أخبار سياسية
تحذيرات استخباراتية من مخطط حوثي لنقل أسلحة إلى حركة "الشباب" الصومالية
كشف الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط والمتخصص في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب "غولد أحمد وليق"، عن تطور خطير في منطقة القرن الأفريقي، يتمثل في خطط لنقل أسلحة من جماعة الحوثي اليمنية إلى حركة «الشباب» الصومالية، في مؤشر على تنسيق متزايد بين الجانبين قد يؤدي إلى تصعيد أمني واسع في شرق أفريقيا.
ويُعد وليق مؤلف كتاب "Al-Shabaab Mafia Inc"، الذي يُعتبر دراسة رائدة حول الاقتصاد السري لحركة الشباب، وله حضور واسع في الأوساط الأكاديمية والسياسية الإقليمية.
ووفقًا للمعلومات الاستخباراتية التي كشف عنها وليق، فإن الحوثيين يعتزمون تسليم شحنة أسلحة إلى حركة «الشباب» لتنفيذ هجمات إرهابية مرتقبة في منطقة عدالة الصومالية وقريتين مجاورتين. ولم يُحدَّد موعد دقيق لتنفيذ تلك العمليات، لكن الخطر وُصف بأنه "عالٍ".
وتُرجّح المصادر أن عملية التهريب ستتم عبر خليج عدن أو من خلال مسارات بحرية في المحيط الهندي، وهي طرق استخدمتها سابقًا شبكات تهريب مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وجماعات مسلحة في المنطقة.
هذا التطور يأتي في وقت يشهد فيه القرن الأفريقي توترات متزايدة، لا سيما مع تنامي النفوذ الإيراني عبر الحوثيين في اليمن، ومحاولات طهران مدّ نفوذها البحري والأيديولوجي إلى القرن الأفريقي، وسط صمت إقليمي مقلق.
ويُخشى أن يؤدي هذا التعاون – في حال تأكد وتفعيله – إلى فتح جبهة جديدة من العنف، تربط بين الصراعات في اليمن والاضطرابات الأمنية في الصومال، وتهدد بشكل مباشر أمن الملاحة في خليج عدن وممرات التجارة الدولية في البحر الأحمر والمحيط الهندي.
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة الصومالية أو القوات الإفريقية المنتشرة في المنطقة، كما لم تعلّق القوات الدولية المعنية بتأمين الملاحة في باب المندب وخليج عدن.
ويأتي الحديث عن مخطط حوثي لنقل أسلحة إلى حركة «الشباب» الصومالية في سياق تشابك معقد بين جماعات مسلّحة مدعومة من إيران وشبكات تهريب السلاح التي تنشط في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.
وقد سبق لمؤسسات أممية ودولية أن رصدت خلال السنوات الماضية محاولات نقل أسلحة ومعدات عسكرية من الحوثيين إلى جماعات متطرّفة في القرن الأفريقي، ضمن استراتيجية إيرانية أوسع لمد النفوذ وزعزعة استقرار المنطقة.
وأشارت تقارير سابقة لمجلس الأمن وخبراء أمميين إلى أن التهريب البحري يُنفَّذ أحيانًا عبر سفن صيد أو مراكب صغيرة تتنقل بين السواحل اليمنية والصومالية، أو عبر شبكات تهريب عابرة للحدود لها علاقات وثيقة بالحرس الثوري الإيراني.
هذا التداخل بين الحوثيين وحركة «الشباب» يُعَدُّ تطورًا مثيرًا للقلق، لأنه يُنذر بربط مسارات النزاعات في اليمن والقرن الأفريقي معًا، وفتح جبهة جديدة قد تُفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة. كما يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن الملاحة في واحد من أكثر الممرات البحرية أهميةً للتجارة العالمية: خليج عدن وباب المندب، حيث يمر جزء كبير من صادرات النفط والسلع المتجهة من الشرق الأوسط إلى أوروبا والعالم.
وبينما لم يصدر تعليق رسمي حتى الآن من الأطراف الحكومية أو القوات الدولية، يرى مراقبون أن أي تأكيد لهذا التعاون سيُضاعف الحاجة إلى مراقبة أشدّ للطرق البحرية ومكافحة التهريب الذي يُعدّ ركيزة أساسية في استمرار الجماعات المسلحة وامتداد نفوذها الإقليمي.