أخبار سياسية
مليشيا الحوثي تبدي استعدادها للقبول بحلول منصفة في قضية المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة
أعلنت مليشيا الحوثي، اليوم الأربعاء، استعدادها للقبول بما وصفته بـ”حلول منصفة” في قضية المعتقلين، مجددة في الوقت ذاته مطالبتها الأمم المتحدة باستئناف تنفيذ بنود خارطة الطريق التي تم التوافق عليها مع الجانب السعودي برعاية سلطنة عمان.
وقال رئيس الوفد التفاوضي للحوثيين، محمد عبدالسلام، في تصريح نشره عبر منصة إكس عقب لقائه بالمبعوث الأممي إلى اليمن، إن اللقاء ناقش مسار عملية السلام في ضوء خارطة الطريق “المسلَّمة للأمم المتحدة والمتفق عليها مع السعودية”.
مشيراً إلى أن جماعته شددت على ضرورة استئناف تنفيذ بنودها، خصوصاً ما يتعلق بـ”الاستحقاقات الإنسانية”، مضيفاً أنه “لا يوجد أي مبرر للاستمرار في المماطلة”.
وفي سياق متصل، أوضح عبدالسلام أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى قضية المعتقلين من موظفي بعض المنظمات الدولية الذين تحتجزهم سلطات الحوثيين في صنعاء بتهم تتعلق بـ”التجسس”.
وقال إن اللقاء، الذي حضره معين شريم المكلّف من الأمين العام للأمم المتحدة بملف المعتقلين، تضمن مناقشة الجهود الرامية إلى إيجاد حلول للقضية.
وأشار إلى أن جماعته أكدت “من حيث المبدأ” عدم وجود مصلحة لها في احتجاز أي شخص يعمل ضمن المنظمات الدولية “دون مسوغ قانوني”، لكنها عرضت ما وصفته بـ”معلومات وأدلة” من الجهات الأمنية في صنعاء، تتهم المحتجزين بـ”أنشطة تجسسية تحت غطاء العمل الإنساني”.
وأكد عبدالسلام أن الأجهزة المعنية “مستعدة لعرض الوثائق التي تثبت تلك التورطات”، لكنه أضاف أن الجماعة “تحرص على إيجاد حلول عادلة ومنصفة، بما يضمن استمرار التنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، ومواصلة أعمالها الإغاثية والإنسانية دون المساس بأمن البلاد أو السيادة الوطنية”.
ويأتي هذا التصريح بعد أيام من تصاعد الضغوط الدولية على الحوثيين عقب احتجازهم عشرات العاملين المحليين والأجانب في وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية داخل صنعاء، وهي القضية التي أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والدبلوماسية.
وفي وقت سابق قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن عناصر تابعة لجماعة الحوثي اقتحمت، خلال الأيام الماضية، عدداً من مكاتب الأمم المتحدة في صنعاء، وصادرت معدات تقنية واتصالات وأصولاً أخرى تابعة للمنظمة.
وأوضح دوجاريك، في إحاطة صحفية أن عدد موظفي الأمم المتحدة المحتجزين لدى الحوثيين ارتفع إلى ما لا يقل عن 59 شخصاً، بعد اعتقال خمسة موظفين إضافيين خلال الأيام الأخيرة، بينهم امرأتان.
وأكد أن بعض هؤلاء الموظفين محتجزون منذ سنوات، مجدداً إدانة الأمم المتحدة الشديدة لاستمرار احتجازهم التعسفي من قِبل الجماعة.
وشدد المتحدث باسم الأمم المتحدة على أن المنظمة تواصل الدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع العاملين في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية، مؤكداً ضرورة احترامهم وحمايتهم وفقاً للقانون الدولي.