تقارير
التحولات الإقليمية وتأثيرها على الملف اليمني
قال موقع Just Security الأمريكي، في تحليل نشره مؤخرًا، إن هناك حاجة لإستراتيجية جديدة، تُستأنف من خلالها الجهود الدبلوماسية، وتُستغل فيها النفوذ الأمريكية لإنهاء القتال في اليمن.
التحليل طالب بضرورة الاستفادة من التغيرات الإقليمية لتأسيس خطة سلام إقليمية، تدفع لوقف النار، وتشمل الفئات المتضررة من اليمنيين.
وأشار إلى أنه رغم توقف الحوثيين عن استهداف السفن الأمريكية، فإن التهديد لا يزال قائمًا، بما في ذلك إطلاقهم صواريخ باليستية تجاه إسرائيل، بينما الأوضاع داخل اليمن لا تزال توصف بأنها متوترة جدًا، موضحًا أن النهج العسكري غير مجدٍ لحل الأزمة في البلاد.
من الواضح أن ضعف السلطة الشرعية وفقدانها للإدارة والفاعلية، جعلا الكثير يقتنعون بعدم إمكانية الحل العسكري في اليمن، والاتجاه نحو تسوية سياسية قد لا تؤسس لسلام حقيقي.
انعكاسات إيجابية
يقول المحلل السياسي ثابت الأحمدي: "ما يتعلق بالمستجدات الأخيرة، لم يمضِ عليها حتى الآن أكثر من 48 ساعة تقريبًا، وبالتالي يصعب الحديث عن أي إستراتيجية زمنية في الوقت الحالي".
وأضاف: "بناءً على المستجدات الأخيرة، هذه تحتاج الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، على الأقل بضع أيام، ليجتمعوا ويتدارسوا الخارطة الجديدة".
وتابع: "بناءً على المستجدات الجديدة أيضًا، في أقل من 48 ساعة يصعب استشراف أي خطط أو أي برامج في الوقت الحالي".
وأردف: "لا شك أن ضرب الرأس في إيران سيكون له انعكاسات إيجابية، ليس على الملف اليمني فقط، ولكن على مستوى ملفات المنطقة، وبالتأكيد الحوثي سيتهاوى صنمه خلال المرحلة القادمة".
وزاد: "أنا مع هذا الرأي، إنه يجب فعلاً أن تُعاد الاشتراطية وتُعاد أيضًا طرائق التعامل مع الحوثي، لكن هناك في الواقع لا يمكن على الإطلاق أن نصل مع هذه الجماعة بالحوار إلى أي طريق، لقطع الحرب وبناء اليمن الجديد".
وقال: "الحل مع جماعة الحوثي بكسر شوكتها عسكريًا، وباتجاه استعادة الدولة وإعادة الوضع إلى ما كان عليه، والبناء من جديد".
انعكاسات على الملف اليمني
يقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات، صلاح علي صلاح: "صحيح أن المجريات والمتغيرات هذه قريبة وجديدة، وأنها فقط خلال 48 ساعة، لكن هذا الأمر هو المتوقع والمفروض على الحكومة، أو أي طرف من الأطراف، أن تكون لديها خططها الجاهزة، ولكن يبدو أن هناك حالة من الكسل في التفكير لدى الحكومة".
وأضاف: "الوضع الإقليمي مرتبك الآن، ووصل إلى ذروته مؤخرًا، بتنفيذ عمليات إسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية، والعملية هذه مختلفة عن العمليات السابقة فعليًا، حيث تجاوز الطرفان كل الخطوط الحمراء، وانتقلا إلى مرحلة اشتباك مباشر عنيف".
وتابع: "لم نعد نرَ الصواريخ الإيرانية التي تسقط في منتصف الطريق ويتم إسقاط 99% منها، مؤخرًا تم ضرب العمق الإسرائيلي، وتضررت مجموعة من الأهداف الإسرائيلية، وهناك مصابون وقتلى إسرائيليون".
وأردف: "كانت العملية التي تم تنفيذها في إيران متعددة الجوانب ومتعددة الطبقات، وهذا يشير إلى أن هناك استعدادًا قديمًا وسابقًا جدًا لهذه المعركة، ربما يكون قد تم التخطيط لها لسنوات".
وزاد: "بالنسبة للملف اليمني، فهو جزء من الملف الإقليمي، لا يمكن أبدًا أن نفكر بالملف اليمني بمعزل عن التطورات الإقليمية والتطورات الدولية".
وقال: "هناك مجموعة من الانعكاسات على الملف اليمني، أولًا على المستوى العسكري، وهو استمرار انخراط اليمن في المشاكل الدولية، وهذا يجعلها ساحة مستباحة للضرب من قبل قوى مختلفة".
وأضاف: "جميع القوى يمكن، إذا كانت قد استنتجت شيئًا خلال العشر سنوات السابقة، فهو أن اليمن هي ساحة حرب رخيصة، لا توجد تكلفة إنسانية، لا أحد يُحاسب على التكاليف الإنسانية التي يدفعها الناس والمواطنون".
وتابع: "لذلك، هذا التأثير الأول، وهو سيكون تأثيرًا خطيرًا، وكذلك هناك انعكاسات على المستوى السياسي، أعتقد أنه سيكون هناك دفن لكل مشاريع التسوية السياسية في حال استمرار هذه المواجهة، ولذلك يمكن وصفها بأنها مواجهة خطيرة جدًا".
وأردف: "اقتصاديًا، سيتأثر العالم كله من هذا الوضع، وشاهدنا ارتفاعًا في أسعار النفط، وسينعكس على كل شيء، وسيؤثر بشكل كبير، وسيزيد الانقسام المجتمعي في اليمن".