تقارير
بعد نحو عام من تشكيله.. هل يغيّر تحالف الازدهار إستراتيجية ردع الحوثيين؟
لا تزال المخاطر في البحر الأحمر قائمة، والتحديات أمام الشحن البحري تتعاظم، منذ نحو عام.
وأرجع معهد غربي سبب استمرار تهديدات الملاحة في البحر الأحمر إلى استخدام مليشيا الحوثي تكتيكات غير نظامية رخيصة الثمن، وفي المقابل يكون الرد الأمريكي باهظ الثمن؛ جراء استخدامها صواريخ اعتراضية متطورة.
المعهد الأسترالي للسياسة الإستراتيجية قال، في تحليل لأحد باحثيه، إن الحوثيين يمزجون بين الصواريخ المضادة والمسيّرات الهجومية رخيصة التكلفة، مقابل الصواريخ الأمريكية الاعتراضية باهظة الثمن، ما يستلزم من واشنطن تغيير إستراتيجية حملتها العسكرية ضد الحوثيين، واستخدام أسلحه قليلة الكلفة.
- المسألة واضحة
يقول الخبير العسكري والإستراتيجي والباحث في الأمن البحري، الدكتور علي الذهب: "أنا لا أرى أن هنالك فشلا في مواجهة الحوثيين، ليس من باب استخدام القوة، ولكن في نفس الوقت لأن الحوثيين يُراد لهم أن يكون لهم دور مستقبلي، بحيث إنه لا يتاح القضاء عليهم نهائيا".
وأضاف: "التحالفات، التي نشأت، سواء تحالف الازدهار، الذي تقوده الولايات المتحدة، أو تحالف سبيدس، كلها وجدت لتقوِّي قدرات الحوثيين، وليس الدفاع عن السفن التجارية".
وتابع: "المسألة تتعلق بالتواجد العسكري والرئيسي العائم في البحر الأحمر وخليج عدن، وما يُثار بشأن عجز الولايات المتحدة أو أوروبا أو الاتحاد الأوروبي عن مواجهة الحوثيين هذه المسألة غير مقبولة، ولو أراد هؤلاء القضاء على الحوثيين لحشدوا تكتلا عسكريا واضحا، وحددوا موقفهم، وموقف دول الإقليم من ذلك في فترة زمنية وجيزة، كما فعلوا مع داعش، أو مع حركة الشباب في الصومال قبل ذلك، أو مع تنظيم القاعدة".
وأردف: "في كل الأحوال، الأمور واضحة وضوح الشمس بأن هنالك مشاغلة متبادلة بين الجانبين، وكل منهما يوضح للآخر مصالحه".
- مسألة ابتزاز
يقول المحلل السياسي الدكتور فارس البيل: "من المتوقع أن تتغير إستراتيجية واشنطن في التعاطي مع أزمة البحر الأحمر، وخاصة مع الإدارة الجديدة، ولدينا سيناريوهات مختلفة".
وأضاف: "حتى الآن لا يمكن الركون إلى وعود ترامب في المستقبل لمواجهة إيران؛ لأن ترامب في الأخير قائم على إدارة الصفقات، ولا ينطلق من سياسة المصالح الإستراتيجية، وما إلى ذلك، يقود المسألة بعقلية تجارية أكثر من كونها عقلية سياسية".
وتابع: "لا يمكن الركون إلى مسألة العداء المعلن بين ترامب وإيران، أو بين إدارته القادمة وبين إيران بشكل واضح، إذا ما عقدت هنالك صفقةٌ مَا يمكن أن توفّر له كثيرا من الخيارات الأخرى".
وأردف: "مسألة البحر الأحمر أتوقع أنه سيحدث نوع من التصعيد والتهديد لمليشيا الحوثي، لكن هذا يعتمد على مسألة تحركات إيران؛ لأن إيران -في كل الأحوال- هي تريد من مليشيا الحوثي أن تقوم بدور المصعد في البحر الأحمر؛ لتسجيل أي مفاوضات قادمة، ومحاولة تحقيق شروط معادلة معينة، لا أقل ولا أكثر".
وزاد: "المسألة تتعلق بالابتزاز في هذه النقطة، حيث تريد إيران أن تقول إنها قادرة على التحكم بالمضايق البحرية، وقادرة على ابتزاز العالم، وعلى إيقاف الاقتصاد والتجارة العالمية، وهذه النقطة في صالحها، ولهذا تريد أن ترفع من سقف التفاوض في هذه الحالة".
وقال: "أتصور أن يتم التعاطي مع قضية البحر الأحمر رأسيا مع إيران، وفي خطاب ترامب، في الأيام الأخيرة، أشار إلى أنه يريد أن تكون دورة ناجحة طالما تخلت عن النووي".
وأضاف: "نحن أمام سيناريوهات مختلفة؛ هل ستبقى مليشيا الحوثي في هذه الحالة العسكرية؟ يمكن أن تعتمد المسألة على بقية التطورات في المنطقة، بمعنى أنه يمكن أن يتاح لإسرائيل تحديدا أن تتولى عملية الهجوم الدفاعي على مليشيا الحوثي، بينما يمكن أن تعقد صفقات مع إيران، وبسهولة نجد أن مليشيا الحوثي ستنسحب بشكل أو بآخر من هذه المعادلة، أو تتراجع على الأقل مقابل أن تضمن سلامتها".