تقارير

القيادي الاشتراكي محمد المخلافي يتحدث عن نشأته وتحوله من الإخوان المسلمين إلى الماركسية

24/03/2025, 21:53:59

يبحث برنامج "الشاهد" عن الطريق إلى الوحدة اليمنية وتحولاتها مع الدكتور محمد أحمد المخلافي؛ أحد القيادات اليسارية لما كان يُعرف بحزب "اتحاد الشعب الديمقراطي"، وهو أحد الأحزاب الثمانية التي توحَّدت في أكتوبر 1978، وأعلنت ميلاد "الحزب الاشتراكي اليمني".

في السلسلة الوثائقية، التي يعدها ويقدمها مدير قناة بلقيس، أحمد الزرقة، يبحث برنامج "الشاهد" أيضا عن نشأة الدكتور محمد أحمد المخلافي، وتعليمه، وما تلاها من تراكم في تجربته السياسية والأكاديمية والقانونية والحقوقية، بالإضافة إلى تلك المحطات التي قادته اليوم إلى الوصول إلى منصب نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي.

في الحلقة الأولى من سلسلة حلقات برنامج "الشاهد"، يستعرض الدكتور المخلافي مرحلة نشأته وتعليمه، ورحلته من الإخوان المسلمين إلى الماركسية والشيوعية.

- النشأة والتعليم

يقول الدكتور محمد المخلافي: وُلدت عام 1956، في قرية المسلقة، عزلة القفاعة، بمخلاف أعلى، في محافظة تعز، وتلقيت تعليمي الأولي على يد أبي، ثم أنشئت المدرسة والتحقت بها، عام 1965".

وأضاف: "قبل ثورة 26 سبتمبر، لم أكن في مرحلة التمييز، ولكن ما أذكره أننا كنا نعيش حياة بسيطة، يعتبر ثريا من لديه كفاية من عائدات أرضه للحبوب، ومن يزيد قليلا يعتبر ثريا، وربما أبي كان يعتبر نفسه كذلك؛ لأنه كان لديه أرض زراعية تكفينا وتفينا، لكن هناك آخرون كانوا يعيشون حياة معدَمَة وهم يعملون في الأرض، وحينها لم تكن الهجرة في منطقتنا بابا للعمل، ولم تكن مصدرا للعمل، كان الجميع يعملون في الأرض".
وتابع: "أبي وأخي الأكبر يعلمانا القراءة والكتابة (أنا وأخي الأكبر مني)؛ يعلمانا قراءة القرآن الكريم، وعلى ما أتذكر أنه تقريبا كان عمري في السادس أو السابعة، وكنت قد قرأت القرآن، وأعرف الحساب التقليدي، الذي أبي كان يتعامل معه في الحياة، في قسمة الأراضي وغيرها".

وأردف: "الطريقة التي درسها والدي لم تكن الرياضيات الحديثة المعروفة، وقبل أن التحق بالمدرسة ألحقني والدي بكتّاب ليس لقراءة القرآن؛ لأني كنت قد قرأت القرآن، وإنما كان هناك كتاب اسمه الزبد، وهو عبارة عن نظم أو سجع في اللغة العربية، وفي الفرائض الدينية، وفي الشريعة".

وزاد: "أنا في الواقع تلك الثقافة لم أتعمق فيها؛ لأنه سرعان ما التحقت بالمدرسة، وكان معلمنا هو والد البروفيسور محمد حاتم، المعتقل حاليا فك الله أسره، وكنا معا وانتقلنا إلى المدرسة أيضا معا، وكان محمد حاتم من أذكانا للحقيقة، ولكنه شخص يعني هادئ وبسيط، ولا أعتقد أنه يوما ما دخل في أي إشكال مع أحد، لا في السياسة ولا في غيرها".

وقال: "أنشئت المدرسة في القرية التي نحن فيها، في قرية اسمها الشجرة، والمدرسة اسمها مدرسة الفوز وهي مدرسة شهيرة؛ لأن هناك عشرات من حملات الدكتوراة، الذين يشتغلون في الجامعات اليمنية، كلهم تخرجوا من هذه المدرسة، وبالتالي صارت المدرسة والقرية معروفة تقريبا في كل أنحاء اليمن".

وأضاف: "أول تعليمنا تعلمنا في قبة الولي، هذا الولي سموه الرِّفاعي، وأجدادي لأمي ينتسبون إليه، وربما أنه كان مجرد إقامة شعائر، ولا يوجد حقيقة شخص، في هذه القبة؛ لأن المعلم الأول في المدرسة ومدير المدرسة جعلنا نحفر القبور من أجل إخراج التراب؛ كي لا ندوس عليه، فلم نجد فيها شيئا، من وجهة نظر دينية".

وتابع: "هذا الأستاذ له الفضل في التعليم بكل مخلاف، وليس في منطقتنا فقط، وكان قد تعلم في السعودية، وبالتالي الوهابية كانت مؤثرة عليه، وخاصة في موضوع التعامل مع القبور".

وأردف: "كان التعليم نظاميا بالمنهج المصري، وأنا عندما التحقت بالمدرسة لم أدرس أول ابتدائي، وثاني ابتدائي، إلا تقريبا أسبوعين، وانتقلت إلى ثالث ابتدائي، في مدرسة الفوز، وكان بالإمكان أن انتقل إلى صف أعلى، لكن كان عندي إشكالية بالرياضيات الحديثة، لم أعرفه".

وزاد: "ربما الكثير من الناس يعتقد أن أنا كنت أستاذا في المدرسة، لكن لا، أنا عندما انتقلت إلى الصف الرابع كنا مجموعة اختارهم مدير المدرسة، أو خمسة تقريبا، أو ستة، لا أذكر العدد بالضبط، وصار يعلمنا في المساء، ونحن ندرس الفصول الأدنى منا، وصرنا نعيش في المدرسة نفسها كسكن؛ لأننا ندرس الصباح، وفي الليل المدير يقوم بتدريسنا، وننام في المدرسة، ونأكل ونشرب أنا واثنان من أولاد أخوات المدير".

 - نظام الرهائن

مع انسحاب العثمانيين رزحت اليمن تحت حكم سلالي يقوم على فكرة تقديس بني هاشم، وأن الحكم في كل مكان وزمان لا يكون إلا فيهم دون سواهم.

خلال تلك الحقبة المظلمة من تاريخ اليمن، سعى يحيى حميد الدين ونجله أحمد إلى فرض أغرب نظام قمعي لضمان ولاء اليمنيين، والحصول على تأييدهم المطلق لسلطتهم السياسية والدِّينية.

الرهائن واحد من أبرز مظاهر العنف السياسي للحكم الإمامي، أجبر خلاله اليمنيون على التخلي عن الحرية والعدالة والمساواة، نظير بقاء أولادهم على قيد الحياة، وكانت أعمار الرهائن تتراوح بين الثامنة والخامسة عشرة سنة، وكانت سياسة استبدال الرهائن تدفع أسر الرهائن إلى تسليم رهينة بديلة لكل من تجاوز عمره الـ15".

يقول المخلافي: "والدي كان رهينة في عهد الإمام وهو طفل، والسبب أن جدي -رحمه الله- كان يسمى في القديم بالصدِّيق الذي يجمع الضرائب والزكاة وغيرها من الواجبات، وعندما توفي كانت هناك مبالغ لم يسددها فأخذ أبي رهينة، حتى سددت جدتي المبالغ التي كانت على جدي".

وأضاف: "استمر والدي رهينة بضع سنوات، لا أعرف كم بالدِّقة، ولكنه بعدها لم يعد إلى القرية؛ لأن أمه طلبت منه أن يغادر القرية للدراسة، وغادرها إلى جِبلة، ودرس فيها، ودرس في زبيد، وكان هو واحدا من أربعة في مخلاف درسوا في هاتين المدرستين".

وتابع: "كانت الدراسة علوم شرعية ولغة، وتاريخ، يعني دراسة تقليدية".

- انتشار التعليم

يقول المخلافي: "عبد الله ناجي أحمد، الذي أسس المدرسة، دخل في صراع شديد مع المنطقة؛ من أجل تأسيس المدرسة، وظل في تحدٍ وهم يسعون إلى إغلاقها، وكان منهم أبي ممانعا للمدرسة، وكان السبب أنه معادٍ للوهابية، فهو كان يخشى أنه تنتشر الوهابية؛ لأن كل الذين كانوا يأتون هم يأتون من السعودية".

وأضاف: "كل المدرسين كانوا جميعهم خريجي مدارس ابتدائية، عدا شخص واحد كان خريج إعدادية، وهو الدكتور محمد سرحان سعيد، الذي صار مسؤول المناهج في التربية والتعليم، أما البقية جميعهم كانت شهادتهم هي الابتدائية".

وتابع: "كان في الغالب ربما من الذين لهم نفوذ معين في المنطقة، ما كانوا يرغبون أن توجد مدرسة، وهم من يجيدون القراءة والكتابة، وهذه تعطيهم سلطة معنوية في المنطقة، وأنا أعتقد لهذا السبب المدرسة صارت جاذبة لكل الطلاب من كل المخلاف، من مخلاف أعلى ومخلاف أسفل، وتشكّلت بعد ذلك مدارس بفعل هذا المدير نفسه".
 
وأردف: "سعى المدير إلى تشكيل مدارس أخرى؛ لأن المدرسة صارت لا تتسع لكل المخلاف بنين وبنات".

وزاد: "الأستاذ عبد الله ناجي أحمد كانت له صلة بالإخوان المسلمين، وكل الذين كانوا موجودين في تلك الفترة، في تعز وما حولها، هم من جماعة عبده محمد المخلافي، وهو مؤسس الإخوان المسلمين في اليمن، لكنه لم يتصرف كحزبي أو يدعو إلى الانتماء إلى حزب الإخوان على الإطلاق، وبفضله عشرات حاملي الدكتوراة صاروا أساتذة في جامعتي صنعاء وتعز".

- الارتباط مع الإخوان

يقول المخلافي: "كان الأستاذ عبدالله ناجي في خصام مع والدي، ولكنني كنت أنا مرافقه، وكانت كثير من زياراته في المنطقة تتم ليلا، وأنا معه، وأبي سلّم في الأمر، وفي الأخير سلمني أبي بندقيته، وكان يحملها أستاذي عبدالله ناجي، وأنا أحمل بندقية الأستاذ".

وأضاف: "في تلك الفترة، كانت الإرهاصات الأولى لوجود الجبهة الوطنية، والمقاومين الثوريين، وجيش الشعب، وكانت هناك توترات:.

وتابع: "كان يمكن انتمائي للإخوان المسلمين لولا تصرف معين من مجموعة الإخوان جعلني لا أحتك فيهم، عندما انتهينا من دراسة الابتدائية ذهبنا مجموعة إلى الدراسة في تعز، ودرست أنا وأولاد أخت الأستاذ عبدالله ناجي، على حسابه هو، في مدينة تعز".

وأردف: "الأستاذ عبدالله ناجي عرفنا هو على معاريفه، عرفنا على أن نصلي في جامع القرشي، وكان أئمته (الاثنان) من الإخوان المسلمين، الذين يخطبون ويصلون بالناس، كان ياسين عبد العزيز، وكان حينها مديرا للتربية والتعليم في تعز، وكذلك عمر أحمد سيف".

وزاد: "طبعا ياسين عبد العزيز كان شخصا جذابا، بينما عمر أحمد سيف كان شخصا منفرا، المسجد كان يجذبني من حديث ياسين عبد العزيز، شخص وقور وهادئ ويتحدث بهدوء، فصرت أتردد على هذا المسجد، الجانب الثاني عرفنا أيضا على المركز الثقافي الإسلامي، وكان المسيطر عليه جماعة الإخوان، أنا حينها ما كنت أدرك من هؤلاء إنما أصدقاء أستاذي".

وقال: "الأستاذ عبد الله ناجي لم يحاول  ينسِّبني أو ينظِّمني أبدا على الإطلاق، حتى في المركز أيضا لم يدعوني، ولكن اعتبروني واحدا من الأتباع".

وأضاف: "عندما التحقت بالمدرسة الثانوية، كتبت قصة قصيرة، طبعا أنا شباب على أيش بكتب؟ أكتب على حب وعلى غرام، كشاب صغير ومراهق، فشنوا عليَّ حملة بأننا أقلِّد الكفار، وأكتب القصة، وأعشق البنات، وشيء من هذا القبيل، فحينها هذا جعلني أنفر منهم، وأنا كنت قد بدأت أقرأ القصة، وكان حينها في تعز وجود مركز ثقافي عراقي ومركز ثقافي روسي، فيها قصص عالمية، وكنت أقرأ بالذات القصص الروسية؛ لأنه كان فيها جانب ربما يخاطب الأوضاع الصعبة في اليمن".

تقارير

"عاصفة الحزم" بعد 10 سنوات.. كيف أعادت تعريف النفوذ السعودي في المنطقة؟

عندما قادت السعودية تحالفا عسكريا وأطلقت عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، في 26 مارس 2015، لم يكن هدفها يقتصر على دعم السلطة اليمنية الشرعية لإنهاء الانقلاب الحوثي والتصدي للنفوذ الإيراني، بل برز منذ اللحظة الأولى هدف إستراتيجي أوسع وهو إعادة تشكيل الدور السعودي في المنطقة

تقارير

المخلافي يكشف لـ"الشاهد" حجم الثروة المالية للحزب الاشتراكي والمتورطين في النهب

يستعرض برنامج "الشاهد"، في حلقته السادسة، مع نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، الدكتور محمد أحمد المخلافي، حجم الثروة المالية للحزب الاشتراكي والأشخاص المتورّطين بنهبها، وخيارات الحزب بعد حرب صيف 1994.

تقارير

القيادي الاشتراكي محمد المخلافي يروي لـ "الشاهد" الصراع على مشروع دستور الوحدة اليمنية

يستعرض برنامج الشاهد في حلقته الخامسة، مع نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، الدكتور محمد أحمد المخلافي، الصراع على مشروع دستور الوحدة، وموقف القوى الدولية من الحزب الاشتراكي.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.