تقارير

في ظل تآكل حضور الشرعية مع تعدد مراكز القوى.. هل تتحول حضرموت إلى ساحة صراع مفتوحة؟

17/08/2025, 14:36:10
المصدر : تقرير خاص

صورة ضبابية تحيط بالمشهد الحضرمي حتى بالنسبة لأبنائه أنفسهم، لا ملامح واضحة لمستقبل المحافظة، ولا يقين في مساراتها السياسية أو الأمنية، بعد أن تحولت هذه المحافظة من موجة احتجاجات ومطالب شعبية، وتحسّن للخدمات، إلى ميدان مفتوح لصراع المشاريع التي تتزاحم على أنقاض الدولة.

قوات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتياً، حلف حضرموت المتكئ على نفوذ عماني، درع الوطن بغطاء سعودي، وقوات أخرى تتنازع الأرض والنفوذ، في شرعية غائبة عن ممارسة وظيفتها الأساسية.

هذا الفراغ فتح الباب واسعاً أمام القوى الإقليمية لتثبت أقدامها وتكرّس نفوذها وتحرك أوراقها المحلية، ومعها تتبدد سلطة الدولة ويتحوّل الأمن والخدمات إلى أدوات ضغط، في لعبة نفوذ أكبر من قدرة المجتمع على تحملها.

-أهداف سياسية وشخصية

يقول المحلل السياسي حسن مغلس: "حضرموت هي ثلثا مساحة اليمن، وتمثل ثقلًا في المساحة، والثقل الحضاري أيضًا، وثقل الموارد التي فيها، ولذلك هذه كلها محل أطماع الخارج".

وأضاف: "أما أبناء حضرموت فهم في حالة صراع، إثبات الوجود والنفوذ، بسبب تدخلات خارجية فرقت الوضع الداخلي الحضرمي، مع أننا مؤملون تمامًا في حضرموت".

وتابع: "حضرموت فيها وحدة مجتمعية غير عادية، وكانت أمل كل المحافظات بأن هذه المنطقة فعلًا هي مأوى لكل الناس الذين يغادرون مدنهم وقراهم بسبب المشاكل التي تقع في المحافظات الأخرى، كان الكل يذهب إلى حضرموت؛ لأن هناك إجماعًا على أن تظل مستقرة، ويفترض أن تظل".

وأردف: "هناك من لم يعجبه أن تكون حضرموت مستقرة، هؤلاء لهم أهداف سياسية مدعومون من الخارج، وآخرون لهم أطماع شخصية في الداخل".

وزاد: "هذا الوضع خطير بالنسبة لحضرموت، لكن عندنا أمل كبير بأن حضرموت فيها كثير من الحكماء، وحتى الآن الذين يتصارعون على النفوذ والذين ظهروا حديثًا، فهؤلاء يتصارعون على أشياء، كل واحد يقدم خطابًا بنفس الموضوع: حضرموت لنا، وهذاك يقول حضرموت لنا".

وقال: "الخطاب الأخير للعميد قال فيه: حضرموت لنا، وكمان الشيخ عمرو بن حبريش يقول: حضرموت لنا، والذي قبله كان يقول: حضرموت لنا. طيب ليس هناك خلاف، إذا حضرموت لكم جميعًا، لماذا لا تذهبون إلى التقاء واحد؟".

وأضاف: "هناك من يدفع بهؤلاء المجاميع من خارج البلاد ومن خارج حضرموت لكي تدخل في حالة صدام".

وتابع: "لو ناقشنا الموضوع من زوايا عدة سنجد أن هناك مشكلة في الإدارة المحلية، وأن هناك مشكلة في الإدارة السابقة المحلية التي كانت موجودة، وأن هناك مشكلة تتعلق بالمعسكرات الموجودة داخل المحافظة، وهناك مشكلة في الموارد النفطية الموجودة داخل حضرموت، من يتقاسمها؟ وأين تذهب عائداتها؟ هذه كلها مشاكل لا يعلم بها المواطن الصابر في حضرموت".

-أوامر قهرية

يقول الناطق الرسمي باسم حلف قبائل حضرموت، الكعش سعيد السعيدي: "الاجتماع الأمني لقيادة قوات حماية حضرموت يأتي بخصوص المستجدات الحاصلة في المحافظة، التي ظهرت على السطح مؤخرًا، وهو صدور أوامر قهرية من النائب العام بخصوص رموز حضرموت: الشيخ عمرو بن حبريش، والأخ اللواء مبارك أحمد العوبثاني قائد حماية حضرموت، والدكتور الوكيل سعيد عثمان العمودي".

وأضاف: "السلطة المحلية هي من رفعت الرسالة الرسمية إلى النائب العام، وبدوره وجه إلى الجزائية المتخصصة بحضرموت وإلى إدارة أمن حضرموت لاتخاذ الإجراءات، ومن خلال مصادرنا الحقيقية توصلنا إلى أن هذا الأمر تم".

وتابع: "اجتماع حلف قبائل حضرموت لمناقشة هذا الوضع الخطير، وهذه الأوامر قد تمت من سابق لرموز حضرموت، وهدفها هو إدخال حضرموت في حالة عدم استقرار".

وأردف: "حلف قبائل حضرموت منذ الوهلة الأولى تحمّل على عاتقه قضايا وهموم حضرموت ومطالبها المشروعة، في مصفوفة مطالب وُجّهت إلى السلطة المحلية في المحافظة قبل أن تُوجَّه إلى مجلس الرئاسة، وأُعطيت مهلة شهرين للاستجابة والحوار والتفاهم حول القواسم المشتركة لهذه المطالب، والاتفاق مع السلطة المحلية لتخفيفها وتنفيذها".

-إعادة دوامات العنف

يقول المحلل السياسي عبد الله الهندي: "يبدو أننا أمام إعادة لدوامات العنف التي مست المحافظات الجنوبية والشرقية منذ تحرير عدن من الاستعمار، في استخراج واستنتاج مجموعة من المليشيات والتشكيلات العسكرية ذات التوجه دون الدولة، أو ذات الصبغة الانفصالية، وهذا الأمر الآن يُعاد إنتاجه وتُعاد صياغته بصيغ أخرى في حضرموت".

وأضاف: "في الحقيقة ما يتجلى من آراء الشارع الحضرمي أن هناك توجسًا مما تم إعلانه من قوات جديدة داخل البلاد، قوات الدعم الأمني من خلال أبو صالح".

وتابع: "هناك توجس من هذه القوات، والمضحك المبكي في الأمر أن من يرمون حلف قبائل حضرموت بعصا التمرد تجاه الدولة، هم ذاتهم ينشئون قوات خارج إطار الدولة، ويقبلونها على ذواتهم ويمنعونها على غيرهم".

وأردف: "في الأساس أن الدولة وحدها هي التي لها القدرة والمشروعية والشرعية لإنشاء القوات المسلحة".

وزاد: "لا شك أن المتتبع للسياق الحضرمي يرى أن حلف قبائل حضرموت لم يكن نتاجا لحظة أو إسقاط من براشوت من طائرة، يأتي شخص ويقول: أنا فلان ابن فلان لدي تاريخ عسكري وتاريخ سياسي، وها أنا ذا فلموا إليّ. لا، حلف قبائل حضرموت كان نتاج سياق ومسار طويل من التفاعلات، ولم يأتِ في لحظة معينة، وإنما هو من 2013".

وقال: "كانت هناك عملية اغتيال لأحد القيادات القبلية في المجتمع الحضرمي، أتى على إثر ذلك وساطات، وهذه الوساطات أنتجت هذا الواقع الذي نعيشه اليوم".

وأضاف: "لا شك أن أي فواعل قبلية أو مجتمعية لن تكون ذات قدرة وفاعلية كما هي الفواعل الأساسية في المجتمع، كالفواعل الحزبية والفواعل المدنية التي لها تاريخ من إنتاج الفعل السياسي داخل المجتمع وإنتاج الفعل العمومي، لكن لا يمكن أن نبخس مكانة حلف قبائل حضرموت داخل المجتمع الحضرمي، كما أننا لا يمكن أن نبخس نضاله تجاه مطالب مشروعة يطالب بها منذ فترة وسط غياب مخزٍ للدولة".

وتابع: "يمكننا أن نفسر غياب الدولة بوجود من يريدون تفخيخ الوضع اليوم في حضرموت، وهم أصلًا قيادات في الدولة".

تقارير

ما أثر إجراءات البنك المركزي اليمني على ضبط السوق وديمومة استقرار الصرف؟

خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، صعّد البنك المركزي في عدن من إجراءاته لضبط السوق المصرفية، عبر إغلاق 62 شركة ومنشأة صرافة مخالفة، وإقرار التعامل بالعملة المحلية، للحد من المضاربة وانفلات أسعار الصرف.

تقارير

الجوع يلتهم اليمنيين والحوثيون يحوّلون المولد النبوي إلى موسم للجبايات

في الوقت الذي يواجه فيه ملايين اليمنيين أوضاعًا معيشية مأساوية بلا رواتب، ويعاني معظم السكان من الفقر وانعدام الأمن الغذائي، شرعت مليشيا الحوثي في تخصيص مبالغ مالية ضخمة للتحضير لاحتفالاتها السنوية بذكرى المولد النبوي، مثيرة موجة واسعة من الاستياء بين المواطنين.

تقارير

ما مستقبل حضرموت في ظل الصراع القائم بين حلف القبائل والمجلس الانتقالي؟

حضرموت المحافظة، التي تعيش على وقع صراع نفوذ تتداخل فيه عوامل وقوى محلية وأخرى خارجية وتشهد احتجاجات شعبية غاضبة بسبب تردي الخدمات، زاد عليها في اليومين الأخيرين توتر جديد ربما يدفع حضرموت نحو نقطة اللاعودة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.