تقارير
الصمت الدولي كغطاء لحصار الحوثيين 'العبدية' في مأرب
حصار خانق تفرضه مليشيا الحوثي على مديرية 'العبدية' في محافظة مأرب منذ 21 سبتمبر الماضي في محاولة للسيطرة عليها، بعد تمكّنها من السيطرة على مديريتي 'حريب' في مأرب و'عين' في شبوة.
تحذيرات من تداعيات كارثية للحصار الذي تفرضه المليشيا على أكثر من 35 ألف نسمة من سكان 'العبدية'، التي يقاوم أبناؤها الحوثي وترسانته العسكرية منذ نحو 20 يوماً.
يتساءل البعض عن دور طيران التحالف المفترض لكسر الحصار، وتحرير خطوط الإمداد، وكذلك عن دور المناطق العسكرية والألوية المتاخمة لمسرح العمليات التي تأخذ دور المشاهد رغم اقتراب المعارك منها.
فشل وعقاب
وفي السياق، يقول الناشط السياسي زيد الشليف: "إن مليشيا الحوثي تهاجم مديرية العبدية منذ أكثر من عام، وذلك للسيطرة عليها بقوة الحديد والنار".
وأضاف الشليف، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "محاولات المليشيا هذه باءت بالفشل، وانكسرت أمام صمود أبناء العبدية وتضحياتهم العظيمة".
ويشير إلى أن "مليشيا الحوثي، وبعد عجزها عن السيطرة على مديرية العبدية، لجأت إلى حصارها كعقاب لأبناء العبدية على صمودهم، ورفضهم للمشروع الحوثي".
ويلفت الشليف إلى أن "أبناء العبدية كانوا في صدارة المدافعين عن الجمهورية ومكتسباتها، كما أنهم بذلوا أعظم التضحيات، وعلى رأسهم الشهيد القائد عبدالرب الشدادي".
الناشط الشليف يستبعد -في الوقت ذاته- سيطرة مليشيا الحوثي على مديرية 'العبدية' "كونه يتواجد في العبدية رجال أبطال يدافعون عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم وعن شرف وكرامة وحرية جميع اليمنيين".
الحصار هدف رمزي
بدوره، يرى رئيس دائرة التوجيه المعنوي السابق، محسن خصروف، أن "هدف مليشيا الحوثي من السيطرة على مديرية العبدية هو رمزي وليس عسكريا، كون المديرية ليست ذات أهمية عسكرية".
ويفيد خصروف أن "أبناء وقبائل العبدية يدافعون عنها الآن باعتبار منطقتهم من أهم رموز الجمهورية والثورة ومأرب، كونها انطلق منها مئات المقاتلين إلى جميع الجبهات، وهذا ما يدفع الحوثي إلى الإصرار على اقتحامها".
وتساءل خصروف عن موقف قيادة الدولة الشرعية وقيادة الجيش الوطني والمقاومة من هذه المأساة، وهذا الخطر الذي يداهم مديرية 'العبدية'، مبدياً خشيته من أن تتعرّض 'العبدية' لخذلان كما تعرّضت قبلها كثير من المناطق.
ويستبعد خصروف -في الوقت ذاته- سقوط 'العبدية'، مؤكداً أن الجميع سيدفع الثمن غاليا في حال ما سقطت 'العبدية' ولن يقتصر ذلك على مأرب.
ويتابع موضحا: "إذا سقطت العبدية -رغم صعوبة ذلك- وسقطت مأرب، فلن يكون هناك شيء اسمه شرعية، ولن يكون هناك شيء اسمه تحالف أيضا".
وعن الموقف الدولي إزاء الحصار الحوثي على سكان 'العبدية'، ترى الناشطة الحقوقية هدى الصراري أنه "لا يوجد تحرك جاد أو إدانة واضحة من قِبل المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان إزاء ما تتعرّض له مديرية 'العبدية' من حصار خانق تفرضه عليها مليشيا الحوثي منذ أسابيع".
وتشير الصراري إلى أن "بعض المنظمات الحقوقية أصدرت إدانات لحصار العبدية، لكنها إدانات بائسة ولا ترقى إلى المستوى الإنساني، كما أنها تتهرّب من تحميل مليشيا الحوثي مسؤولية هذا الحصار".
وتفيد الصراري أن "الحصار المستمر على مديرية العبدية منذ ثلاثة أسابيع ينذر بكارثة إنسانية على 35 ألف شخص بينهم 9300 طفل محاصرون من قِبل مليشيا الحوثي".
وتوضّح الصراري أن "من الكوارث الإنسانية استهداف مليشيا الحوثي للأحياء السكنية ومخيمات النازحين في مأرب بالصواريخ الباليستية، وغيرها من الأسلحة الثقيلة المحرمة".
وتلفت الصراري أن النازحين في مأرب "يعانون من أزمة إنسانية خانقة، جراء انعدام الممرات الآمنة لإدخال المساعدات الإغاثية، خاصة المعرّضين لسوء التغذية والأمراض".