أخبار محلية
الغارديان: خفض المساعدات الدولية يضاعف وفيات الأمهات في اليمن
ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن تخفيضات المساعدات الدولية تسببت في حرمان مئات الآلاف من النساء في اليمن من خدمات إنجابية أساسية، وأدت إلى وفيات يمكن تفاديها.
ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى قرار الإدارة الأمريكية السابقة، برئاسة دونالد ترامب، وقف التمويل المخصص لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
كما أشارت إلى أن الوضع المأساوي يتجسد في قصة فاطمة، وهي أم يمنية توفيت مع جنينها في محافظة المهرة، بعدما تعذّر إنقاذها لغياب الدعم والوقود والمستلزمات الطبية عن المستشفى القريب، عقب وقف التمويل الأمريكي.
وأضافت الصحيفة أن مستشفى سيحوت، الذي كان معتمدًا على تمويل أمريكي عبر صندوق الأمم المتحدة للسكان لتوفير خدمات التوليد الطارئة، رفض استقبال الحالة بسبب توقف الدعم، ما أجبر أسرتها على نقلها لمسافة طويلة إلى مستشفى آخر، لكنها فارقت الحياة في الطريق بسبب تمزق رحمي ونزيف داخلي حاد.
ونقلت الصحيفة عن أطباء وممرضات أن "رحلة أقصر نحو مركز طبي مجهز ربما أنقذت حياتها"، بينما أكد مدير المستشفى أن غياب الدعم حال دون تقديم عمليات قيصرية أو خدمات إنقاذية.
وبحسب بيانات الصندوق الأممي، فقد فقدت 1.5 مليون امرأة إمكانية الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية، فيما حُرمت نحو 300 ألف امرأة من برامج الوقاية والعلاج من العنف القائم على النوع الاجتماعي. كما توقفت 44 منشأة صحية وفِرَق طبية متنقلة عن العمل بسبب نقص التمويل.
وأضافت الصحيفة أن هذه الأزمة لا تعود فقط إلى الموقف الأمريكي، إذ خفضت بريطانيا ودول أخرى أيضًا إنفاقها على المساعدات، ما ضاعف معاناة النساء في بلد يُسجَّل فيه موت أم كل ساعتين بسبب الحمل أو الولادة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وأكدت الغارديان أن قصة فاطمة ليست حالة فردية، بل تمثل انعكاسًا لواقع عام تتكرر فيه المآسي يوميًا نتيجة قرارات سياسية اتُّخذت في عواصم بعيدة، لكنها تركت آثارًا مباشرة على حياة آلاف النساء اليمنيات.