تقارير

استقطاب الأطفال إلى المراكز الحوثية وآثاره على مستقبل اليمن

06/04/2025, 16:39:54

ظهر زعيم مليشيا الحوثي، عبد الملك الحوثي، في خطاب متلفز يحثّ على استقطاب الأطفال للمشاركة في الدورات الصيفية، ويوجّه بتكليف من يحملون خلفيات ثقافية وعقائدية لتدريسهم.  

يأتي ذلك بعد أن قلّصت المليشيا السنة الدراسية، وحرّفت المناهج بهدف تشكيل جيل مؤمن بمعتقداتها، وتحويل طريق الأطفال من المدارس إلى جبهات القتال، متجاوزة كل القوانين التي تجرِّم تجنيد الأطفال.  

مشروع عسكري عقائدي  

يقول رئيس منظمة "ميون" لحقوق الإنسان، عبده الحذيفي: "جماعة الحوثي لم تكتفِ بتقليص العام الدراسي فقط، إنما تستخدم المدارس كقطاع لمشروع عسكري عقائدي إستراتيجي منظَّم على مستوى دقيق جدا".  

وأضاف: "المسألة ليست اجتزاء من العام الدراسي قبل انتهائه، وتقديم الاختبارات من أجل الدّخول في المراكز الصيفية، وإنما جماعة الحوثي أصبحت تتعامل مع الأنشطة المدرسية، ومع التعليم الثانوي والإعدادي والأساسي كمدخل وتهيئة وإعداد للطلاب وللمراكز الصيفية".  

وتابع: "هناك كثير من الفعاليات العقائدية وكثير من المناسبات، فخلال العام الدراسي 2024 نفذت في إطار المدارس سبع مراحل لدورات الوفاء للأقصى، وهي دورات عسكرية في إطار التعليم، ونفذت مرحلتين في الفترة الأخيرة ما قبل رمضان، بداية 2025، لما يسمى بالطالب والمعلم الرسالي على حساب التعليم".  

وأردف: "الطالب والمعلم الرسالي هو برنامج جهادي، وبرنامج تدريب وتأهيل عسكري لطلاب الثانوية، بما فيهم المدرسون، وهذا البرنامج ينفذه قطاع التدريب والتأهيل في وزارة التربية والتعليم، بإشراف مباشر من الهيئة العامة للتعبئة التي تشرف على المراكز الصيفية، وعلى دورات طوفان الأقصى، في إطار المدارس، وعلى الأنشطة الطلابية مثل الإذاعة المدرسية، وكثير من البرامج المدرسية".  

وزاد: "ما يحدث في المراكز الصيفية هو امتداد للتهيئة التي تمّت في المدارس، فهذه المراكز الصيفية هم يعتبرونها حاضنة أساسية، وهي تهيئة للتجنيد وللتعبئة الطائفية، وهناك أدلجة وغسيل أدمغة، وتطييف للمجتمع بشكل مهول، لكننا نركز على المراكز الصيفية، ونتجاهل في كثير من الأحيان ما يدور خلال العام داخل المدارس". 

وقال: "المدارس في مناطق سيطرة جماعة الحوثي استحدثت يوما يسمى باليوم الثقافي، هذا في كل أربعاء، خاصا للتثقيف العقائدي، لتشييع المجتمع، لتشييع الأطفال وأدلجتهم، فما يحصل هو مرعب".  

وأضاف: "المراكز الصيفية هي حاضنة تجنيد، ومعسكرات تجنيد متقدِّمة، وهي آخر مرحلة من مراحل التطييف والتعبئة العقائدية".  

وتابع: "على المجتمع الدولي الضغط على مليشيا الحوثي للالتزام -على الأقل- بخطة العمل مع الأمم المتحدة لوقف الانتهاكات، وتجنيد الأطفال".  

وأردف: "للأسف الشديد، لديه أجندة غير واضحة، وما زال يتعامل مع الحوثيين كطرف سياسي، لم يتعامل معهم كجماعة مسلحة خارجة عن النظام والقانون، كجماعة مسلحة ترتكب العديد من الانتهاكات، ومتورطة بتجنيد الأطفال بشكل منهجي وإستراتيجي فظيع، رغم أن هناك تقارير للأمم المتحدة، ومنظمات دولية مستقلة، ومنظمات محلية، تؤكد تجنيد الأطفال عبر المراكز الصيفية والدورات الثقافية، عن طريق الاستقطاب عبر المدارس".  

وزاد: "هناك ازدواجية للمعايير لدى المجتمع الدولي، حيث لم يتخذ موقفا واضحا، خاصة فيما يتعلق بالانتهاكات التي تقع على الأطفال في اليمن".  

حالة تخبّط  

يقول مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة، فهمي الزبيري: "مليشيا الحوثي، منذ بداياتها الأولى في الحروب الأولى منذ مطلع العام 2000، وهي تعتمد بشكل أساسي على المراكز الصيفية، وهي تجربة إيرانية تسمى بحرث الأرض، وهذه النظرية تعتمد على المراكز الصيفية ليتم تدريب وتلقي الأطفال مناهج طائفية، والتحريض على العنف وعلى القتال".  

وأضاف: "نشاهد مخرجات هذه المراكز الصيفية، غير ما يتم تدريبهم في المدارس أو تلقينهم من دروس طائفية، فالمراكز الصيفية أكثر تعبئة وأكثر طائفية".  

وتابع: "معظم من ينخرط في هذه المراكز الصيفية، للأسف الشديد، يذهبون بهم إلى جبهات القتال، واستخدامهم لأغراض عسكرية، وكثير من هؤلاء الأطفال يكونوا ضحايا لهذه الحرب ووقودا لها".  

وأردف: "اليوم تزداد المأساة، خاصة في ظل التطورات الحديثة، ومليشيا الحوثي بحاجة إلى مقاتلين؛ لأنها اليوم تعيش حالة تخبط، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، لذلك هي تكثف من عملية التحشيد".

تقارير

دعوات لإضراب عالمي تضامناً مع غزة.. هل تتحول إلى حراك دولي منظم يتجاوز الاحتجاجات الرمزية؟

خلال الأيام الماضية، انطلقت دعوات شعبية ونقابية وطلابية في عدد من دول العالم للمشاركة في إضراب شامل، وذلك يوم أمس الاثنين، تضامناً مع المدنيين في قطاع غزة وتنديداً بحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل. تأتي هذه الدعوات في ظل صمت دولي يُعدّ في كثير من الأحيان متواطئاً أكثر منه محايداً، إذ تُعتبر وسيلة لكسر هذا الصمت والوقوف إلى جانب المظلومين في فلسطين.

تقارير

المخلافي يروي لبرنامج الشاهد كواليس التحقيق في حادثة اغتيال جار الله عمر

يستعرض برنامج الشاهد في حلقته السابعة مع نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، الدكتور محمد أحمد المخلافي، العلاقة بين الحزب الاشتراكي وحزب التجمع اليمني للإصلاح، وكواليس التحقيق في حادثة اغتيال جار الله عمر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.