تقارير
احتجاجات واسعة وأزمة متصاعدة.. هل تستجيب الحكومة لمطالب المعلمين؟
تشهد مدينة تعز تظاهرات احتجاجية متكررة للمعلمين للتعبير عن استيائهم من تجاهل السلطة المحلية مطالبهم، التي قدِّمت إلى الجهات الرسمية، والمتمثلة بصرف مستحقاتهم المالية التي تشمل حوافز شهرية، بالإضافة إلى تأمين رعاية صحية، وتطبيق قرار السلطة المحلية المتعلق بإيجار المساكن، وتوفير ضمانات حكومية بتسوية الأجور والمرتبات خلال الفترة المقبلة.
وحمل المحتجون لافتات تعبِّر عن استنكارهم لتجاهل السلطة المحلية مطالبهم، والالتفاف عليها، مؤكدين أنهم سيستمرون في الإضراب حتى تتم الاستجابة لمطالبهم.
في السياق ذاته، أكد رئيس اتحاد التربويين في محافظة تعز، أمين المسني، استمرار إضراب المعلمين حتى يتم الاستجابة لمطالبهم المشروعة، مضيفا، في تصريح لـ بلقيس، أن "هناك تفاهمات مع الحكومة والسلطة المحلية لتلبية مطالب المعلمين".
- شروط المعلمين
يقول رئيس اتحاد التربويين في مدينة تعز، أمين المسني: "نحن نأسف وندين ونستنكر ما جاء في البيان الصادر يوم أمس عن السلطة المحلية، الذي لم نكن متفقين عليه".
وأضاف: "نحن طرحنا شروطنا ومطالبنا، قبل ثلاثة أشهر، للسلطة المحلية وللحكومة، وقلنا هذه مطالب حقوقية لن نتنازل عنها، ولن نتراجع عنها، مطالب رئيسية؛ أهمها تسوية الأجور؛ لأن الراتب اليوم أقل من 100 ريال سعودي، راتب المعلم بكالوريوس وماجستير أكبر مبلغ 100 ألف ريال، أي ما يعادل 150 ريالا سعوديا، وإيجار المنزل اليوم ب500 ريال سعودي".
وتابع: "قدمنا مصفوفة من المطالب، كنا ونحن عارفين أن السلطة المحلية لن تحقق، ولن تنفذ، ولن تعمل حلا، لأقل مطلب، حتى لو طلبنا منها قيمة الطباشي لا تستطيع".
وأردف: "من مطالب المعلمين أيضا صرف رواتب متأخرة لتسعة أشهر، فتعز هي المحافظة الوحيدة التي لم تستلم رواتب متأخرة عند الحكومة لتسعة أشهر من 2016 و2017، وكذلك نطالب بصرف العلاوات والتسويات مع فوارقها من عام 2014 إلى 2024، وصرف تسوية أوضاع موظفي 2011، صرف رواتب النازحين، وتسوية الأجور بما يتناسب مع الوضع المعيشي الحالي، إلى جانب ذلك الرعاية الصحية للمعلم".
- النقابة ترحب
يقول أمين عام نقابة المعلمين عبدالرحمن المقطري: "كنا، على مدار السنوات الماضية، نطالب بحقوق المعلمين فيما يخص إعادة النظر في هيكل الأجور والمرتبات والتسويات والعلاوات، وكذلك موظفي 2011 وكل المطالب، وتطرقنا إليها خلال الفترة الماضية، ومنذ حوالي أربعة أشهر زادت وتيرة المطالبات، وكانت هناك عدد من الفعاليات والوقفات الاحتجاجية ومسيرات وإضرابات، وهذا أدى إلى أن السلطة المحلية والمركزية تتجاوب".
وأضاف: "رغم أننا كنا نتمنى أن يكون التجاوب في بداية الأمر حتى لا تتأثر العملية التعليمية، التي نأسف أنها حصلت، لكن مع ذلك نقول إن التجاوب هذا أيضا شيء طيِّب، ونحن، خلال الفترة الماضية، عقدنا حوالي ستة اجتماعات مع قيادة السلطة المحلية، ومع الأحزاب السياسية؛ لإعادة النظر في قضية إعادة العملية التعليمية مع الأخذ بمطالب المعلمين، وتحقيق هذه المطالب بقدر الإمكان من خلال ضغط السلطة المحلية، والأحزاب، على الحكومة المركزية".
وتابع: "ما جاء في بيان السلطة المحلية شيء إيجابي، ما يتعلق بالرعاية الصحية لموظفي التربية والتعليم، وأيضا تكليف مدير المالية ومدير الخدمة المدنية بمتابعة توجيهات رئيس الوزراء، صرف مرتبات متأخرة، التي هي لمدة تسعة أشهر، لموظفي التربية والتعليم، وغيرهم من الموظفين منذ عام 2017".
وأردف: "بدأت الآن عملية التسويات، وهي عبارة عن الترقيات والترفيعات، وكذلك العلاوات السنوية بدأ الشغل عليها بعد هذه الحركة الاحتجاجية من قِبل المعلمين والتربويين، وهذا كله نتيجة لتفاعل المعلمين مع النقابة، ومع الحراك النقابي والتربوي، وهذا شيء إيجابي".
وزاد: "نحن نرحِّب بما جاء في بيان اللجنة، ونأمل أن يسارعوا في بعض القضايا، بما فيها المرتبات المتأخرة؛ لأن الناس حالتهم صعبة، وحتى تعود الأمور إلى نصابها، وتستقر العملية التعليمية".