مقالات
ملك التعب (1-2)
-العبور من جُحْر النمر-
كانت رحلتنا، الخميس قبل الماضي، رحلة شاقة وصعبة، وبالنسبة لي فقد كانت كابوسا أعظم من كل الكوابيس.
لكن ماويميز هذه الرحلة عن غيرها من رحلاتنا السابقة هو أننا ولأول مرة نتحرك بقوة الجهل، ونمضي من دون علم، ومن دون أن يكون لدينا أدنى معرفة بطبيعة المنطقة التي سنذهب إليها.
فقط كان لدينا الشغف، ولدينا الرغبة في الذهاب إلى منطقة بكرٍ لم يمسسها بشرٌ، ولم يطمثها إنسٌ قبلنا ولا جان.
وفي صباح يوم الخميس، كنت أنا والمشاءة فاطمة الأغبري والمشاء عبد الله الشرعبي قد ركبنا في سيارة المشاء زيد الحمزي، فيما بقية المشائين ركبوا الحافلة، وكان من حسن حظنا -نحن الأربعة- أننا تحركنا إلى قرية"بَرَاحْ"، وعند وصولنا القرية في التاسعة صباحا كان منظر الحقول المزروعة بالكُراَّث (البَيْعَة) قد أفرحنا ورفع معنوياتنا، وأنعش ذاكرتنا، وأعادنا إلى أيام طفولتنا، حيث كان "الكَرَث" فاكهة القرى، وكان البيت الذي يدخله يغدو ليس فقط بيت العصيد، وإنما بيت القصيد.
ومن قرية "بَرَاحْ"، هبطنا -نحن الأربعة- وبقية أعضاء الفريق هبطوا من الجهة الأخرى، وما لبثنا أن التقينا ببعضنا والتقطنا صورة جماعية، ورحنا نواصل الهبوط، ولا أدري ما الذي جعلني -لحظة وصولنا الوادي- أتذكر رواية "بلاد العميان" للإنجليزي "هربرت جورج ويلز".
ومع أن الوادي في بني مطر إلا أنه لم يكن يشبه وديان بني مطر، ولا يشبه أيٍّ من وديان اليمن.
وعلى الرغم من وجود المياه لم يكن هناك أي أثر لوجود حياة في الوادي، وليس ثمة وجود لأي كائن حي؛ لا بشر، لا شجر، لا حمير، لا بقر، لا حيوان، لا طيور، ولا زواحف، وحتى التراب لم يكن هناك تراب.
فقط صخور ومياه تجري، وباستثناء صوت خرير المياه لم أسمع -خلال سيري في الوادي- أي صوتٍ سوى صوت خطواتي، وصوت سقوطي المتكرر.
ولشدة ما كان الوادي مخيفا وموحشا ومعزولا وخاليا من البشر والحيوان والزواحف والطيور كان يخيل إليّ بأن عميان رواية "بلاد العميان" سوف يخرجون لنا من مخابئهم، ومن وراء الصخور ليقتلعوا عيوننا.
لكن تبين لي فيما بعد أن العميان هم نحن، وليس ثمة عميان غيرنا.
كنا ستة عشر أعمى، وكل واحد منا يخبط الأرض بعصاه، ويتوكأ عليها، ويتحسس بها طريقه، ويهش بها الصخور التي تنتصب أمامه، وتحول دون تقدمه، وبين كل هؤلاء العميان الستة عشر كنت أنا الأعمى الأكثر عمىً، والأكثر عجزاً، حتى لقد راودني شعور بأن الله يعاقبني على خطايا ارتكبتها في زمني هذا، أو في زمن من الأزمنة الماضية.
*
في جميع رحلاتنا، كان المشاء الوحيد الذي أرتاح للسير معه هو المشاء الشاب بلال الشَّقَاقِي؛ والسبب أنه كان يمشي مثل ملك، ويمشي من دون عجلٍ أو قلقٍ، ومن دون حتى رغبة في أن يلحق بمن سبقوه من المشائين، وكان ما يغريني بمسايرته، هو أن إيقاعه في المشي يشبه إيقاعي، وخطواته وهو يمشي تتناغم مع خطواتي، فضلا عن أنه كان الوحيد بين المشائين الذي يجمع بين المشي والتأمل، ويدخل في حوار صامت مع الصخور من حوله، ومع الأشجار والينابيع.
وفي رحلة الخميس قبل الماضي، وبعد خروجنا من تحت الشلال كان علينا أن نصعد ثانية، ونمشي عرض الجبل الموازي للوادي حتى نلحق بالمشائين الذين سبقونا.
وبعد أن كنا في الوادي نسمع صوت خرير المياه صرنا -بعد صعودنا الجبل- نمشي صامتين ومتأملين نحدق في الصمت المحيط بنا، وكان للصمت من حولنا صوتٌ عذبٌ رقيق الملمس، ويكاد يُلمَس لشدة حضوره.
وفي حضرة الصمت المحيط بنا، رحتُ أردد بيني وبين نفسي بعضا مما كتبته عن الصمت في كتابي "الفتوحات الهندية":
(الكلام عادي.. الصمت استثنائي
الكلام بشري.. الصمت أُلُوهي
الكلام لا رهبة فيه.. الصمت رهيب
الكلام سطحي.. الصمت عميق
الكلام فارغ.. الصمت ممتلئ
الكلام مهما كان بليغاً يظل ناقصاً
الصمتُ مكتمل).
وبعد أن مشينا ما يقارب الساعة، تناهى إلى مسامعي صوت المشاء بلال، وهو يكسر الصمت، وينادي المشائين علَّهُ يسمع رداً منهم لنعرف مكانهم.
ومن وسط الوادي جاء الرد، وطلبوا منا أن نهبط من المنحدر نفسه، الذي هبطوا منه، وكان منحدراً صعباً ومفخَّخا بحجارةٍ مسنَّنة وبصخورٍ لها شفرات حادة كأنها السكاكين.
وفي بداية هبوطي المنحدر حدث أن تعثرتُ، وسقطتُ وارتطمتُ بصخرةٍ من تلك الصخور، وشعرتُ -وأنا أرتطمُ بها- كما لو أن سكينا انغرزت في خاصرتي، ولشدة ما كنت متألماً ومنهكاً ومتعباً شعرت كما لو أن نهايتي اقتربت، وأن أمنيتي، التي تمنيتها، توشك أن تتحقق.
وكنت، قبل أربع سنوات، وفي واحدة من رحلاتنا، قد رحت أنا والمشاء طاهر عبد الحق -رحمة الله عليه- نتكلم عن النهايات، نهاياتنا، وعن الموت الذي يتمناه كل واحد منا.
كان المشاء طاهر يومها قد سألني عن النهاية التي أتمناها وأحلم بها، فقلت له:
- "أمنيتي أموت وأنا أمشي".
وحين سألته عن أمنيته، قال لي: "أمنيتي أمشي إلى أن أموت".
قال لي ذلك ولم يكن وقتها يعرف أنه مصاب بالسرطان،
لكنه فيما بعد، وقد عرف بمرضه، ظل يواصل الخروج معنا، ويواصل المشي، وذات يوم قلت له:
- "أنت -يا طاهر- عندك سرطان، ومفروض تجلس في البيت".
لكنه ضحك من كلامي، وقال لي:
- "الجلسة في البيت أعظم من السرطان".
*
كان المشاء بلال قد سبقني بمسافة، وكان بمقدوره -وهو الشاب في العشرينات من عمره- أن يسرع في سيره، ويصل قبل الجميع؛ لكنه مثل المشاء طاهر كان إذا سبقني بمسافة يبطئ إلى أن أصل ولو أنا اختفيت عن ناظره ينادي عليَّ:
- "كِيْمُو.. كِيْمُو".
وبعد أن سمعته ينادي عليَّ نهضت نهوضاً صعباً، وبالصعوبة نفسها التي ينهض بها الموتى، ثم رحت أواصل الهبوط إلى الوادي، وأنا نصف حي، ونصف ميِّت، ولحظة وصولي كان المشاؤون يتناولون طعام الغدا، وعن نفسي لم أكن أشعر أي جوع، وبأي رغبة في الأكل، وإنما كان لديَّ شعور عظيم بالألم، والتعب.
ولشدة ما كنت متعباً وموجوعاً من أثر السقطة، ذهبت إلى الشلال أبحث عن علاج؛ ذلك لأن الطبيعة أعظم المستشفيات.
وكانت الطبيعة قد عالجتني من مرض الربو، ومن مرض النقرس، ومن علل جسدية ونفسية، وعالجت مشائين غيري من السكر والضغط، ومن أمراض وعلل كثيرة، وفي صيدليتها علاجات لكل أوجاعنا وآلامنا، وهناك تحت شلال الإنعاش مكثت عشر دقائق إلى أن خف الألم والتعب، وشعرتُ بالانتعاش.
وبعد خروجي من تحت الشلال طلبت من المشاء بلال أن يأخذ دوره؛ لكنه بدلا من يدخل تحت الشلال، ويغطس في الماء، غطس في مغطس التأمل.
*
بعد أن تناول أعضاء الفريق طعام الغداء، كان ثمة رغبة مشتركة لدى الجميع في العودة من طريق غير الطريق الذي جئنا منه، وكان السؤال: هل هناك مخرج لو واصلنا السير في الوادي أم لا؟!
وحتى نحصل على جواب كان لا بُد من إرسال فرقة استطلاع لتأتينا بالخبر اليقين. وكانت فرقة الاستطلاع مكونة من ثلاثة أفراد؛ هم:
- المشاء عبد الله الشرعبي
المشاء زيد الحمزي
والمشاء معاذ الحسام.
انطلق الثلاثة، وبقينا نحن في أماكننا ننتظر عودتهم، ولأن الانتظار هو الجحيم، فقد تحركنا من أماكننا ورحنا نمشي في الوادي مع التيار، ونتقدَّم بصعوبة، ومثل العميان راح كل مشاء يتحسس طريقه بعصاه، ويحاول جاهداً أن يتقدّم، ويتغلب على الصعوبات التي تقف في طريقه.
وبعد أن قطعنا مسافة لا بأس بها، قال لنا الكابتن مبخوت الماوري، وكان قد تقدَّم وسبقنا بمسافة لغرض الاستطلاع، إن السير في الوادي أمر صعب وأنّ علينا العودة من حيث جئنا.
وعن نفسي كان الموت في الوادي أرحم لي من العودة من المكان نفسه الذي جئنا منه، والشيء نفسه، كان المشاؤون الآخرون لهم الرأي نفسه، لكن المشي في الوادي وسط الصخور والمياه لم يكن بالأمر السهل، وكان يزداد صعوبة كلما تقدَّمنا، وثمة صخور كانت تنتصب أمامنا، وتعيق سيرنا، وكنا أحيانا نتفاداها، ونتحايل عليها، وأحيانا كان علينا أن نتسلقها، ونتزحلق من فوقها، وكان هناك رجل طيب لاحظ بأني أسير وأتعثر في سيري، وأتحرك من دون عصا، فكان أن أشفق عليّ، وأعارني عصاه، وليته لم يفعل.
ذلك لأن عصاه كانت على العكس من عصا نبي الله موسى؛ كان نبي الله موسى يضرب بعصاه في الماء فينشق الماء، وينجو هو وقومه من الغرق، وكان إذا ضرب بها في الصخر ينبجس الماء، وأما عصا الرجل الطيب فكنت كلما ضربت بها لأعبر من الماء إلى اليابسة تغرق وتغرقني معها، وإذا ضربت بها في الصخر ينبجس الدم من ركبتيَّ، ومن ساقيَّ، وحين أبصر الرجل الطيب أن عصاه التي أعارها لي قد تكون السبب في هلاكي، راح من مكانه يقول لي:
- "باين عليك ما قد تعصَّيْت ولا علموك كيف تسير بالعصا!!".
قلت له: "ضربونا بالعصا على شان أتعلم، لكن ما علمونا السير بها".
قال: "ذاحين أتعلم بالعصا حقي".
وراح الرجل الطيب يتحدث عن عصاه، ويعلمني كيفية استخدامها، والسير بها، لكني -لكثرة ما تسببت في سقوطي- لم أعد أثق بعصاه، ولولا أنه أعارني إياها وسيطالبني بها، في نهاية الرحلة، لكنت ألقيتها في الماء وتخلصت منها.
لكن الخطأ لم يكن في عصاه، ولا هو خطئي في انني لم أتعلم السير بالعصا. ثم إن السير في وادٍ كذاك الوادي لم يكن يحتاج إلى عصا تربكك، وتشتت انتباهك، وكانت عصا الرجل قد أربكتني، وشوشت عليَّ، ولم أعد أدري أين أضع العصا، ولا أين أضع قدمي.
ولكثرة العثرات والسقطات والطحسات، لم أعد أثق بالحجر الذي أدوس فوقه، وقد بدت لي الحجارة والصخور في الوادي كما لو أنها مدهونة بالحُلبَة أو بالسمن، وبدا لي كل حجر خائن ولا أمان له.
ولأن الطحس أعظم وأشد خطرا من السقوط، صرت أدخل بكلي في الماء وفي الوحل، وبعد أن كنت أكثر المشائين تعبا وعجزا صرت أكثرهم بللاً واتِّساخاً، وبدوت كما لو أنني مخلوق من الوحل وليس من الطين.
وأما جزمتي فكان وزنها يزداد ويتعاظم، لكني كنت بعد كل سقطة وكل طحسة أقيس ما حدث لي بالخطر الذي لم يحدث، الذي كنت أتوقع حدوثه، وعندها أحمُد الله على لطفه بي، وأحيانا كنت أضحك من شدة الألم والتعب، وأجد في الضحك مرهماً وبلسماً لتعبي وأوجاعي، وكان الوجع العظيم الذي أحس به هو ألم السقطة الأولى، والناتج عن طعنة الصخرة في الخاصرة.
*
كان المشاؤون قد سبقوني بمسافة، وكنت لوحدي في المؤخرة أمشي وأترنّح مثل سكران أفرغ في جوفه زجاجة "فودكا".
وفيما كنت أحاول صعود مكان مرتفع عن الوادي، وعن مجرى الماء، لأتفادى المرور من المكان الخطير شعرت برعشة في ساقي، وفي تلك اللحظة التي كنت فيها على وشك السقوط إلى الأسفل، وإلى المكان الخطير نفسه، الذي هربت منه، أبصرت يدا حانية تمسك بي وترفعني، وتحول بيني وبين السقوط، وكانت تلك اليد يد الولد عمار، الذي لم أكن أعرفه، ولم يسبق لي أن رأيته إلا في تلك اللحظة.
كان الولد عمار في الخامسة أو ربما في السادسة عشرة من عمره، وكان قد راح يسير إلى جانبي، ويسرع إلى نجدتي كلما أبصرني أتعثر في طريقي، لكن الرحلة كانت صعبة وطويلة، وكان كل من يمد لي يد العون والمساعدة لا يلبث أن يمد رجله ليلحق بالمشائين، وينجو بنفسه، ولم أكن أزعل أو اتألم أو ألوم أحدا، وإنما كنت أشعر بالامتنان وبالجميل تجاه كل من يمد لي يده، وتجاه كل من يمد يده لنفسه، وكنت أعرف بأن الكل متعب، والكل بحاجة إلى ذاته، إلى ما تبقى له من طاقة في بطارية جسده، وكان ثمة خوف من أن يحل الظلام ونحن في الوادي، وخوف من أن يكون الوادي بلا نهاية.
وبالنسبة لي، كانت حالتي تسوء، وتعبي يزداد ويتعاظم، ثم ما لبثت أن اكتشفت أمرا خطيرا، وهو أن سقوطي لم يعد بسبب خارجي، وإنما هو سقوط من الداخل؛ أسقط لِعلَّةٍ فيَّ.
وبعد أن كنت أشعر بالتعب، وأتوقف لأرتاح من تعبي، صرت أشعر برعشةٍ في ساقيّ، وكنت إذا سقطت أشعر بصعوبة في النهوض، وإذا نهضت أسير كم خطوة وأسقط من جديد. ولكثرة ما كنت اسقط، رحت أتساءل بيني وبين نفسي عن السبب في كل هذا السقوط، وفي هذا التعب، وفي هذه الرعشة في ساقي:
-"هل السبب بأنني كبرت وشخت وصرت عجوزا وعاجزا؟
- هل لأن الرحلة متعبة؟!
-هل لأنني أزاوج بين المشي والصوم أثناء الرحلات؟
هل لأن عندي هبوط دائم في الضغط؟
أم أن السبب هو ذلك النص الملعون الذي قرأته؟!
وكنت أثناء هبوطنا للوادي قد قرأت نصا من "كُرّاسة الألف" بعنوان "سقوط":
(سقطت شهبٌ ونجومٌ،
رموزٌ، حروفٌ ،جميعُ النُّقَطْ.
سقطت نُظُمٌ، قممٌ ،قيمٌ،
كلهم سقطوا
الجميعُ سقطْ
هوَ عصرُ السقوطِ، وأنتَ فقطْ
ألفٌ واقفٌ في المكانِ الغَلَط).
وكان السبب الذي جعلني أقرأ هذا النص هو أن المشاء بلال نزل من مكان خطير، ومن المكان الغلط، وطلب مني ومن المشاءة فاطمة أن ننزل منه؛ لكن فاطمة رأت أن تعبر من المكان السهل، وحسناً فعلت!!
وكانت تلك فلسفة المشاء طاهر عبد الحق، فقد كان -رحمة الله عليه- على عكس الكابتن سعيد السروري، والكابتن مبخوت الماوري، اللذين يختاران الصعب مع وجود السهل، وكان ما ينفك يقول:
"بين الصعب وبين السهل اختار السهل".
ولأني يومها صرت محكوما بالسقوط، صار لديَّ ما يشبه اليقين بأن النص الذي قرأته كان السبب في سقوطي المتكرر، وأنني لو كنت قرأت نصَّاً آخر غيره لما حدث لي الذي حدث.
وفي تلك اللحظة، التي بلغت فيها ذروة التعب والعجز، ظهر المشاء عبد الله الشرعبي رئيس فرقة الاستطلاع؛ لكنه عاد وقد أصبح رئيس فرقة الإقناع، وراح يحاول إقناع الجميع بالعودة من حيث أتوا، وقال إنه لا يوجد طريق، ولا وجود لمخرج، وإنه من الأفضل لنا أن نعود من حيث أتينا، لكن المشائين -الذين كانوا قد سبقوني في السير- لم يكترثوا لكلامه، وواصلوا سيرهم، وواصل هو سيره عكسهم، وأول ما أبصرني حاول أن يقنعني بالعودة، وراح يتحدث عن مكان مريع له أربعة أسماء: بعضهم يسميه "كهف النمر"، والبعض الآخر "جرف النمر"، وهناك من يسميه: "حيد النمر"، والاسم الرابع "جحر النمر". وقال إنه مكان مظلم، ولا أحد بمقدوره أن يدخل فيه ويمر منه، وأنه من الأفضل لي أن أعود معهم، لكني لحظتها شعرت برغبة عارمة في مواصلة السير، والعبور من "جحر النمر"، أو حتى من "جحر الحمار".
...يتبع