تقارير
ضحايا بلا حماية.. هل استخدم الحوثيون المهاجرين الأفارقة كدروع بشرية في صعدة؟
قتل نحو 70 شخصا من المهاجرين الأفارقة وأصيب 65 آخرون، جراء غارات أمريكية، في محافظة صعدة، كما تقول ميليشيا الحوثي، استهدفت مركزا للإيواء، يضم 115 مهاجرا غير نظامي، جميعهم من جنسيات أفريقية.
قناة المسيرة التابعة لميليشيا الحوثي، التي وثقت مشاهد الدمار، ذكرت أن هناك 30 مفقودا، يعتقد أنهم تحت الأنقاض، وفرق الإنقاذ تتعامل بحذر مع المكان لوجود صاروخ، قالوا إنه لم ينفجر بعد.
من جهتها لم تصدر القيادة المركزية الأمريكية، أي تعليق على الحادثة، فيما أعربت المنظمة الدولية للهجرة، عن حزنها العميق إزاء مقتل المهاجرين في صعدة، وقالت إنها لم تكن تعمل في هذا المرفق، الذي قال عنه الحوثيون بأنه مركز إيوا، مؤكدة التزامها بمراقبة الوضع.
300 محتجز
تقول المحامية والناشطة الحقوقية عرفات جبريل، للأسف بعدما حصل القصف على مركز احتجاز المهاجرين الأفارقة في صعدة، تواصلت مع اللاجئين المتواجدين في صعدة ولم أتمكن من التحدث معهم، بسبب انقطاع الاتصالات عندهم.
وأضافت: أنا ما زلت أحاول أني أوصل إليهم للتحدث معهم، وبحسب معلوماتي فإن حوالي 300 شخص محتجز في المكان، وأنا كنت أريد أعرف هل جميعهم توفوا؟ أو أن هناك من خرجوا من ذلك الاحتجاز؟
وتابعت: المعلومات التي عندي حتى الآن، أنه لم يتم إخراج أي أحد من السجن الاحتياطي، وجميعهم متواجدين هناك، وتم القصف وهم داخله.
وأردفت: لم اقتنع بالرواية الحوثية، بأنه قتل 68 شخص في مكان الاحتجاز، وأن المركز يحتوي على 115 شخص، لكن أنا حسب معلوماتي، أن في المحتجز أكثر من 300 شخص محتجزين داخل هذا المركز.
وأشارت إلى أن المحتجزين المتواجدين في ذلك المركز هم من الأفارقة الأثيوبيين الأورومو، يعني 99% من هذه قبيلة الاورومو، وتم احتجازهم من قبل الحوثي وهم كانوا متجهين إلى السعودية.
دروع بشرية
يقول وكيل وزارة حقوق الإنسان، نبيل عبد الحفيظ، إن موضوع اللاجئين الأفارقة في اليمن منذ تسعينيات القرن الماضي، وحتى الآن، هي عملية متدفقة ومستمرة، ولم تتوقف، ولم يحدث في تاريخ اليمن، أن تم احتجاز هؤلاء وكان أقصى ما يتم أن يكون هناك مخيمات لهم تحت إشراف الحكومة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة.
وأضاف: هذا هو النمط السائد للعمل على حماية هؤلاء وإبعادهم عن أي خطر، بحسب مصادقة اليمن للاتفاقية الدولية لقضايا اللاجئين.
وتابع: هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها ميليشيا الحوثي بأعمال تستهدف اللاجئين، فقد قاموا سابقا بضرب الهنجر التابع للجوازات في صنعاء، وبداخله أعداد كبيرة، من اللاجئين، وحدثت كارثة، أدت إلى احتراق المكان وهم فيه، وكانت كارثة كبيرة.
وأردف: ميليشيا الحوثي قامت أيضا بأخذ أعداد كبيرة من اللاجئين، وزجت بهم في أتون الحرب، كما وضعت أعداد من اللاجئين في مناطق حدودية واستخدمتهم كدروع بشرية، واليوم استخدامهم في هذا المكان في صعدة، هو جزء أيضا من ذات المخطط، لاستخدامهم كدروع بشرية.
وزاد: نحن هنا لا نبرئ أي استهداف للمدنيين، من قبل الولايات المتحدة أو من غيرها، بل نحن نجرم استهداف المدنيين والأعيان المدنية، هذا شيء مؤكد، وأنه من الضروري أن يكون هناك التزام بقواعد الاشتباك الدولية، وإبعاد المدنيين عن أي استهداف، لكن نقول هنا أيضا بأن هناك وضوح شديد في استخدام الحوثيين للمدنيين كدروع بشرية، سواء كانوا يمنيين أو غير يمنيين، وما حدث هو نموذج بهذا الأمر.
وقال: ميليشيا أعلنت عبر وزارة داخليتها، أن مركز الاحتجاز تشرف عليه منظمة الهجرة الدولية، ومنظمة الصليب الأحمر، لكن منظمة الهجرة الدولية نفت ذلك، وقالت، إنها لم تكن تعمل في هذا المرفق، وهذا النفي يؤكد أن ميليشيا الحوثي تحاول التخلص من جريمة واضحة تماما في استخدام هؤلاء المهاجرين كدروع بشرية.