مقالات

وفاة طائر الأشجان أحمد الجابري

06/01/2024, 12:00:07

الشاعر الذي وحَّد اليمن بأصوات المطربين، من عدن ولحج وحتى صنعاء وصعدة، كتب للأرض والإنسان، بقصائد غنائية بديعة، سافر بأرواحنا إلى عدن: "عدن عدن يا ريت عدن مسير يوم"، و"أخضر جهيش مليان حلا عُديني"، "بكَّر غبش شفته الصباح بعيني".

وفوق بئر الماء تدفق الشاعر الجابري، وتدفقت مشاعرنا معه شلال حب وعشق: "يا صبايا فوق بير الماء والدنيا غبش من يسقي في الهوى قلبي ويروي لي العطش".

ولم تتوقف روحه الهائمة عن التحليق في فضاءات الحب والعشق، فقد طار بنا نحو البعيد: "طائر الأشجان ما يبكيك في تيك الرُبى من لوعك..".

فتح قلبه للضوء، فسال الشجن ملء قلوبنا المتعبة، وقد أنهكها الانتظار: "أيش معك تتعب مع الأحباب يا قلبي وتتعبنا معك، لا الضنا يروي ضما روحي ولا الدنيا بعيني توسعك، لا متى شاصبر وانا أجري وراء حبك أطيعك واتبعك..".

وعند وداع حبيبين في القرى، كانت تلتمع قصيدة الجابري بصوت أيوب: "خُذني معك ويا حبيبي شتبعك.. خذ من عيوني ما تشا شافديك بروحي يا رشا...".

عاش أحمد الجابري بعيدا عن التكريم وأوسمة الزَّيف، بعيدا عن اهتمام السلطات والحكومات المتعاقبة، لكنه كان حاضرا بكلماته في رسائل العشاق والمحبين في سفرنا وبوحنا في القرى والمدن، وعلى ضفاف البحر في لحظات الغروب.

نذر الشاعر أحمد الجابري عصارة روحه للوطن الكبير؛ حين أشعل القناديل في ضلوع البلاد: "لمن كل هذي القناديل.. لمن لمن لأجل اليمن...".

وحين تتكالب الظروف، وتزدحم صدورنا بالعواصف، كان هو لسان حالنا وأحاسيسنا: "أشكي لمن وانجيم الصبح قلبي الولوع، لا ذقتُ راحة ولا جفت بعيني الدموع".

كان وكان وكان، كم هو مؤسف، حين يموت الشاعر ينتبه الناس!!

عقود من الإبداع الشعري والأدبي، الذي أثرى به المكتبة الوطنية؛ عاشها الشاعر العملاق أحمد الجابر حتى توفاه الله  عاشقا محبا للأرض، ناسكا في محراب القصيدة الغنائية اليمنية، غير مكترث بالأيام والغربة، التي عاشها، بقوله: "ضاعت الأيام من عمري سدىً .. ضاعت وعمري ضيعك".

رحمة الله تغشى شاعرنا الكبير أحمد الجابري، وأسكنه فسيح جناته، ولا عزاء لكل مسؤول كان له القرار والسلطة ولم يُولِ هذا الشاعر الاهتمام والرعاية والدعم.. ومثله الكثير.

مقالات

أبو الروتي 38

كان المعتقل عبارة عن حوش كبير في مدينة الشيخ عثمان. وعند وصولنا وجدناه مليئًا بالمعتقلين، وأغلبيتهم من أعضاء جبهة التحرير والتنظيم الشعبي - الذراع المسلح لجبهة التحرير - وكانت تهمتي أنا وأخي سيف أننا أعضاء في جبهة التحرير، بدليل السلاح الذي وجدوه بين الحطب في سقف الفرن.

مقالات

قراءة في "أغنية راعي الرِّيح"

يعد الشاعر عامر السعيدي، الشاب القادم من أعالي جبال حجور بمحافظة حجة اليمنية، واحدا من أهم الأصوات الشعرية التي تتصدّر المشهد في الساحة الأدبية اليمنية الراهنة، بل إن حضور الإبداعي مُمتد إلى المحيط العربي عموما.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.