تقارير
المهندس عبد السلام.. كفاءة هندسية يلتقي "حيث الإنسان"
وصل المشروع الخامس من الموسم السابع لبرنامج "حيث الإنسان" إلى عُزلة "المذاحجة" بريف تعز؛ وهناك التقى المهندس عبدالسلام ثابت.
عمل المهندس عبدالسلام ثابت خبيرا ومهندسا لأكثر من أربعة عقود في مصانع إنتاجية كبيرة ك"صلاح الدين" و"العوادي".
وعمل أيضا في إصلاح قطع المصانع والأجهزة الدَّقيقة، كما عرفنا من قصته حين قام بإصلاح أجهزة ميكروسكوب لجامعة تعز - فرع التربة.
لكنه ككثير من الخبرات اليمنية، وجد نفسه على هامش الحياة، فقد تعطلت المصانع، التي كان يعملها، بفعل الحرب؛ مما أفقده فرصة العمل.
وفي لحظة فارقة من الزمن؛ وجد نفسه يعمل في تقطيع الحطب، وبيع الأفران حتى جاء "حيث الإنسان".
قدّم "حيث الإنسان" معملا متكاملا لصناعة الأدوات المنزلية، وسرعان ما دخل إنتاجه السوق الاستهلاكية، وبدأت ماركة "بن ثابت" تنافس محليا وعالميا منذ اليوم الأول لتشغيل المصنع.
تعتبر قصة عبدالسلام واحدة من أبرز القصص الملهمة، التي قدّمها برنامج "حيث الإنسان" في موسمه السابع، وتجسيدا لأهداف وقيم هذا البرنامج الذي عمل منذ انطلاقته على دعم الخبرات والكفاءات الهندسية في عموم البلاد؛ عوضا عن المساهمة في نقل الخبرات هذه للأجيال القادمة.
يولي "حيث الإنسان"، خلال مواسمه السبعة، أهمية قصوى للاستقلال الاقتصادي عبر دعم المشاريع الصغيرة، وتمكين الأفراد والمجتمع من الإسهام في تنمية الاقتصاد المحلي، وإعادة تشغيل الكوادر والخبرات والطاقات، التي فقدت فرصتها في سوق العمل.
ويوم أمس، عرض البرنامج مشروع دعم عشرات الأسر البدوية في وادي نقب بحضرموت.
جاء هذا المشروع في ظل غياب تام للدولة عن توفير الخدمات الأساسية، والبنى التحتية، في هذا الوادي، حيث لا توجد طُرق، ولا مستشفيات، ولا مدارس.
أتى "حيث الإنسان" وغيَّر المعادلة؛ وقدَّم أول مدرسة في المنطقة، ممّا مكَّن الأطفال من الالتحاق بالتعليم للمرَّة الأولى في حياتهم.
المحزن والمؤلم في هذه القصة أن جميع الأطفال مسجلون في الصف الأول؛ منهم من بلغ الخامسة عشرة من العُمر.
هذه القصة تكشف فداحة ما يعيشه المواطن في هذه المناطق المعزولة، وحجم الفجوة التعليمية في المنطقة.