تقارير
العيدروس.. أول امرأة حضرمية في تصميم وصياغة المجوهرات
باتت علوية عبد الله العيدروس أول امرأة حضرمية تتقن تصميم وصياغة المجوهرات خلال السنوات الماضية، وهو ما أكسبها سمعة طيبة وجعل عدد عملائها في ازدياد، الأمر الذي دفعها إلى افتتاح ورشة خاصة بالمجوهرات داخل أحد جوانب منزلها في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرق البلاد.
لم تكن بدايات علوية العيدروس مرتبطة بشغف تصميم وصياغة المجوهرات، إذ كانت فنانة تشكيلية، وعاشت معظم حياتها خارج اليمن في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، حيث يعمل زوجها منذ 25 عامًا في مجال المجوهرات. وبعد عودتهما إلى حضرموت في عام 2017، بدأت رحلتها الفعلية مع هذا الفن.
تقول العيدروس، الحاصلة على بكالوريوس في القرآن الكريم وآخر في الصحافة والإعلام، إن زوجها كان الداعم والمعلم الأول لها في مجال تصميم وصياغة المجوهرات، نظرًا لخبرته الطويلة التي تجاوزت عقدين في ورش الذهب بالسعودية. وتشير إلى أنه كان يستشيرها باستمرار في التصاميم، خصوصًا وأنها رسامة وفنانة تشكيلية، ما جعلها قادرة على قراءة ذوق النساء وتوجهاتهن الجمالية. وتضيف: «لم يكن يصيغ أي قطعة مجوهرات إلا بعد الرجوع إليّ واستشارتي».
توضح العيدروس أنها بدأت بمساعدة زوجها في إعداد التصاميم، ثم انتقلت إلى تنظيف قطع الفضة وقصّها وتهيئتها للطلاء، سواء بالذهب عيار 21 أو بالروديوم، وصولًا إلى إخراجها للسوق.
وتعتبر العيدروس أن نقطة التحول الكبرى في مسيرتها جاءت عقب مشاركتها في دورة تدريبية نظمتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) حول تصميم المجوهرات والإكسسوارات وتقنيات الأصداف البحرية والعلامات التجارية. وتقول إن المتدربين فوجئوا بمستواها المعرفي المتقدم مقارنة ببقية المشاركات، ما أهلها لاحقًا لتصبح مدرّبة معتمدة لدى الوكالة وعدد من الجهات الأخرى، وهو ما عزّز ثقتها بنفسها وساهم في تطوير مهاراتها.
تعمل العيدروس اليوم من منزلها، وتعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق منتجاتها التي حققت نجاحًا وأرباحًا متميزة خلال الفترة الماضية. كما شاركت في معرض الصناعات الوطنية كأول سيدة أعمال حضرمية في هذا المجال، حيث عرضت مجوهراتها التي مزجت بين الموروث اليمني والحداثة بجهود ذاتية. وأدخلت في تصاميمها عناصر من البُن اليمني، والقمرية الصنعانية، والعسل الدوعني، إلى جانب رموز من مختلف المناطق اليمنية، ما لاقى استحسانًا واسعًا من الزوار.
وتشير العيدروس إلى أنها حرصت خلال مشاركتها في المعرض على الترويج للهوية والمعالم اليمنية من خلال استخدام عبارات جذابة مثل «من سبأ بنبأ» و*«قمر يماني»*، مما ساعد في لفت أنظار الزوار وتعريفهم بالثقافة اليمنية. وتضيف أنها تسعى إلى نشر الفن اليمني في الخارج من خلال عضويتها في رابطة الفنانات السعوديات وقافلة الفن التشكيلي اليمني وفناني حضرموت.
ورغم النجاح الذي حققته، تؤكد العيدروس أن الحرب وندرة المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء وصعوبة الحصول على المواد الخام تمثل أبرز التحديات والمعوقات التي تواجهها وتؤثر سلبًا على سير عملها وإنتاجيتها، لكنها تتكيف مع الظروف الصعبة وتواصل شغفها بصياغة الجمال في أبهى صوره.