تقارير

بعد السابع من أكتوبر.. هل كُشف دور إيران و"محور الممانعة" تجاه القضية الفلسطينية؟

11/11/2023, 09:14:26

بعد أكثر من شهر، يبدو المشهد حرفيا وكأن غزة تحارب العالم كله وحيدة. حتى ذلك الشيء المسمى محور "الممانعة" لم يكن يعتقد حتى أشد خصومهم أنه فارغ، كما يبدو الآن مجرد تصريحات وفقاعات إعلامية.

- أثبت حضوره

يقول الكاتب والمحلل السياسي، فيصل عبد الساتر: "محور المقاومة هو الوحيد الذي أثبت حضوره، وإن كان بحجم معين، على الأقل هو يحاول ويقدّم ويدافع من لبنان إلى العراق إلى اليمن إلى سوريا بكل ما لديه من وسائل في هذا الإطار".

وأضاف: "لا ننسى أن الآخرين إما أنهم متواطئون، وإما أنهم مشاركون، وإما أنهم صامتون، وفي الأحوال الثلاث هم يقتلون الشعب الفلسطيني".

وتابع: "أما محور المقاومة يحاول ما استطاع أن يقدّم شيئا من الدفاع، لا سيما في الجبهة اللبنانية، التي منذ قليل اعترف العدو الإسرائيلي بأن الطائرات المسيّرة المسلحة التي أطلقها حزب الله أصابت أهدافا كبيرة، وألحقت خسائر كبيرة، وهذا تطوّر خطير على صعيد الجبهة مع لبنان".

وزاد: "وأما في العراق، فالمقاومة الإسلامية، أحد 'الفصائل الآن'، التي بدأت تعلن عن نفسها بهذا الاسم، خامس أو سادس هجوم تقوم به على القواعد العسكرية الأمريكية، سواء في العراق أو في سوريا".

واستطرد: "وأما اليمن المنصور، فقدم قدّم نموذجاً لا أحد في هذا العالم ممكن أن لا يقف عنده، وهو أنه أعلن بشكل مباشر وواضح أنه أرسل صواريخ مجنَّحة وطائرات مسيّرة، اعترف العدو الإسرائيلي بفشله في الاعتراض أكثر من مرّة، ووصلت هذه الصواريخ والمسيّرأت إلى منطقة إيلات على ساحل فلسطين المحتلة".

وأوضح أن "ما يحتاجه الشعب الفلسطيني أكثر بكثير من هذا الذي يحصل الآن، لكن يكفي أن هذا الشرف قامت به هذه الدّول، ونحن نعلم واقع الحال بالنسبة لديها الآن، وما هي الموانع التي تقف حاجزا من أن نذهب إلى منازلة أو حرب مع العدو الإسرائيلي".

- إيران

وأشار إلى أن "إيران منذ اللحظة الأولى لم تقل إنها تريد الحرب، وإنها تريد أن تدخل في الحرب"، مؤكدا أن "إيران جزء من هذه الحرب، بل الحرب هي عليها بوجه أو بآخر".

واستطرد: "عندما يتهمون حماس بأنها جزء من القرار الإيراني وجزء من محور المقاومة، هذا يعني أنهم يحاربون إيران، ويحاربون حزب الله".

وتساءل مبيّنا: "إلا إذا كان الأمر معكوسا، إذا لم تكن حماس جزءا من المحور الإيراني: فلماذا الآن تبررون كل هذا العدوان عليها؟".

ويرى أن "إيران ومحور المقاومة هم يقدّمون نموذجا للدفاع عن فلسطين".

- لم يعد منه شيء

بدوره، يقول الباحث والكاتب نبيل البكيري: "بقي من محور المقاومة فيصل عبد الساتر وحده في دمشق يدافع عن هذه السيمفونية التي لم يعد منها شيء".

وأضاف: "أنا باعتقادي أن السابع من أكتوبر -هذا اليوم العظيم- هو ليس فقط أزال فكرة الدولة والجيش الذي لا يقهر، بل أيضا عرى ما يسمى بمحور المقاومة، وكشف الستار عن أكذوبة كبيرة تسمى محور المقاومة، التي لم تكلف إسرائيل شيئا منذ ثمانية وأربعين".

وتابع: "كل ما كلفت (محور المقاومة) إسرائيل هي أنها أسقطت لها أربع عواصم عربية، وحيَّدتها عن هذه المعركة الوطنية العظيمة القومية الإسلامية الكبيرة، التي تخوضها غزّة وحيدة تواجه العالم كله، هذا الذي باختصار تبقى".

واستطرد: "أما ما يتعلق بمثل هذه الإكليشات، التي نسمعها طويلا، أنا باعتقادي لن يكلف محور المقاومة إسرائيل فردا واحدا منذ تشكيل هذا التحالف، منذ عقدين من الزمن".

وزاد: "هذا المحور كل أهدافه كانت منصبّة على العواصم العربية، وأسقط دولا عربية كبيرة، وحوَّلها إلى مليشيات لا حول لها ولا قوة، مجرد أدوات يتم استخدامها من قِبل إيران في تحقيق مصالحها القوميَّة والفارسيَّة في المنطقة العربية".

وأوضح: "أما الآخرون، هؤلاء هم متواطئون، الكل -لا محور المقاومة ولا الذين يسمون أنفسهم خصوم محور المقاومة- متواطئون، وباعوا واشتروا بدماء الأطفال، وبدماء الشعب الفلسطيني الذي بقي صامدا لحاله يقاتل كل هذه العربدة العالمية والصهيونية الإجرامية، التي نراها اليوم في غزة على مراى ومسمع من العالم".

وأشار إلى أنه "لا أحد يمتلك ذرة من عقل يطالب إيران بالدفاع عن فلسطين"، مبينا أن "فلسطين أرض عربية وأمة عربية وجزء من هذه الأمة، والمطلوب من هذه الأمة أن تقاتل، والمطلوب من الجيوش العربية، التي ملأت السهل والجبل، هذه الجيوش الاستعراضية الكرتونية، أن تكون حاضرة، وإلا فلا قيمة لها".

وقال إن "من يطالب إيران بأن تقاتل إلى جانب غزة أغبياء، ويفتقدون لأدنى  من المنطق"، حسب وصفه. ولفت إلى أن "هذه الشعارات (التي ترفعها إيران) ستعريها، وعرتها هذه المعركة وأظهرتها على حقيقتها".

واستدرك: "لكن هناك جناح من العرب، وهم الذين يهربون للمناكفة مع إيران، وكأن إيران هي المسؤولة عن فلسطين وليس هم، وبالتالي هذا الهروب السخيف لم يعد يسعف أصحاب هذا المنطق؛ لأنه منطق غبي للغاية، يحاولون أن يهربوا من أداء واجباتهم الوطنية والقومية باتجاه الحديث عن إيران ومليشياتها".

- إضعاف المنطقة العربية

وزاد: "بالأخير هذه مليشيات وهدفها هو إضعاف المنطقة العربية، وتفتيتها وتقسيمها، وليس من مهمتها، وبعد ذلك يأتي أحدهم ويطالب مليشيات أسقطت أربع عواصم عربية أن تحرر القدس أو أن تدافع عن فلسطين هذا منطق سخيف ومنطق فارغ للغاية، للأسف الشديد".

واتهم البكيري"من يتذرع بهذا المنطق" بأنهم جزء من هذه اللعبة السخيفة، وهم الذين يسعون للتطبيع مع إسرائيل، ويشمتون حماس وكل الفصائل الفلسطينة باعتبارها -حسب توصيفهم- مدعومة إيرانيا".  

واستدرك: "صحيح، إيران قدمت دعما لهذه الفصائل، لكن في الحقيقة تستثمر في هذا الدعم، وليس في وارد أن تتغلَّب هذه الفصائل على إسرائيل، وأن تحرر القدس، وتحرر فلسطين، كل ما في الأمر هو أن تستخدم هذه الفصائل غطاءً لمشروعها الطائفي، والتمددي في المنطقة العربية".
 
وأكد أن "إيران ليست في صدد الدخول في هذه الحرب، ومن يعتقد أن إيران ستحارب نيابة عن فلسطين فهو لا يفهم العقلية الإيرانية، ولا يفهم إيران، ولا يفهم منطق السياسة والمحاور الإقليمية في هذه اللحظة".

وأضاف: "من يعتقد أن إيران خصم للولايات المتحدة الأمريكية، أو أنها يمكن أن تتصرف بمعزل عنها، فهو لا يفهم طبيعة البنية التكوينية للسياسة الإيرانية وأدوارها في المنطقة العربية على امتداد الثلاثين أو الأربعين سنة الماضية، منذ قيام ما يُسمى بالثورة الإيرانية".

ووجّه البكيري سؤالا للقادة العرب: "لماذا تطلبون من إيران أن تقاتل بدلا عنكم؟ ولماذا لا تبادرون لأن تتحمّلوا مسؤولياتكم التاريخية والقومية والوطنية؟".

وقال: إذا كان لدى محور المقاومة جديد، أنا لا أتعارض مع ما لديهم، لكن حين يكون شيئا حقيقيا على الأرض، أما مجرد شعارات وبروباجندا، الشعوب لن تعود تنطلي عليها هذه الشعارات، تريد فعلا على الأرض، ومن سيقف على الأرض سيقف الجميع معه ووراءه من أجل هذه القضية العادلة والمقدسة".

تقارير

كيف يمكن تفسير الصمت الدولي تجاه التهديدات الإسرائيلية بتدمير اليمن؟

توعد وزير دفاع الكيان الصهيوني، بشكل سافر، بتدمير صنعاء والحديدة، كما فعلوا في غزة ولبنان، ومر التهديد دون أي إدانة أو تنديد دولي، وبالمقابل تحاول ميليشيا الحوثي، تقديم نفسها كما لو كانت قوة إقليمية، بمواصلة هجماتها في البحر الأحمر غير آبهة بما قد يدفعه الشعب اليمني من ثمن نتيجة لهذا الجنون.

تقارير

قرار مختطف وأطراف قابلة للارتهان.. آفاق السلام أم الحرب؟

بات الحوثي لاعبا رئيسيا على المستويين المحلي والدولي، مستغلا هشاشة الأطراف المناوئة، وتعقيدات المشهد السياسي، فارضا حضوره كقوة مهيمنة في معادلة اليمن المعقّدة، فيما تتصاعد الأزمة ويسعى اليمنيون للحاق بتطورات اللحظة السورية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.