أخبار محلية
البيضاء.. قتلى وجرحى في خرق حوثي لاتفاق الهدنة مع أهالي رداع
قالت مصادر محلية إن مواجهات عنيفة اندلعت في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، بين مسلحين من أبناء المدينة وعناصر ميليشيا الحوثي، في ظل توتر متصاعد أعقب انهيار اتفاق تهدئة رعته لجنة وساطة محلية خلال الفترة الماضية.
وأفادت المصادر بأن الاشتباكات تركزت في حي فاقش المحاذي لحي الحفرة، وأسفرت – وفق المعلومات الأولية – عن مقتل اثنين من أبناء المدينة إضافة إلى أحد عناصر الحوثيين، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا مع استمرار المواجهات، وفق المصدر أونلاين.
وبحسب شهود عيان، فرض مسلحو الحوثي حصارًا على المنطقة ومنعوا إسعاف الجرحى وانتشال جثث القتلى، ما زاد من حالة الاحتقان الشعبي.
واتهم أهالي المدينة ميليشيا الحوثي بخرق الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا، مشيرين إلى أن أبناء حي الحفرة قدّموا تنازلات كبيرة لصالح التهدئة وسلموا نحو عشرة أشخاص كانت الجماعة تصفهم بـ"المطلوبين"، بهدف تجنيب المدينة مواجهات جديدة.
لكن الحوثيين – وفق الأهالي – استغلوا الاتفاق لتعزيز وجودهم الأمني، قبل أن ينقلبوا عليه ويشنوا حملة عسكرية مفاجئة، ما أثار موجة غضب عارمة بين السكان.
ودعا أبناء المدينة وجهاء المنطقة والوسطاء المحليين إلى التدخل الفوري لوقف عدوان مليشيا الحوثي، محملين الميليشيا المسؤولية الكاملة عن التصعيد الدموي وتبعاته الإنسانية.
وتعد محافظة البيضاء، وخصوصًا مدينة رداع ومحيطها، واحدة من أكثر المناطق اليمنية التي شهدت مقاومة شعبية ضد سيطرة الحوثيين منذ اجتياحهم للمحافظة عام 2014. وعلى مدى السنوات الماضية، حاولت لجان وساطة محلية إنهاء المواجهات المتكررة من خلال اتفاقات تهدئة، غالبًا ما كانت تنهار بسبب اتهامات للحوثيين بعدم الالتزام بها أو استغلالها لفرض نفوذ أمني أوسع.
وخلال الأعوام الأخيرة، وثّقت منظمات حقوقية محلية ودولية انتهاكات واسعة ارتكبها الحوثيون في المحافظة، شملت حملات اعتقالات تعسفية، ومداهمات للمنازل، وعمليات قصف طالت مناطق سكنية، وسط اتهامات باستخدام أسلوب العقاب الجماعي لإخماد أي معارضة محلية.
وتشكل رداع موقعًا استراتيجيًا مهمًا بالنسبة للحوثيين، نظرًا لقربها من محافظات مأرب والضالع وإب، ما يجعلها ساحة نزاع دائمة بين رغبة المليشيا في تأمين خطوط إمدادها، وسعي السكان المحليين للحفاظ على استقلالهم المجتمعي بعيدًا عن سيطرة مليشيا الحوثي.