبهم في صراع الشمال والجنوب. 

كانت كوريا محطّمة، وشعبها يعيش أسوأ ظروف في آسيا كلها تقريبا، وهذا موضوع رواية كورية في غاية الروعة اسمها "باتشينكو".

والباتشينكو لعبة قمار كورية شهيرة، أما الرواية فتدور حول أناس مشغولين للغاية بالبقاء على قيد الحياة، قصة محبوكة ببساطة المنبوذين والمهمّشين، لاسيما الشابات الفقيرات مثل سونجا، بطلة الرواية، التي أجبرها نسبها المتواضع ومغامرتها الرومانسية وعلاقتها الأولى مع رجل عصابات كوري، في مطلع ثلاثينات القرن الماضي، إلى غلطة قلبت حياتها وحياة أسرتها الصغيرة المكونة من والدتها وأختين غير بيلوجيتين، إلى فراق مأساوي، ورحلة مؤثرة لأربعة أجيال تعاقبت في كوريا واليابان، والرواية تحديداً خلال تلك الحقبة الممتدة من ١٩١٠ إلى العام ١٩٨٩.

ولا أعرف لماذا اختارت مؤلفة الرواية "جين مين لي" تأريخ ١٩٨٩ بالذات لختام روايتها،  وعلى الأرجح كان تأريخ ما قبل صعود كوريا الصاروخي في الاقتصاد والابتكار العالمي، وهو أيضا تأريخ لموضوعات هامة جرت في كوريا ك: الأسرة والدين والهوية.

تشبه رحلة الأسر الكورية، في مطلع القرن الماضي، رحلة الأسر اليمنية إلى الخليج في بعض جوانب الحياة، وإن ليس كلها..

 فآلاف الأسر اليمنية الفقيرة ترحل ثم تقضي حياة طويلة في بلدان الخليج، وتظل مهمّشة تعاني التمييز، وهذا ما حدث بالضبط لملايين الكوريين الذين ولدوا وعاشوا في اليابان خلال الفترة الاستعمارية، لكنهم ظلوا منبوذين إلى الأبد.

ذلك الياباني اللطيف والصدوق مجرد وهْم نعرفه ظاهريا، لكن في الحقيقة الشعب الياباني شعب تمييزي للغاية، ويشبه شعوب أخرى مختلفة.

أما نحن، الذين هاجرنا إلى الغرب، فنبدوا محظوظين اليوم، ونحن نعيش في الولايات المتحدة، سنوات، ونصبح مواطنين بكل يِسر،  على عكس من يعيشون في بلد كاليابان أو السعودية أو الإمارات والكويت…، فتلك البلدان تهمّشك للأبد.

كان حلم الزينيشي الرحيل إلى الولايات المتحدة، لكن من يمنح فيزا لكوري مقيم ولد في اليابان، ولا يمتلك جواز عبور.

على العموم، رحلة الكوريين، الذين صنعوا معجزة اقتصادية مع مطلع التسعينات، لم تكن رحلتهم مريحة وسهلة، لقد كانت رحلة مريرة للغاية للوصول إلى ما هُم عليه اليوم، رحلة لم تكتفِ بالتفكير بالهجرة وانتظار السماء أن تحقق الأماني، بل مضت بإعادة بناء كوريا على أسس حديثة ومتقدّمة للحاق بركب التقدّم البشري، وهذا ما نجح فيه الكوريون بامتياز منقطع النظير.

مقالات

تقديم كتاب "دليلُ السُّراة "

لن نحدّق في الهاوية التي علقنا على أطرافها. لن ندع الجحيم الذي مررنا به ينبت في دواخلنا. في أشد اللحظات قتامةً ويأساً، نعود إلى أجمل ما فينا، نلوذ بروح اليمن العصية على الانكسار.

مقالات

مشروع إسقاط الدولة اليمنية: من التوريث إلى تسليم صنعاء

من ينظر إلى المشهد اليمني اليوم قد يظن أن الحوثيين حققوا نصرًا مرحليًا على خصومهم. لكن الحقيقة أن ما يبدو "نصرًا" ليس إلا حلقة أخيرة في مسلسل طويل من الانهيار الممنهج، تقاطعت فيه الأدوار الداخلية والخارجية، وسارت فيه اليمن من دولة ذات مشروع إلى ساحة مفتوحة للمليشيات والمصالح.

مقالات

أيُّ مستقبل للحوثيين بعد حرب إسرائيل وإيران؟

بتهديداتهم المتكررة وغير الواقعية أو العملية، لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، وحتى التلويح باستهداف بعض دول الجوار، يضع الحوثيون أنفسهم في مواقف لا يُحسدون عليها، ليس فقط من جهة ردود فعل تلك القوى الدولية في حال تكررت مغامراتهم باستهدافها مباشرة أو من خلال التعرض لسفنها في خطوط الملاحة المارة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ولكن أيضاً لكون تلك التهديدات باتت تُثير السخرية والتندّر لدى كثير من الأوساط في تلك الدول.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.