تقارير

علاقات الحوثيين بالجماعات الإرهابية.. دلالات وأبعاد

02/11/2024, 07:28:38

كشف فريق التحقيقات التابع للجنة العقوبات المعنية باليمن في مجلس الأمن الدولي عن ارتباط الحوثيين بعلاقات تحالف وثيقة مع تنظيم القاعدة الإرهابي وحركة الشباب الصومالي.

وذكر التقرير أن التحالف الانتهازي بين الحوثيين وتنظيم القاعدة يتميّز بالتعاون في المجالين الأمني والاستخباراتي، وبتوفير الجماعتين ملاذات آمنة لأفراد بعضهما البعض، وتعزيز معاقلهما، وتنسيق الجهود لاستهداف القوات التابعة للحكومة الشرعية.

ووفق التقرير، فإن الجماعتين اتفقتا على تبادل الأسرى، ونسقتا عملياتهما بشكل مباشر منذ بداية العام الجاري، ونقَل الحوثيون أربع طائرات مسيّرة، إضافة إلى صواريخ حرارية وأجهزة متفجرة، لمقاتلي تنظيم القاعدة، ووفروا لهم التدريب.

- كشف الغطاء

يقول الخبير العسكري الدكتور علي الذهب: "إن الإعلان عن العلاقة بين مليشيا الحوثي حركة الشباب الصومالي، في الوقت الراهن، لا يعد سبقا، فهي موجودة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، لكن يبدو أن أحداث غزة خلقت حميمية مشتركة، أو منزعا دينيا أو قوميا وُظف إقليميا وداخليا باتجاه عمليات مشتركة على سبيل التدريب، أو التعاون الاستخباراتي، أو تهريب الأسلحة، أو التغذية المتبادلة بين الطرفين".

وأضاف: "كنا قد أشرنا في لقاءات سابقة إلى أن الحوثيين لا يمكنهم بمفردهم تنفيذ عمليات في البحر، قبالة السواحل الصومالية، وفي خليج عدن، أو غربي المحيط الهندي، ما لم يكن هنالك تعاون بينهم وبين جماعة الشباب الصومالي؛ لأن المسافة بعيدة جدا، ولا يمكن للحوثيين بطريقة أو بأخرى الوصول إلى هذه المناطق، وهم يدعون أنهم يهاجمون سفنا تجارية في أعالي البحار، قبالة السواحل الصومالية، على المحيط الهندي".

وتابع: "لذلك كان الحوثيون يهددون كثيرا، أو يزعمون أن لديهم القدرة على ضرب أي نشاط للسفن التجارية الموجودة غربي المحيط الهندي، قبالة السواحل الصومالية، وربما إلى مضيق موزمبيق".

وأردف: "في كل الأحوال، تقرير لجنة العقوبات أكد بشكل أكثر هذه العلاقة وطبيعتها، وكشف ربما الغطاء أكثر عن هذه العلاقة، وصرّح مباشرة بأنه يجب أن يكون هناك تركيز أو توسيع الجزاءات، وأن الجزاءات المفروضة على الحوثيين، أو ما يمكن فرضه من جزاءات عليهم، لا يمكن أن يقمعهم، أو يحد من التهديدات التي يثيرونها في البحر الأحمر وخليج عدن؛ ما لم تتسع هذه العقوبات لتطال جماعة الشباب، أو أي جماعات أخرى تدعم الحوثيين، بما يثيرونه من شواغل أمنية في هذين المجالين البحريين".

وزاد: "أحداث غزة خلطت الأوراق، وجمّدت بعض الخصومات فيما بين الجماعات المسلحة ما دون الدولة، وهناك تعاون بشكل أو بآخر سواء كان أمنيا أو استخباراتيا أو تدريبيا أو تبادلا للأسلحة، بحيث أن تؤجل الخلافات فيما بينهما؛ لأن العدو المشترك في هذه اللحظة هي إسرائيل كما يزعمون، وداعم إسرائيل هي الولايات المتحدة الأمريكية".

وقال: "الولايات المتحدة تقوم من وقت لآخر بمهاجمة الحوثيين، أو بالرد على هجماتهم في البحر، وفي نفس الوقت أيضا هي تهاجم وتقتل عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن، أو  في الصومال".

وأضاف: "يبدو أن هذه الجماعات أجلت مشاكلها أو تبايناتها العقائدية، وصبت جهودها في مهاجمة المصالح الأمريكية، وفي مواجهة الحكومات العربية، ومنها الحكومات التي توالي الولايات المتحدة وبريطانيا، فضلا عن التعاون الاستخباراتي، أو ربما تبني الهجمات المباشرة تجاه الشحن البحري، التي ترتبط بإسرائيل، أو بمصالح هذه الدول".

- قواسم مشتركة

يقول الصحفي والمحلل السياسي الصومالي، محمد عبد شيخ: "العلاقات والتنسيق الأمني أو الاستخباراتي بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالي بدأت منذ سنتين، وأصبحت ظاهرة بصورة أكبر في بداية هذه السنة، وبعد ظهور أحداث غزة".

وأوضح: "حركة الشباب تعتبر أن الولايات المتحدة والحكومة الفيدرالية الصومالية عدوة لها، وكذلك الحوثيون يعتبرون الولايات المتحدة والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا عدوة لهم، ولذلك نجد أن هناك قواسم مشتركة تجمع بين الحوثيين والشباب؛ رغم الاختلافات العقائدية".

وأضاف: "هناك دور إيراني بارز في هذه النقطة، فالداعم الرئيسي للحوثيين هو إيران، وقبل مدة ضربت الصومال فصيل إيران لدى الصومال، في خطوة انعكست على العلاقات بين الصومال وإيران، وهناك مشكلة بين حركة الشباب والحكومة الصومالية، لذا يمكن لهذاء العداء المشترك أن يشجِّع إيران على تقديم الدعم للحركات المعادية للحكومة الصومالية عبر الحوثيين، بهدف إضعاف الدولة الصومالية، وربما عرقلة مصالح الولايات المتحدة في المنطقة".

وتابع: "الحكومة الصومالية لا تمتلك قوات خفر سواحل بإمكانها تثبيت الأمن في الساحل الشمالي، وكما نعرف أن الساحل الشمالي هو أطول ساحل في إفريقيا عموما".

وأردف: "هناك مشكلة في السياسة الصومالية، حيث إن الحكومة الصومالية في الآونة الأخيرة باتت منشغلة بالتجاذبات السياسية الداخلية، وخاصة في علاقاتها مع الولايات الفيدرالية، وهذا أدى إلى تراجع التركيز على مواجهة حركه الشباب".

وزاد: "هذا الوضع قد يفسح المجال أمام الحركة لتلقي المزيد من الدعم العسكري من الحوثيين، وهذا قد يمكنها من تعزيز قدراتها في المنطقة، إذا لم تقم الحكومة الصومالية بدورها تجاه هذا الأمر".

تقارير

حدث تاريخي فارق في سوريا.. هل سيتمكن اليمنيون من الاستفادة؟

سقوط نظام بشار الأسد، وتحرير دمشق من قبضته، يمثلان حدثًا تاريخيًا فارقًا ليس فقط بالنسبة لسوريا بل للمنطقة العربية بأكملها، فهو يُنهي حقبة طويلة من الاستبداد والقمع، ويبشِّر بإمكانية تحقيق التغيير حتى في أعتى الأنظمة الشمولية

تقارير

فرصة لن تتكرر... ما الذي على اليمنيين فعله لقطع يد إيران كما قطعت في سوريا؟

مع سيطرة المعارضة السورية المسلحة على مدن وقرى سورية، والإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد، بعد أكثر من خمسة عقود من الدكتاتورية والاستبداد والظلم، بدأ الحديث يدور حول إمكانية تكرار هذا السيناريو في دول عربية أخرى سيطرت إيران على عواصمها

تقارير

شريان حياة للفقراء.. انتشار أسواق المواد الفاسدة والمنتهية في اليمن

يواجه اليمنيون صعوبات في الحصول على وجبات الطعام اليومية؛ بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانخفاض وشح فرص العمل، وذلك دفع الكثير من الأسر إلى تبنّي آليات تكيّف سلبية لتوفير نسبة بسيطة من الطعام، وإن كان قَارَب على الانتهاء أو فاسدا، فيما المهم أن يكون ذلك بسعر بسيط، من الأسواق اليمنية

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.