تقارير

انبعاثات سامة.. من المسؤول عن تزويد محطات الكهرباء بوقود مغشوش في عدن؟

12/07/2023, 10:46:29

يبدو أن المآسي، التي يعيشها المواطنون في العاصمة المؤقتة عدن، غير كافية، حتى تأتيهم أم المآسي، لتحول حياتهم، في هذه المدينة الساحلية الحارة، إلى جحيم، بسبب انقطاعات الكهرباء المتكررة.

مشكلة الكهرباء في عدن تعد مشكلة أزلية تتكرر كل عام، وسط تراشقات وتبادل للاتهامات، بين السلطة المحلية والحكومة، إلا أن مأساة السكان هذا العام لم تنته عند مشكلة الانقطاعات المتكررة للكهرباء، بل إن تزويد محطات توليد الكهرباء في المحافظة بوقود غير مطابق للمواصفات أدى إلى انبعاث غازات سامة تسببت بتلوث الهواء؛ الأمر الذي فاقم من مأساة السكان، وعرّض حياتهم للخطر. 

السلطة المحلية في العاصمة المؤقتة عدن شكّلت لجنة تحقيق لتقصي أسباب الانبعاثات السامة، لكن جميع أعضاء اللجنة متهمون بالمشاركة في المشكلة ذاتها، فكيف بالإمكان معرفة حقيقية ما جرى ومحاسبة المتسببين؟ 

- وضع مغشوش

يقول المحلل السياسي، حسن مغلس: "الوقود المغشوش، الذي زودت به محطات كهرباء عدن، هو انعكاس للوضع المغشوش، فنحن مغشوشون حتى في من يحكمنا ويتولى علينا".

وأوضح: "الشيء المختلف أن الغش في الوقود يمكن مشاهدته من خلال الدخان، لكن غش الحكومة ولجان التحقيق لا يمكن مشاهدته، ولا يصدر دخانا مع الأسف".

وأضاف: "من المفترض ألا تصل هذه الوقود إلى محطات الكهرباء إلا بعد المرور على مصفاة عدن، التي فيها أرقى المختبرات العالمية، ويتم فحصها قبل نزولها إلى الخزانات، بعد التأكد من أنها مطابقة لمواصفات مصافي عدن، وشركة النفط اليمنية، المعنية بالتوزيع".

 وأشار إلى أن "المؤسسة العامة للكهرباء برأت مصافي عدن من أن يكون لها علاقة بالوقود المغشوش، وهذا الأمر قد يكون صحيحا، لأن مصافي عدن مختبر دولي، ولا يمكن أن تجازف بسمعتها". 

وتابع: "شركة النفط تقوم بنقل الوقود من حوش المصافي إلى محطات التعبئة أو المحطات الكهربائية".

ولفت إلى أن "منذ فترة طويلة والناس يشتكون من البنزين، أنهم يسمعون صوت محركات مركباتهم تتغير، ويحصل عجز ومشاكل وتوقف، بسبب البنزين، ولم يكن أحد يعرف سبب المشكلة، ومن المسؤول عن هذه الأشياء، واليوم جاء هذا الدخان المحترم، وكشف لنا الأمر بأن الوقود مغشوشة".

وقال: "نحن تعودنا على أن الفساد والغش في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية أصبح عادة".

ويرى أن "المشكلة الكبرى، والمسألة الفنية الأخطر، أن هذه المحطات بكل مكائنها قد تتعطل، وتتطلب وقتا وتكلفة لإصلاحها، وهذا سيكون عقابا للناس".

 وأضاف: "هناك توجّه لعقاب السكان في عدن، لأن هناك وقود نفط خام يأتي من شبوة إلى عدن، ومنذ ثلاثة أيام وهو محتجز في نقطة أمنية في أبين، احتجاجا للمطالبة بصرف مرتباتهم، لم يحتجوا بشيء إلا باحتجاز النفط الذي يستفيد منه المواطنون، والناس يموتون من الحر في عدن". 

- فساد كبير

 تقول الناشطة الحقوقية نهى البوهي: "هناك فساد كبير، ليس فقط في ملف الكهرباء، وإنما في مختلف المؤسسات والملفات، وكما شاهدنا مؤخرا في محطات الكهرباء من غش في الوقود، التي تعمل، زودت بها المحطات، وما لها من أضرار صحية على الإنسان والبيئة".

وأضافت: "نحن لاحظنا، يوم أمس، في مديرية البريقة، وفي محطة الممدارة، ومحطة المنصورة، ومحطة بير فاضل، والكثير من المحطات، التي أشعلت هذه الوقود في سماء عدن، وأحدثت تلوثا، لا تهمها حياة المواطن، ولا كيف سيعيش المواطن". 

وتساءلت: "إذا كان هناك وقود مغشوشة يدخل إلى عدن، في ظل غياب الرقابة والتفتيش، وهم يقولون للناس إن هناك رقابة، إذا كان الأمر كذلك، كيف دخل هذا الوقود المغشوش؟".

وأكدت على أنه "يجب محاسبة المسؤولين عن دخول هذا الوقود المغشوش"، قائلة للمسؤولين في الحكومة: "عليكم أن تتقوا الله في هذا الشعب، وفي أبناء عدن، وفي كل ما أنتم مسؤولين عنه".

وحمّلت المسؤولية الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، لأنهم "شركاء في حكم الدولة، وفي الفساد".

تقارير

هل قرر المجتمع الدولي إنهاء مرحلة حكم المليشيات التي فرضتها إيران في المنطقة؟

انقضى العام الأخير من العقد الذي شهد اليمن فيه واحدة من أكثر المراحل التاريخية انحطاطا ودونية، عقد افتقد فيه اليمنيون دولتهم وهيبتها ومؤسساتها، ووقعوا ضحية لمليشيا مسلحة استولت على السلطة، وفرضت واقعا مريرا على مختلف مناطق البلاد.

تقارير

هل غادر الملف اليمني مربع التسوية السياسية نحو التصعيد العسكري؟

وجَّه سفير الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة ما وصفه بالتحذير الأخير للحوثيين لوقف هجماتهم الصاروخية تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث قال داني دانون، في تصريحات صحفية، إن الحوثيين يغامرون بمواجهة المصير التعيس نفسه الذي تعرضت له حماس وحزب الله اللبناني، حد قوله.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.