تقارير
حالة توتر متصاعدة منذ أكثر من عام.. إلى أين تتجه الأوضاع في محافظة حضرموت؟
في تصعيد جديد، اتهم حلف قبائل حضرموت قوات الدعم الأمني المدعومة من الإمارات بالتخطيط لغزو المحافظة والعبث بأمنها واستقرارها.
وحمّل حلف القبائل، في بيان له، الجهات الداعمة لهذه القوات كامل المسؤولية عن تبعات كل ما يحدث، معبرا عن رفضه لتواجد قوات الدعم الأمني في حضرموت.
وقال الحلف إن معظم أفراد هذه القوات من خارج المحافظة، وتمارس أعمالا استفزازية وإرهابا للمواطنين، مبينا أنها أطلقت النار على مواطنين ما تسبب في إصابة ثلاثة واعتقال آخرين.
ـ مليشيات غير قانونية
يقول الصحفي صبري بن مخاشن: "إن ما يجري بحضرموت أمر خطير جدا، حيث هناك مليشيات غير قانونية وغير دستورية وغير يمنية في أغلبها".
وأضاف: "البعض يتحدث أن هذه القوات هي من خارج حضرموت كما تحدث حلف قبائل حضرموت، لكن هي أيضا تضم قوات من جنوب أفريقيا، ومن مناطق من الكاريبي كما تحدث بعض أبناء حضرموت الذين انخرطوا في هذه القوات".
وتابع: "أبناء حضرموت في هذه القوات لا يتجاوزون 10% منها، وتدار من قبل عمليات خاصة لا تتبع المنطقة العسكرية الثانية، ولا تتبع النخبة الحضرمية، ورأينا مؤخرا أن المنطقة العسكرية الثانية تحاول أن تغطي على هذه القوات من خلال تسميتها بأنها كانت تابعة لها".
وتساءل: "الشخص الذي ظهر مؤخرا، والذي يدعى أبو علي الحضرمي، لا ندري من عينه قائدا لهذه القوات؟ وأين قرار تعيينه؟ وأين قرار إنشاء هذه القوات التي تسمى بقوات الدعم الأمني؟"
وأردف: "ليس غريبا على المنطقة العسكرية الثانية التي يقودها اللواء طالب بارجاش، الذي عمل على نسج مؤامرة مع جهات من خارج حضرموت ضد أركان المنطقة العسكرية الثانية".
وزاد: "أصبحت المنطقة العسكرية الثانية التي يقودها اللواء طالب تحيك المؤامرات على حضرموت وقياداتها ونخبتها، ورأينا أكثر من ستة افي المنطقة العسكرية الثانية تتهم اللواء قائد المنطقة طالب بارجاش بمحاولة شق النخبة الحضرمية وإدخال قوات غير حضرمية".
وقال: "الأمر أصبح مخيفا ومرعبا، فهذه القوات قبل أيام قامت بالانتشار في مناطق البادية الحضرمية، وقامت بالاعتداء على عدد من رعاة الأغنام وعدد من مربي النحل، واعتقلت أكثر من 12 شخصا، وقامت بالاعتداء على آخرين وضربهم في أعمال وحشية تذكرنا بما كانت تقوم به قوات حماية الشركات التي كان يقودها احمد الضراب، والتي بسببها قامت الهبة الحضرمية وأسس حلف قبائل حضرموت".
وأضاف: "الأمر يستدعي أن يتم التصدي لمثل هذه الأعمال، وأن لا تحول حضرموت إلى فاشر جديدة، أو سودان جديدة يغلب عليها القتل".
ـ صراع إقليمي
يقول رئيس مركز المعرفة للدراسات والأبحاث الإستراتيجية بحضرموت الدكتور عمر باجردانة: "كوني أحد الأشخاص المهتمين بهذا الجانب، فإن قوات الدعم الأمني هي قوات تتبع قيادة المنطقة العسكرية الثانية، وتشكلت منذ إعادة تشكيل قوات المنطقة العسكرية الثانية في 2015، إبان تحرير مدينة المكلا من تنظيم القاعدة".
وأضاف: "هذه القوات أسهمت بشكل كبير في دحر عناصر تنظيم القاعدة، وعملت عملا غير اعتيادي؛ لولاها لما تم تحرير مدينة المكلا وساحل حضرموت، ولا تمتع أبناء ساحل حضرموت بهذا الأمن والاستقرار".
وتابع: "هذه القوات هي قوات حضرمية، صحيح أن فيها بعض العناصر غير المحسوبين على محافظة حضرموت، لكن غالبية عناصر هذه القوات هم من أبناء حضرموت، ومن أبناء قبائل حضرموت".
وأردف: "أنا أستغرب من أن حلف قبائل حضرموت الذي ساهم في تحرير مدينة المكلا من القاعدة، وساهم بشكل كبير في تشكيل هذه القوات العسكرية قوات المنطقة العسكرية، أن يأتي صوت من داخله يرمي هذه التهم وهذه المغالطات على قوات هو يعلم أنها تشكلت من أبناء حضرموت خالصة".
وزاد: "بالنسبة لتنوع التشكيلات العسكرية في حضرموت، فبلا شك أن هذا التنوع يعد أمرا مقلقا وخطيرا، ويجر المحافظة إلى واقع ربما لن يستطيع أحدا التكهن بمآلته، خصوصا وأن حضرموت منذ تحريرها من تنظيم القاعدة شكلت نموذجا في الأمن والاستقرار، حيث لم نسمع بأي عملية اغتيال أو سطو أو تقطع منذ تحرير المكلا من القاعدة إلى اليوم".
وقال: "أنا أستغرب من المنطق الذي ينطلق من قبل الكثير ممن ينصبون أنفسهم أنهم متحدثون رسميون باسم الحلف، ويلقون اللوم على قوات المنطقة العسكرية الثانية كونها مدعومة من الإمارات، ولا يلومون القوات التي شكلها الحلف بدعم من السعودية".
وأكد أن "كل التشكيلات والقوات هي في الأصل مدعومة خارجيا، وما يدور اليوم في حضرموت هو ضمن الصراع الإقليمي والدولي، الذي تعتبر حضرموت جزءا منه".