تقارير

تصاعد الخلاف مع العليمي.. الزبيدي يصدر قرارات عسكرية ويهدد بالانفصال

06/05/2024, 13:09:13

عاد عيدروس الزبيدي من الإمارات ليعلن عن ترقيات لما يقارب ألفين من العناصر الأمنية والعسكرية التابعة للمجلس الانتقالي، ملوّحًا بالعنف في مواجهة رفاقه في المجلس الرئاسي.

الزبيدي أعلن أيضا مطالبته بحوار من دون شروط، وهي إشارة إلى رفض الحوار ضمن المرجعيات الثلاث، التي تضمن سلامة ووحدة البلاد وكيانها السياسي، وهو موقف ليس بجديد على الزبيدي، علاوةً على كونه يشكِّل تنكرا لالتزامات موقعه في السلطة كعضو في مجلس القيادة الرئاسي بدرجة نائب للرئيس.

تصريحات الزبيدي وترقيته تشير إلى خلاف مع الرئيس العليمي بعد فترة طويلة من الوئام القائم على اتباع العليمي رغبات الانتقالي جملة وتفصيلا، لدرجة فقد معها شخصيته، وصار مجرد ختم لقرارات المجلس الانتقالي وتعييناته.

- عزف منفرد

يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الحديدة، الدكتور فيصل الحذيفي: "نحن نتابع ما يقوم به المجلس الانتقالي ممثلا برئيسه، عيدروس الزبيدي، وهو يغني عزفا منفردا، يشتغل وفق العزف المنفرد، وينادي بحوار مفتوح، ومن هذا القبيل، ويرقي أيضا قواته المليشياوية خارج إطار السلطة الشرعية التي يمثلها أو ينتمي إليها".

وأضاف: "الانتقالي يطالب بحوار سياسي، لا ندري اتفاق الرياض واحد ماذا كان يعني له؟ ماذا يعني اتفاق الرياض اثنين؟ بالنسبة للزبيدي يعني تشكيل حكومة معين، وتشكيل الحكومة الحالية، كانت بناءً على اتفاق الرياض واحد، واتفاق الرياض اثنين، وقبول الانتقالي أن يكون شريكا في السلطة الشرعية".

وتابع: "قبول الانتقالي بالتوقيع على اتفاق الرياض ينبغي أن يكون منسجما مع سلطة الشرعية، ويتكلم عن الجمهورية اليمنية، وعن دولة واحدة".

وأردف: "إذا لدى الانتقالي مشروع انفصالي، ويهدد ويلوح بالقوة، بإمكانه أن يستخدم القوة كما استخدمها في عام ألفين وثمانية عشر، وألفين وتسعة عشر".

وزاد: "إلى أي مدى يمكن أن يذهب بعيدا هذا المجلس الانتقالي؟ هذا هو السؤال المطروح على المجلس الانتقالي، الذي يدّعي أنه يمثل الشعب اليمني في الجنوب، وهذا السؤال إجابته صعبة، والادعاء كاذب".

وأشار إلى أن "الانتقالي لا يمثل الجنوب، بل هناك حركات يمنية جنوبية كثيرة، هناك حركات حضرمية، شبوة لها رأي، أبين لها رأي، المهرة لها رأي، في نهاية الأمر عدن مختطفة من الانتقالي، وتمثل المثلث، الذي لا يتجاوزه".

وقال: "إن الانتقالي يحاول بكل ذلك، أو بكل حلقة، أن يدُعي تمثيل الجنوب كاملا، ويحاول أن يدعم فصائله في جميع المحافظات، ولكنه لا يلقى قبولا واسعا".

وأضاف: "أنا شخصيا كمراقب لهذا الصراع البيني في اليمن، لا أجد حرجا من أن ينال الجنوب انفصالا دستوريا وقانونيا، والاعتراف الأممي، ولكن ليس هذا الطريق هو ما سيؤدي إلى الانفصال".

وتابع: "الانفصاليون يمتلكون القوة الآن، والإدارة بأيديهم والمال بأيديهم، ولهم موازنة كبيرة من الإمارات والسعودية، وبالتالي ينفصلوا، ولا داعي لأن يبحثوا الانفصال، لا من السعودية والإمارات، ولا من واشنطن ولندن، ولا من الحكومة الشرعية، ولا من الشعب اليمني".

وأردف: "هناك خطوات غير صحيحة يفترض أن نعيد كتلة أو وحدة البلد الممزق، ونستعيد الدولة من الحوثيين، ثم نطرح النقاش على الطاولة، إما في سياق يعني أقلمة الدولة، وإذا لم تكن مقنعة فلنذهب إلى الاستفتاء حتى كل إقليم أن يستقل بذاته".

واستدرك: "لكن هذه الخطوات، التي يعلنها الزبيدي، هي خطوات لا يمكن أن تؤدي إلى الانفصال، ولا يمكن أن تؤدي إلى استعادة الدولة".

وزاد: "نحن اليوم مهددون جميعا، يعني تشتت قوى الشرعية يؤدي إلى تعملق الحوثيين".

وأشار إلى أن "الحوثيين يزدادون قوة بسبب تشرذم قوة الشرعية، وبسبب امتهانها للإرهاب، رهنها رهن قرارها السيادي للغير، وعدم وحدتها السياسية، وصفها الجمهوري أيضا مشتت".

- خطاب عقلاني

يقول الصحفي الموالي للمجلس الانتقالي، صلاح السقلدي: "الخطاب، الذي سمعناه من الزبيدي، كان متوقعا، وكنت أنا شخصيا أتوقع أن يكون خطابه أكثر حدة مما قاله؛ نظرا للأوضاع السيئة، والخدمات التي تأتينا".

وأضاف: "هذه القوى وسيلة حرب، وسيلة اتصال سياسية بامتياز، وبالتالي كان الخطاب أكثر عقلانية وهدوءا، فهو لم يصرح صراحة، ولم يسمِّ كثيرا من القوى بالاسم".

وتابع: "كنا نتمنّى أن يسمي الأمور بمسمياتها، وأن يشير بأصبعه تماما من المجلس الرئاسي إلى أعضاء مجلس الرئاسة، الذين يعرقلون الحكومة، والجهات التي تعرقل الخدمات في عدن، التي تعرقل حتى الجانب السياسي، وعملية التوافق السياسي، الذي دخل فيها المجلس الانتقالي"

وأردف: "الانتقالي، اليوم، يدفع ضريبة هذه الإشكالات، التي حذّرنا من مغبة الدخول فيها منذ بدايتها، وأمام قوى محتلة، أمام قوى ماكرة، أمام قوى لا تجيد إلا كل أساليب الابتزاز، وكل أساليب الخديعة والمراوغة".

وأوضح أن "الوضع الاقتصادي والخدمي هو سيف مسلط على المجلس الانتقالي".

- صدى الإمارات

يقول المحلل العسكري، رئيس دائرة التوجيه المعنوي سابقا، اللواء محسن خصروف: "عيدروس الزبيدي ليس إلا صدى لدولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، أيا كان الكلام الذي يمكن أن يقال في هذه اللحظة".

وأضاف: "عدن تحت السيطرة الكاملة للمجلس الانتقالي، والخدمات هو المسؤول عنها، وبشكل مباشر، من خلال المحافظ لملس".

وتابع: "لا يوجد أي حزب، أو قوة سياسية أخرى يمكنها أن تعرقل الخدمات في عدن، أو تعرقل دور السلطة المحلية على الإطلاق".

وتابع: "لا يوجد أحد في الجنوب يستطيع، وعدن على وجه الخصوص، والمثلث تحت سيطرة المجلس الانتقالي".

وأردف: "ليس هناك أي نفوذ أو سيطرة شمالية على الجنوب، وبإمكان إذا كانوا متأكدين أنهم يستطيعون أن يعلنوا دولة فليعلنوا دولة، لكنهم يعرفون تماما أن كل القوى السياسية في الجنوب ليست على كلمة سواء".

وزاد: "القاسم المشترك بين كل القوى السياسية في الجنوب هي اليمن، إما الاتحادي، أو الموحد، أو حتى استعادة الدولة، إلى أن تستعاد الدولة، ثم تجرى انتخابات، أو استفتاء على شكل الدولة القادمة".

وقال: "أؤكد، وأنتم تعلمون جميعا، أن الدكتور رشاد العليمي قد أعطى من التنازلات للزبيدي ما لم يكن يحلم به".

وأضاف: "حتى إنه في أحد الخطابات كان يكرر اسم الزبيدي عدة مرات، وكما قال الأخ الزبيدي، والأخ الزبيدي يعرف، والأخ عيدروس فاهم، حتى كان مثارا للاستغراب".

تقارير

كيف حوّل الحوثيون رسوم الكليات الطبية إلى مصدر للجبايات؟

في إطار سعيها المستمر لجباية المزيد من الأموال بطرقٍ غير مشروعة، ضاعفت مليشيا الحوثي من إجراءاتها الاستغلالية لطلاب الكليات الطبية في جامعة صنعاء، وحولت كل أنظمة الدراسة المعمول بها إلى مجال للتربح والمتاجرة، وأحد مصادر التمويل لحروبها العبثية ضد اليمنيين.

تقارير

أزمة سيولة وتدهور الريال.. ما مستقبل القطاع المصرفي في اليمن؟

انتكاسة جديدة يعيشها الريال اليمني، وسط عجز الحكومة عند تداركها، فيما المواطن يدفع ثمن حروب كثيرة، على رأسها الاقتصاد، إذ سجل الريال اليمني، في آخر التداولات، انهيارا أمام الدولار، متجاوزا حاجز 1700 ريال مقابل الدولار الواحد، وهي أدنى قيمة له منذ أكثر من عامين.

تقارير

تقرير غربي: الأجندة السعودية الإماراتية المتباينة تسببت في شلل المجلس الرئاسي

لم يعالج مجلس القيادة الرئاسي بشكل فعّال المشاكل الحرجة التي تواجه البلاد بعد عامين من تشكيله، بما فيها الوضع الاقتصادي المتردي، والخطر الحوثي المستمر، والتوترات العسكرية المتصاعدة في البحر الأحمر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.