تقارير

المناضل الفسيل: الإمام أحمد قام بمجزرة كبيرة في تعز عقب فشل حركة الثلايا (11)

21/05/2022, 12:20:52
المصدر : خاص

يتحدث الأستاذ المناضل محمد عبدالله الفسيل، في الحلقة الحادية عشرة من برنامج "الشاهد"، عن حركة الثلايا (55)، وكيف تم إعدام الأمير عبدالله والثلاثا.

ويوضح كيف هرب إلى عدن وكيف حاول الإمام أحمد اغتياله هناك، وعلى إثر ذلك سافر بجواز مزوّر.

ويكشف كيف اختطفته السعودية وسلمته للإمام عبر طائرة خاصة من مطار جدة إلى مطار صنعاء.

-لماذا قرر الثلايا محاصرة الإمام أحمد؟

يقول الفسيل إن "محاصرة الإمام كانت صدفة، ولم يكن مرتّب لها".

ويوضّح أن مجموعة من العسكر خرجوا للحطب في قرية قريبة من مدينة تعز، فمنعهم الأهالي، فحصل بينهم احتكاك، وقُتل عسكري، فعاد أصحابه إلى الجيش في تعز، وذهب الجيش إلى القرية، وتم إحراقها، وخرّب ودمّر وعاد".

 يشير إلى أن "الإمام بلغه ما حدث، فهدد العسكر، وحبس الثلايا، فقام العسكر  بمحاصرة الإمام، وبدأوا يضربون بالرصاص، وأخرجوا الثلايا من المعتقل".

ويتابع "يظهر أن الثلايا جاءت هذه الأحداث بدون اختياره، وكان عنده علاقة بعبدالله ابن الإمام يحيى، الذي كان عنده طموح للحكم، والإمام أحمد كان مريض، كل هذه الأحداث أدت إلى حركة الثلاثا وحركة عبدالله، فتنازل الإمام، وبايع الناس عبدالله، فأرسل الأستاذ النعمان إلى البدر في الحديدة يقنعه بما حدث".

-لماذا لم يتم إعدام الإمام أحمد بعد تنازله عن الحكم؟

يبيّن الفسيل أن "الثلايا كان عنده فكرة أن الإمام سيعدم، لكن عبدالله منع حدوث ذلك، وهو الذي شدد على ألا يعدم.
بعدها بأسبوع خرج الإمام بقوّة، وأثّر على الحرس الذين عينوهم عليه، فانضموا مع العكفة، فانتصر الإمام، فأرسل عبدالله إلى حجة، والعباس  مسكوه في صنعاء، فأعدموا الاثنين".

ويستطرد "الإمام قام بمجزرة في تعز، وكان القاضي عبد الرحمن الإرياني هناك، وكان قد أخرجوه إلى الميدان للإعدام، وأعدموا محمد حسين شرف الدين عامل صنعاء السابق، لأنه كان متحمسا لعبدالله، وأعدم عددا من المشايخ، وأعدم الثلايا".

- الإفراج عن كافة معتقلي 48

 يقول الفسيل إن البدر قدِم إلى حجة، فأخرج جميع المعتقلين.. بعد ذلك، عندما علموا بانتصار الإمام، ذهب المعتقلون إلى الإمام في تعز، يشكروه.

يقول الفسيل إنه خاف أن يذهب إلى الإمام، فقرر السفر إلى البدر في صنعاء، وهناك أخبره البدر أن يذهب إلى الإذاعة، فذهب.



يوصل حديثه "أضعت قصة الأمين والمأمون، فبلغ الإمام، فقال للبدر عادنا مانش راضي بإطلاق هذا الذي لم يحترم إحسان ولا عرض، في إشارة إلى كتاب الرجل الشاذ".

يشير إلى أن البدر استدعاه، وكلمه بما حدث، فقال لي "أفضل حاجة لك تنزل تهامة، وعيّنني مدير مدارس الحديدة"

يضيف "بقيت في الحديدة إلى أن جاء الإمام، فكنت مضطرا مع كل الموظفين للدخول للسلام عليه، جاء على أساس يذهب "السخنة"، فكان الناس تحب يده، وأنا صافحته مصافحة، ونبهته، فرفع رأسه، قالت له: نعم يا مولانا، في حمايتكم".

ويلفت إلى أن "الحسن ابن علي بن الإمام اتصل  بحسين المقدمي وأخبره موقف الإمام مني، أنا خفت".

- الهروب إلى عدن

يقول الفسيل إنه ذهب بعد ذلك إلى نائب الإمام محمد أحمد باشا، يستأذنه أن يزور عائلته في صنعاء.. فسافر إلى صنعاء، واستأجر حمارا وسافر إلى عدن.

وفي عدن التحق بالتنظيم اليمني، فكان يدرِّس في العصر التلاميذ تقوية، وكان محمد أحمد نعمان هناك، وكان بينهما احترام كبير، وأيضا خلاف.

- موقف الزبيري والنعمان وباذيب من فكرة الجمهورية

 وبشأن الموقف من فكرة الجمهورية، يسرد الفسيل أنه ناقش مع محمد نعمان موضوع ما حدث في حركة انقلاب الثلايا، مشيرا إلى أنه "من خلال النقاش توصلنا إلى فكرة، أنه لا يوجد حاجة اسمها إمامة، يوجد إمام ولا توجد شروط للإمام، الإمام هو الذي يوفي الشروط أو ما يوفيها، سلطة الإمام هي الأساس، سلطة استبدادية، بمعنى أن الموجود الإمام وليس الإمامة، ولا شروط إمامة".

ويوضح أنهم قاموا في عام ثمانية وأربعين بثورة، وأتوا ببيت الوزير، إلا أن الناس ما تقبلت بيت الوزير، لأن بيت حميد الدين كانوا المسيطرين.
يستدرك الحديث "لكن في 55 بيت حميد الدين هم الذين قاموا بالانقلاب ففشلوا، لأن الناس كانوا خائفين من الإمام، ما يعني أن الإمام هو المشكلة".

ومن هنا، يقول الفسيل، بدأوا يفكرون بتغيير الإمامة والإمام، وينتقلون إلى موضوع الجمهورية.

يستطرد "الأستاذ النعمان قال هذه الفكرة تشغل رأسي من زمان، لا بد أن نتبنّى تغيير النظام، وتمّينا (اتفقنا) على هذا، وكتب للزبيري بالفكرة".

يتابع "أجاب عليه محمود الزبيري أنهم كقادة في الحركة لا يستطيعون تبنّي هذه الفكرة الآن، لكن تبنّوها أنتم على مستوى الأفراد"، مشيرا إلى أن النعمان نشر فكرة تجاوز الإمام إلى جمهورية.

من عارض فكرة الجمهورية ليس الرجعيين وأنصار الإمام، يوضح الفسيل أن الذي عارض الفكرة هو عبدالله باذيب -زعيم الشيوعيين في عدن.

يزيد "كان باذيب يملك جريدة، فرد على الأستاذ نعمان ردا قويا، فذهبت إليه وقلت له: كنا منتظرين الرجعيين يعترضون على الفكرة؟ قال: هذه فكرة ليست جذرية، هذه فكرة برجوازية، أنتم تريدون أن يأتي حميد الأحمر بدل الإمام، يعني تطلعوا شيخ بدل الإمام، بينما نحن نريد ثورة جماهير تغيّر حميد الأحمر والإمام".

ويلفت إلى أن باذيب -بعد ذلك- سافر إلى الإمام في تعز، وكان يصدر جريدته من هناك.

- حرية الصحافة في عدن

يقول الفسيل إن مجموعة من بائعي القات، منهم علي ناجي اللحجي، شكلوا ما جمعية أسموها "بائعي القات"، فذهبوا يطلبون من سكرتير الوالي، السماح بنشر منشور باسم النقابة، فقال لهم: سنعطيكم رخصة بصحيفة، فأعطاهم رخصة بصحيفة اسمها "القات".

 يتابع "هذه الرخصة ما عرفوا ما يفعلوا بها، فبلغني هذا، فاتصلت بعلي ناجي اللحجي، قلت له: اسمح لنا أن نصدر هذه الصحيفة، قال تمام لا يوجد عندي مانع، فكان هو رئيس التحرير، وأنا مدير التحرير، وجمعنا صحفيين وكتّاب، وكانت هناك مطبعة الحكيمي".



يشير إلى أنهم بدأوا بطباعة ألف نسخة من صحيفة "القات" في عدن ونشرها، موضحا أن الافتتاحية كانت بعنوان "تخديرة قات" وهي عبارة عن خليط من السياسة ونقد الإمام.

يبين أنه عندما جاء العدوان الثلاثي على مصر، كتب هو الافتتاحية ضد رئيس وزراء بريطانيا، هاجم فيها بريطانيا والاستعمار البريطاني والعدوان الثلاثي، فاستدعاه سكرتير الوالي وقال له: أنت الذي كتبت هذه الافتتاحية؟
قال له: نعم، مشيرا إلى أنه كان قد طلب منه تصريح بصحيفة باسم "الحرية"، فرفض

قال له: كيف تكتب هذا؟
قل: مش قلتم إن عندكم ديمقراطية وحرية، كيف تسووا عندكم حرية وديمقراطية وهنا تسووا طغيان.

قال: أنت تعتبر -طبق القانون- أجنبيا، ونستطيع أن نخرجك الآن، من عدن.

قال له: أنا لست أجنبيا، نخرج أنا وأنت الشارع ونسأل الناس من الأجنبي؟

يتابع الفسيل مازحا "ضحك، وقال أنا سأذهب في إجازة، وعندما أرجع سأعطيك رخصة لجريدة للشمال، شرط ألاّ تتدخل في الجنوب. قلنا له تمام".

ويوضح أنه بعد ذلك تم إغلاق صحيفة "القات"، وأن الأستاذ محمد نعمان كان يريد أن يشتريها، لكن اللحجي رفض.

-محاولة اغتيال الفسيل والمعلمي والنعمان

يقول الفسيل إن الإمام كلّف بإرسال مجموعة يغتالوه ومحمد نعمان، وأحمد عبدالرحمن المعلمي

ويبين "كنا في الاحتفاء بقيام الجامعة العربية، فما أدري من ضربني على قفاي فاستعفت إلى المستشفى، وكان الجرح نتيجة السقوط، وليس نتيجة الضربة، فشفيت".

على إثر ذلك، سافر محمد نعمان إلى العاصمة المصرية القاهرة، وأحمد المعلمي إلى كينيا، وهو لم تكن له وجهة يذهب إليها.

- الهروب إلى السعودية

يقول الفسيل "النعمان دبّر لي  جواز باسم ناصر صالح علي المطري، كي أسافر به إلى جدة، ومنها إلى القاهرة.. ركنا سفينة مواشي، فأخبرني محمد الحيمي أن هناك برقية من الإمام إلى الباخرة أن تمر بالمخا، فعرفت أنك المطلوب، انصحك بأن تنزل، أخذت شنطتي، ورجعت إلى الاتحاد اليمني في عدن".

يضيف "كان هناك صديقي محمد علي الأكوع -مدير الأمن سابقا في تعز- فاستغربوا عودتي، قلت لهم قررت أن أعود. بعدها قررت ألا أكلم أحد، فسافرت بباخرة الوجيه إلى جدة".



يوضح أنهم "كلموا الإمام أني سافرت بباخرة الوجيه، زارني في جدة حسن مرفق -مدير مكتب الإمام في جدة- وطلب الجواز، أخذه ولم يرده، نزلت في الفندق، وفكرت أسافر مكة وألتجئ إلى إمام وخطيب مكة، لكن أتى علي الجناتي وحسن مرفق واستقبلوني، قالوا لي ماذا تريد: قلت لهم أريد السفر إلى القاهرة، اعطوني جوازي من أجل ذلك؟ قالوا تمام".

- اختطاف الفسيل من قِبل السلطات السعودية

يتابع "بلغوا الأمام بأني في جدة، فأمرهم أن يحاولوا اختطافي أو يبلغوا السلطات أن تعتقلني، فسافر إلى الرياض من أجل يبلغ السلطات هناك، وبلّغ الملك سعود أن فلان عميل انجليزي وخطير وضد الإمام، أمروا بإلقاء القبض علي، وحصل بين الملك والإمام عدة برقيات حولي"، ملفتا إلى أنه نشر هذه البرقيات في مذكراته.

يشير إلى أن آخر برقية كانت من الإمام إلى حسن مرفق، تخبره بأن طائرة ستأتي تحمل السفير التشيكي، ارسلوا محمد عبدالله الفسيل على الطائرة.

يستطرد "عندما مسكوني أخذوني إلى الأمن، وكان مدير الأمن شكله غير سعودي، قلت له أنا سفير وشخصية يمنية معروفة عند الناس كلهم، أنت مجرد ضابط، وظيفتك تمسكني فقط، أما تحقق معي أو تهددني هذا ليس من حقك، الذي يحقق معي هي وزارة الخارجية السعودية، فسكت".
يتابع "أدخلوني غرفة أستغرب كيف الناس كانوا يعيشون هناك، آلاف النامس (البعوض)، ولم يكن معي أي شيء أحمي نفسي منها، وكان هناك عسكري أمام نافذة الغرفة( من عسير) وعندهم أوامر ألا أحد يتحدث معي، ترجيته أن يستدعى ضابط يكلمني، قال لي سأكلم الضابط، جاء الضابط، فقلت له أنتم أتيتوا بي إلى هنا طعاما للنامس (البعوض)، بعد قليل رشوا فليت (مبيد حشري)، وسووا شبك للنافذة، جلست حوالي 17 يوما في الحبس".

ويزيد "بعدها جاء الضابط الذي جوازي معه، فأخرجني وحقق معي في سيارته، وذهب بي إلى المطار، قلت له أين الجواز حقي؟ قال ما تشتي منه؟ جوازك مزوّر..".

- طائرة خاصة تنقل الفسيل من جدة إلى صنعاء

يقول الفسيل إنهم أركبوه في الطائرة مع السفير التشيكي، وكان فيها ثلاثة عكفة أتوا بهم من أجله.

يضيف "كانوا يريدوا يربطوني، قلت لهم عار عليكم، سيضحك عليكم السفير، وينزل من الطائرة، ويقول إنكم متوحشين، سكتوا".
يتابع "وصلنا إلى مطار صنعاء، فأخذوني إلى قصر الإمام، واستقبلني عبدالملك المعمري -سكرتير الإمام. قلت له: بلغ الإمام أن يكون ملك طاغية فيقتل ويقطع رأسي أو ملك كريم فيعفو؟".

ويشير إلى أنه وصل صنعاء في أول رمضان، وبقي إلى نصف رمضان، فتعرف على علي السواري من الخيالة حق الإمام، موضحا أن العكفة والعسكر كان عندهم تطوّر أكثر من القبائل.

- كيف نجا الفسيل من الإعدام

يقول الفسيل "كان بجانبي شخص، قال لي علي السواري تعرف هذا؟ قلت له: لا. قال لي: هذا الوشاح. التفت إليه، قلت له شوف رقبتي صغيرة، ما تحتاج منك إلا ضربة بسيطة فقط. قال لقد طلبني الإمام من أجل ماذا؟ قلت له طلبك من أجل تقطع رقبتي".

يعتقد الفسيل أنه خلال فترة حبسه في جدة (17 يوما) أن برقيات من كينيا ومن جدة، ومن الحبشة جاءت إلى الإمام وكان هناك احتجاج كبير في السعودية، فقرر الإمام -على ما يبدو- أن يتراجع عن قتله.

يتابع "بعدها جاءت برقية إلى علي عبدالقادر -الذي أرسل من يغتالنا في عدن- أن يرسل بعض النساء ومعهن الوشاح إلى تعز".

يشير الفسيل إلى أنه في نصف رمضان 57، جاء عكفي وأخبره بأن هناك أمر من الإمام بأخذه إلى حجة.

يستطرد: أخذنوني، وفي الطريق أخرج ظرف، وكان فيه رسالة "من الإمام إلى الصنو عبدالملك -نائب حجة - صدر إليكم محمد عبدالله الفسيل يكون إيداعه سجن، ولا تذكروني به"، حكم بالسجن المؤبّد، وصلنا إلى هناك، وهم يعرفوني من السابق، وكنت خرجت من هناك أقلَّ من سنتين.

يوضح أنهم حال وصوله تم تقييده وإيداعه غرفة في دور الثاني من السجن. وكان لناصر جرامة -حارس السجن- ولَدان، أوكل له أن يعلمهم الكتابة والقراءة، مشيرا إلى أنه تحسنت أموره، وفكوا له القيد.

تقارير

بعد قمع احتجاجات النساء في عدن.. كيف للانتقالي أن يدّعي حماية المرأة الجنوبية؟

خرجن نساء عدن إلى الشارع وهن يحملن وجع المدينة بأكملها، خرجن لأن الانهيار الذي يلتف حول حياتهن لم يترك لهن خيارًا سوى أن يواجهن. لم يحملن شعارات سياسية، بل ارتفعت أصواتهن في الشوارع للمطالبة بالحياة، والخدمات، والعيش الكريم. لكن، ما الذي حدث؟

تقارير

بعد انسحاب شركة OMV النمساوية.. الحكومة اليمنية تواجه اختبار إدارة النفط في شبوة

بالتزامن مع إعلان شركة OMV النمساوية للطاقة عزمها إنهاء استثماراتها في اليمن مع نهاية مايو الجاري، أصدر رئيس الحكومة اليمنية، سالم بن بريك، توجيهًا عاجلًا إلى وزارة النفط يقضي بتشكيل لجنة حكومية جديدة لتولي إدارة قطاع العقلة النفطي (S2) بمحافظة شبوة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.