تقارير

المخدرات.. خطر آخر يداهم اليمنيين

05/07/2022, 09:02:23

بطول 2500 كيلو متر، يمتد الشريط الساحلي لليمن، تحوّلت هذه المسافة إلى منافذ مفتوحة لشبكات تهريب وتجارة المخدرات، التي أغرقت البلاد بأصناف مختلفة.

منذ انقلاب مليشيا الحوثي وغياب الدولة، ازدهرت تجارة المخدرات ونشطت عمليات التهريب، سواءً عبر الموانئ أو عبر شبكات محلية لتوزيعها داخل البلاد.

خلال العامين الماضيين فقط، ضبطت الأجهزة الأمنية أكثر من مائة طن من الحشيش المخدر، وقرابة عشرين ألف كيلو جرام من مخدر الشبو فقط، فمن أين تأتي المخدرات؟

-حرب أخرى

وعن انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في اليمن مؤخرا، يقول مدير إدارة مكافحة المخدرات بتعز، فؤاد مهيوب: "إن هناك انتشارا مخيفا في تعاطي المخدرات في اليمن، كما أن نسبة مدمني المخدرات من الشباب ارتفعت بشكل كبير، خصوصا في المناطق الساحلية".

وأضاف مهيوب، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس" مساء أمس، أن "اليمن كانت سابقا تعتبر قاعدة لعبور المخدرات إلى دول الجوار، ومع الانقلاب الحوثي ارتفعت تجارة وتهريب المخدرات إلى داخل البلاد بشكل كبير ومخيف".

ويرى مهيوب أن "ترويج المخدرات تعد حربا أخرى صامتة تستهدف الشباب اليمني بشكل مباشر، كون ترويج المخدرات يأتي ضمن استراتيجية الحرب التي تعتمد عليها بعض الدول الإقليمية".

ويعتقد مهيوب أن "هناك دعما لانتشار بعض أصناف المخدرات في اليمن، كون قيمة بعض الأصناف من المخدرات لا تبلغ حتى أسعار التكلفة في اليمن".

ويفيد مهيوب أن "هناك أصنافا من المخدرات ذات خطورة عالية يتم ترويجها في اليمن كالشبو والكوكائين والهروين وغيرها".

ويرى مهيوب أن "أسباب انتشار المخدرات وتجارتها داخل اليمن ترجع إلى انهيار الدولة والانفلات الأمني، كون تجارة المخدرات تنتشر عادة في مناطق الصراع المسلح، وهو الأمر الحاصل في اليمن".

ويؤكد العقيد مهيوب أن "هناك أطرافا دولية وإقليمية وعصابات مافيا محلية تعمل على استهداف اليمن من خلال المخدرات".

ويضيف مهيوب أن 'إيران ومليشياتها كحزب الله تعمل على استهداف اليمن، وكذلك دول الخليج بهذه المخدرات".

ويدعو مهيوب دول التحالف إلى تزويد إدارة مكافحة المخدرات في مناطق الشرعية بالإمكانيات اللازمة، "كونها تعمل ضمن إمكانيات محدودة، ولا تمتلك الإمكانيات الكافية لمكافحة أو حتى فحص المواد المخدرة".

-أسباب سياسية

من جهته، يقول نائب مدير مكافحة المخدرات في حضرموت، عبدالله الأحمدي: "إن المخدرات في اليمن عموما، وفي حضرموت خصوصا، انتشرت انتشار النار في الهشيم، كما أن انتشارها مؤخرا ربما يعود إلى أسباب سياسية أو أسباب استعمارية وأسباب داخلية كذلك".

ويرى الأحمدي أن "انتشار الشبو المخدر في البلاد مؤخرا، الذي لم يكن يُعرف من قبل في اليمن يعود إلى الطلب الداخلي له".

ويوضح الأحمدي أن "المغتربين المرحّلين من دول الجوار على خلفية تعاطي المخدرات هم من أوجد لها الطلب الداخلي داخل المناطق اليمنية".

وبشأن الحديث عن صناعة هذه المخدرات محليا، يوضح الأحمدي أن "هناك معلومات تتحدث عن وجود صناعة محلية للشبو، ولكنه لم يضبط أي مصنع حتى الآن، وإن كان انخفاض الأسعار بشكل كبير يعد من المؤشرات على وجود هذه المصانع".

ويدعو الأحمدي دول التحالف، وكذلك الحكومة، إلى توفير كافة الوسائل اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة، "كون الإدارة تعاني من نقص في المعدات والأجهزة، وكذلك الإمكانيات أيضا"، كما دعا إلى تشكيل خلية أزمة لمواجهة أزمة المخدرات كما حصل أثناء جائحة كورونا.

بدوره، يقول رئيس المركز القومي للدراسات الاستراتيجية، عبدالحميد عامر: "إن المخدرات أمر مقلق، وأصبحت تشكل خطورة على المجتمع، وتعتبر حربا أخرى على الشعب اليمني".

ويفيد أن "اليمن لم يعد ممرا لتهريب المخدرات كما كان في السابق، بل أصبح مقرا ومستوطنا لهذه الآفة الخطيرة التي تهدد حاضر ومستقبل اليمنيين".

وعن من يقف وراء ترويج المخدرات في اليمن، يرى عامر أن "ترويج المخدرات في اليمن وراءه عامل سياسي كبير يعرفه الجميع، وهو أداة من أدوات الحرب الناعمة التي تستخدمها إيران عبر مليشياتها في المنطقة بما فيها مليشيا الحوثي".

ويضيف عامر أن "إيران تلعب دورا كبيرا في ترويج ونشر وتوزيع المخدرات وتمويل ذلك، بهدف إغراق المنطقة بآفة المخدرات".

تقارير

سبع سنوات من العجز.. هل تحولت "أونمها" إلى غطاء أممي للحوثيين؟

رغم فشلها الذريع في أداء مهامها طوال أكثر من سبع سنوات، صوّت مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، على تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) حتى 28 يناير 2026، ما اعتبره مسؤولون يمنيون ومراقبون بمثابة "شرعنة أممية للعبث الحوثي"، وتكريس لوضع شاذ يخدم المليشيا على حساب المدنيين والدّولة اليمنية.

تقارير

القبيلة والدولة في اليمن.. كيف توظف مليشيا الحوثي أعراف النكف وسلطة السلاح لتغذية المجتمع بالحروب؟

تبرز القبيلة اليمنية اليوم كلاعب أساسي في ميزان الصراع الدائر في البلاد، ويظهر تأثيرها العميق على القرار السياسي وخارطة المعارك العسكرية، وهو ما ينعكس بوضوح على المجتمع اليمني، خاصةً من خلال الدور الذي يلعبه مشايخ ووجهاء القبائل في تسخير رجالهم لتجريف المجتمع القبلي البسيط وتغذية الحروب.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.