مقالات
لآلئ العقد الأسود
عندما كانت المليشيات تطبخ البلاد على طبق من بارود ودم،
كانت قناة بلقيس الوسيلة الإعلامية الوحيدة في المواجهة لفضح وكشف هذه المشاريع الكارثية.
لم تجلس مع المتآمرين جنبا لجنب على الأطباق المسمومة.
في الحادي عشر من مايو 2015 بث تلفزيون بلقيس أول نشرة أخبار، وكانت بمثابة أول بيان إشهار الموقف من الانقلاب والحرب والمؤامر.
لقد عملنا على تغطية المناطق الساخنة، وواكبنا التحرير ونقلنا بكل أمانة واقع الناس المرير الذي تسببت به جماعة الحوثي.
وتاليا وقفت بلقيس في الضد من محاولة تمزيق البلاد عبر المشاريع الاقليمية. قالت (لا) في وجه كل من يقولون (نعــم) ويسوّقون لوكالائهم ورعاة خراب اليمن الكبير عبر التبريرات المكشوفة.
دفعت أربعة من لآلئ طاقمها الميداني قتلوا بهجمات صاروخية، كان في مقدمتهم عبدالله قابل الذي وضعته جماعة الحوثي مع عدد من المدنيين كدروع بشرية في معتقل ذمار.
التحق به عبدالله القادري في قانية بمحافظة البيضاء، ومحمد القدسي في منطقة الخيامي بريف محافظة تعز، لتختتم حفلتها الإجرامية بأديب الجناني في مطار عدن.
تركت هذه الهجمات ثقوبا في القلوب؛ لكن بلقيس ضمدت الجراح وسارت في الحقول الملغومة والموحشة بكل ثقة واقتدار، على أن لا تنكسر أو تساوم وتسكت.
توزع هذا الدم في الخارطة وتوزع معه الوجع في الشرايين. وسنظل أوفياء لهم ما حيينا، وهو العهد الذي قطعناه على أنفسنا مع إدارة القناة ومجلسها الموقر.
موجودون معنا في غرفة الأخبار، في النشرة الإخبارية والموجز.
موجودون معنا في الاجتماعات التحريرية.
موجودون معنا على الهواء، وسط الصورة والقلب.
موجودون في كل كلمة وطن نكتبها أو نرددها.
موجودون في السهل والتل والجبل والوادي.
هناك على ضفاف شواطئ بحر العرب في عدن يتردد اسم أديب الحناني.
وفي أعالي ريف تعز بمنطقة الخيامي تحلق روح محمد القدسي.
وترتسم هيئة عبدالله القادري في صحارى مملكة سبأ إلى جوار سد مأرب.
ويتوسط اسم عبد الله قابل سهول وهضاب ذمار.
سلام عليكم.. ونحن نطوى العشرية الأولى في دولاب السنين الدوار حيث تخصبت جراح الوطن في المنفى وتركت في الفم طعم اليأس مرا.