تقارير

زيد الشامي: ليس أمام اليمنيين سوى الالتفاف حول الدولة مهما كانت ضعيفة

25/11/2025, 17:50:28
المصدر : قناة بلقيس - خاص

* الحوثيون خدعوا العالم بادعاء محاربة الإرهاب، ودخلوا الحوار الوطني بأسلحتهم

* حزب الإصلاح قدّم التنازلات طوال مسيرته السياسية ولم يتمرّد مطلقًا على الدولة

* هادي توقّع أن يجعله الدعم الدولي يبقى في الرئاسة، وأن يعود الحوثيون إلى منازلهم

* عبدالملك الحوثي معرفته محدودة ولا يدري إلا ما يُقال له

* اللقاء المشترك تعامل بسذاجة مع قضية الحوثيين وحروب صعدة

قال القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، زيد الشامي، إن الحزب انتهج منذ تأسيسه خيار السلام والتعايش والحفاظ على الوطن، والمساهمة في بنائه، وتعزيز قيم الاستقرار، وتقديم النصيحة للحاكم، والعمل على إصلاح الناس، شأنه شأن الحركات الإسلامية التي لم تتمرّد في أي وقت على الدولة.

وأضاف الشامي، في بودكاست على منصة «متن»، أن الإصلاح في مسيرته السياسية قدّم الكثير من التنازلات وبنى تحالفات مع أحزاب ومكوّنات سياسية بهدف خدمة البلد وتجنّب إدخاله في الفوضى والدمار.

- جدلية العلاقة بين الإصلاح وصالح

بدأت العلاقة الجدلية بين حزب الإصلاح والرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ تولّيه الرئاسة، لكنها تعمّقت خلال حرب المناطق الوسطى في الثمانينيات، التي أُنهك فيها الجيش. عندها بدأ صالح يفكّر في تقديم التنازلات، واقترح عليه حزب الإصلاح تجنيد المواطنين، وشارك فيها حتى تحقّق النصر للدولة.

ويوضح الرئيس السابق للكتلة البرلمانية للإصلاح أن العلاقة تأرجحت مع صالح بعد قيام الوحدة اليمنية التي مثّلت انفراجة لكل اليمنيين، ودخلت بعدها البلاد مرحلة التعددية، لتصبح العلاقة مزيجًا من التحالف والخصومة.

وكانت الانتخابات التي شهدتها اليمن بعد الوحدة من أبرز المحطات التي حدّدت تلك العلاقة. وكان هدف الحزب في أول انتخابات برلمانية أن يصل إلى ثلث المقاعد أو أقل حتى لا يقفز إلى الهاوية، ولأنه يدرك أنه لن يُسمح له بالفوز، حسب قوله.

ويتّهم الشامي صالح بنقض اتفاق مع الحزب في انتخابات 1997، ينص على وجود دوائر تنافسية وأخرى غير تنافسية يتنازل فيها كل طرف للآخر، لكن صالح أعلن ليلة الانتخابات أن جميع الدوائر تنافسية، مما أدى إلى تراجع نصيب الحزب وانفراد صالح بالحكم.

وعلى الرغم من أن حزب الإصلاح أعلن الرئيس صالح مرشحه للرئاسة في العام 1999، إلا أن العلاقة تراجعت عندما قرر الإصلاح عدم المشاركة في الانتخابات المحلية عام 2001 تجنبًا للصدام ولغياب التعاون مع المؤتمر الشعبي العام.

يقول الشامي: أصر صالح على مشاركة الإصلاح في الانتخابات، وتكفّل بتكاليف انعقاد المؤتمر العام الاستثنائي للحزب لإقرار المشاركة التي لم يكن المؤتمر السابق قد أقرّها، وكان هدفه أن يفوز علينا، وهذا ما حدث. تدهورت العلاقة بعد الانتخابات المحلية التي شهدت تأسيس اللقاء المشترك، ووصلت إلى أدنى مستوياتها مع ترشيح المهندس فيصل بن شملان للرئاسة عام 2006، ثم الثورة الشبابية 2011. ويستغرب الشامي من اتهام البعض للإصلاح بالتآمر، سواء عندما يرشّح صالح أو عندما ينافسه.

- تقديم تنازلات

يؤكد الشامي أن حزب الإصلاح مد يده للجميع، وعلى وجه الخصوص للحزب الاشتراكي، الذي ضحّى لأجله وتنازل له عن المرتبة الثانية في أول انتخابات بعد الوحدة، فحصل المؤتمر على منصب الرئيس والاشتراكي على رئاسة الحكومة. إلا أن الاشتراكي، كما يقول الشامي، كان يغلب عليه التوجه الأيديولوجي ولم يتقبل حزب الإصلاح وسعى إلى معاداته.

ويرى الشامي أن الاشتراكي كان يتوقع الحصول على مقاعد أكبر في المحافظات الشمالية أسوة بما حصل عليه في المحافظات الجنوبية، بحكم تركز قواعده هناك وتوافق الثقافة مع توجهاته الاشتراكية.

وفي ما يتعلّق بحرب الانفصال، يقول الشامي إنه لا ينبغي محاكمة الماضي بمعطيات الحاضر، فلكل وقت ظروفه، والجميع خسر في تلك الحرب. ويعتقد أن الاشتراكي لم يكن موفقًا في إعلان الانفصال وبدء تفجير الوضع في حرف سفيان ومحافظة عمران ومعسكر صهيب بذمار، مما أعطى الآخرين مبررًا لمواجهته.

ويضيف أن الاشتراكي استعجل إعلان الانفصال، وكان ينبغي أن يكون – إن وُجد – وفق اتفاق كما كانت الوحدة اتفاقًا، فلم يترك خيارًا أمام الدولة سوى الحفاظ على كيانها من التمزق. ومع ذلك كانت الخسائر البشرية أقل بكثير من حرب المناطق الوسطى أو صراعات الجنوب قبل الوحدة.

- تجربة سياسية فريدة

يؤكد الشامي أن اللقاء المشترك، الذي يعود الفضل في تأسيسه لجار الله عمر ومحمد قحطان، جاء نتيجة انسداد الأفق مع صالح، ولمنع التفرد بالسلطة. ومثّل التحالف بين الإصلاح والاشتراكي وبقية الأحزاب نموذجًا للتعايش كان له صدى عالمي.

اختار اللقاء المشترك المهندس فيصل بن شملان مرشحًا للرئاسة، ويصفه الشامي – رئيس حملته الانتخابية – بالرجل الزاهد البسيط النادر، الذي كان يطمح إلى انتقال البلد إلى مرحلة أفضل، وصاغ بنفسه شعار حملته: «رئيس من أجل اليمن وليس يمن من أجل الرئيس».

يروي الشامي أن أحزاب اللقاء المشترك دخلت الانتخابات دون ملصقات ولا أموال، فعقدت اجتماعًا لتجميع التكاليف التي لم تتجاوز أربعة ملايين ونصف ريال.

ويؤكد الشامي أنه لم يكن يتوقع فوز بن شملان، لكن التجربة كانت مهمة لتعزيز المسار الديمقراطي، مشيرًا إلى أن صالح لم يكن منافسًا شريفًا، وحاول تلفيق تهمة الإرهاب لبن شملان، مما جعله يشعر بحزن شديد ويرفض تهنئته بالفوز.

- الحوثيون والثورة الشبابية

كان للشامي حضور وتجربة قصيرة في حروب صعدة، إذ كان عضوًا في لجنة الوساطة الحكومية في الحرب السادسة، المكونة من 30 عضوًا من مجلسي النواب والشورى، حيث كان صالح يضم عضوًا أو عضوين من حزب الإصلاح إلى اللجان.

يروي الشامي أنه عند نزول اللجنة إلى صعدة كان الحوثيون مرهقين وقد تكبدوا خسائر كبيرة، واشترطت اللجنة عليهم تسليم الأسلحة وفتح الطرق وتشكيل لجان لنزع الألغام كمبادرة حسن نية، وأن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية، ولم يكن هناك نية لإقصائهم. لكن اللجنة تفاجأت بطلب عودتها إلى صنعاء، وإبلاغها بأن الرئاسة ستتولى القضية.

ويعتقد أن اللقاء المشترك تعامل بسذاجة، واجتهد خطأً حين حاول إقناع الحوثيين بالعمل السياسي وتأسيس حزب، بينما كانوا يماطلون ويرفضون التحول إلى حزب، ويريدون توقيع اتفاقيات ذات أهداف أخرى.

وينفي الشامي أن تكون الأحزاب السياسية قد قامت بالثورة الشبابية، مؤكدًا أنها لم تكن تطالب إلا بالإصلاحات، وأن الناس خرجوا من تلقاء أنفسهم مطالبين بالتغيير الشامل، وأن اللقاء المشترك كان مجرد حامل يسعى لتجنب الصدام وسفك الدماء.

ويرى أن الثورة أخطأت حين لم تُسلم السلطة لرجل قوي وحازم، فمع ميزات شخصية محمد باسندوة، إلا أن المرحلة كانت تتطلب شخصية قادرة على اتخاذ القرار، فتدهورت الأوضاع وسارت في الاتجاه الذي أراده «المخرج»، ودخلت اليمن دوامة الصراع.

وبحسب الشامي، قدّم الحوثيون أنفسهم للعالم على أنهم سيقضون على الإرهاب وحزب الإصلاح وجامعة الإيمان وبيت الأحمر، ولأن الإرهاب هاجس أمريكا والغرب، وافقوا، ودخل الحوثيون بأسلحتهم إلى مؤتمر الحوار بمباركة دولية، لكن في النهاية ارتدت الضربة عليهم.

- الإصلاح ليس الدولة

أبدى حزب الإصلاح استعداده للمشاركة في الدفاع عن صنعاء عام 2014، لكن الرئيس هادي لم يكن يريد الحرب، وقرر وزير دفاعه اتخاذ موقف محايد واخترع «نظرية جديدة في تاريخ الجيوش»، إذ سلّم المواقع بنفسه على الهواء في عمران وغيرها. ولم يكن بمقدور الإصلاح أن يقف أمام هذا كله، خصوصًا وصالح كان خصمًا له، بينما الدولة – صاحبة العتاد والسلاح الثقيل – تتخلى عن دورها.

ويكشف الشامي أن هادي اقترح نصب مخيمات مشابهة لمخيمات الحوثيين، لكن الحزب رفض، مؤكدًا أن الدولة لا تُدار بهذه الطريقة، وأنه إذا كان هناك خطر فليقُم الرئيس بإعلان النفير العام وفتح معسكرات وسيلتحق الناس بالتجنيد.

ويعتقد أن للرئيس هادي حسابات أخرى، إذ ظنّ أنه سيبقى رئيسًا بعد أن يقضي على الجميع، وأن الحوثيين سيعودون إلى منازلهم، مستندًا إلى دعم الأمم المتحدة ومجلس الأمن ودول العالم.

- التمسّك بحبل الدولة

ذهب حزب الإصلاح وقيادات الدولة إلى صعدة لمحاولة إقناع الحوثيين بوقف الاعتداءات على الناس والبيوت والالتزام بالسلام، لكنهم ما إن عادوا حتى هاجم الحوثيون أرحب ومأرب والبيضاء. فاعتذر الشامي للناس عن مشاركته في المفاوضات، وخرج بقناعة أن الحوثيين ماضون في حربهم.

يصف الشامي عبدالملك الحوثي، الذي التقاه مرتين، بأنه رجل محدود الفهم ولا يمتلك معلومات إلا ما يقدم له، وأنه استغرب حين قال إن مشكلة اليمن تُحل بأن يدفع الشيخ حميد الأحمر الضرائب.

ويخلص الشامي إلى أن الخوف أحيانًا من سفك الدماء تكون له عواقب وخيمة، ومن لا يبالي بسفكها قد يفوز.

ومع ذلك، ليس أمام اليمنيين سوى نبذ الخصومة والالتفاف حول الدولة مهما كانت ضعيفة ومنهارة، لأنها تستطيع إعادة بناء نفسها من جديد، أما إذا ضاعت فالمستقبل يبشر بالأسوأ.

تقارير

حضرموت على حافة الانفجار.. معركة النفوذ تتصاعد بين السعودية والإمارات

ظهر قائد قوات الدعم الأمني التابع للمجلس الانتقالي؛ أبو علي الحضرمي، ووجه اتهامات مباشرة لحلف قبائل حضرموت بتشكيل عصابات مسلحة وقطع الطرق وتهريب المخدرات، في تصعيد يشير إلى محاولة واضحة من الانتقالي لإعادة تشكيل ميزان القوة في حضرموت، والتمدد نحو مناطق استراتيجية ظلت خارج نفوذه خلال السنوات الماضية.

تقارير

لماذا ما يزال العالم قلقا بشأن أمن البحر الأحمر؟

على الرغم من توقف الحرب في قطاع غزة، ورسالة مليشيا الحوثيين إلى حركة حماس بأنها ستتوقف عن تهديد الكيان الإسرائيلي والملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب، فإن المخاوف العالمية من عودة هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.