تقارير

كيف استفاد الحوثيون من الصراع القائم بين مكوّنات المجلس الرئاسي؟

05/12/2023, 15:35:32

يضم مجلس القيادة الرئاسي ممثلين عن مكونات سياسية مختلفة في رؤاها ومصالحها، ويلعب التمويل دورا حاسما في قرارها ووجود بعضها.

وبالرغم من أن خطابها العلني يشير إلى أن مليشيا الحوثي عدو مشترك لجميع هذه المكونات، إلا أن الوقائع تشير إلى تغيّر كبير في أولوياتها، فالصراع على الأرض الواقعة تحت سيطرتها أكبر من الصراع على الأرض الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، بل إن هذا الصراع سمح للمليشيا بالتوسّع في مناطق لم تكن تحلم أو تخطط بالسيطرة عليها.

- بيدقان في لعبة الشطرنج

يقول المحلل العسكري اللواء محسن خصروف: :إن مجلس القيادة الرئاسي، منذ لحظة ولادته، وهو غير متجانس، ولم يكن ثمة أمل عند من يعلمون بواطن الأمور، ويقرؤون ما بين السطور، ويكشفون المستقبل، أن هذا المجلس يمكن أن يتجانس، أو يعتمد على قرارات في يوم من الأيام".

وأضاف: "المجلس أصلاً مكوناته متباينة بولاءات خارج الوطن، المؤشر لولاء الشرعية ولاء ضعيف، والولاء للخارج هو الأقوى والمتصل، وهو الذي يعبّر عنه الواقع، كل مكون من مكونات المجلس يتكئ على قوة عسكرية مقاتلة".

وتابع: "دولتا التحالف كل منهما تمسك بخيط من هذه الخيوط، مع أنهما بيدقان في رقعة الشطرنج في الإقليم للاعب أكبر، وكان إقصاء الرئيس عبده ربه منصور هادي، الذي يرى الكثير أنه ما زال رئيسا تخلى عن صلاحيته، ولم يتنحَّ عن السلطة".

وأردف: "المجلس الرئاسي ابتعد عن الحوثي، وانشغل في خدمة المصالح الإقليمية، ومصالح دولتي التحالف، على حساب مؤسسات الدولة الشرعية".
وزاد: "لولا صمود مأرب، وجيشها الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل، لكان قد قُضي الأمر منذ بداية المجلس".

ولفت إلى أن "الحوثيين استفادوا كثيرا من هذا الموقف، وبدأوا بتقوية قواتهم العسكرية ومليشياتهم والحصول على المزيد من الأسلحة والصواريخ والمدرعات، والتحليق بالطائرات في الأجواء اليمنية، التي كانت تحرّم عليه، بعد أن أمِنوا أي دور مضاد من التحالف، وأعطوا الأمان لدول التحالف بعدم قصف مناطقهم ومواقعهم الإستراتيجية بالصواريخ".

وبيّن: "الأيام الأخيرة، أثبتت بالتقارير الميدانية للجيش الوطني والمتابعين أن الحوثيين يخندقون حول مأرب، وأنهم يحشدون القوة العسكرية، وأنهم يريدون الهجوم على مأرب، لكن هناك موانع خارجية ومصالح إقليمية ودولية، ثم جاءت الفرقعة الأخيرة بالصواريخ إلى إيلات، وبعض المناطق، فجلبت الأساطيل والقوات البحرية بما فيها إسرائيل إلى خليج عدن، ومحيط باب المندب".

- صعوبات داخل المجلس

يقول الصحفي نشوان العثماني: "نحن نعرف أنه توجد قوة تحت لواء الشرعية اليمنية ليس في مأرب فقط، ويجب أن تُبذل الجهود في الميادين".

وأضاف: "من باب المكايدة السياسية يُعاد الحديث عن الرئيس السابق عبده ربه منصور هادي، الذي كان له ما له وعليه ما عليه، ويُفترض الآن ألا نتحدث عما يخص الشرعية اليمنية، والمجلس الرئاسي، برئاسة الدكتور رشاد العليمي".

وأضاف: "هناك صعوبات داخل المجلس الرئاسي، والمكونات التي تشكل هذا المجلس، وشد ذلك التصريحات لرؤساء هذه الكتل، وربما الإشهار الأبرز للمسارات الثلاثة، التي يشكلها المجلس الانتقالي الجنوبي، أو ربما في الساحل الغربي، أو قوة بعض التشكيلات الأخرى، التي تنطلق من مأرب".

وتابع: "الدكتور رشاد العليمي يبذل جهودا كبيرة خاصة في الملف الحساس والأهم في السياق الحكومي واليمني والقضية الجنوبية، كان قد تحدث مراراً وأعطى تطمينات، وهو مؤتمن كثيرا على مسألة المضي قُدماً في هذا الجانب، ولكن الآن في المرحلة القادمة لا بُد أن توحّد الجهود ضد المليشيات".

تقارير

انتهاكات واختطافات في صنعاء وعدن.. نماذج ممنهجة لغياب الدولة

تواصل قبائل أبين اعتصامها في مدينة زنجبار - مركز المحافظة؛ للمطالبة بالكشف عن مصير المخفي قسرا المقدم علي عشال الجعدني، منذ منتصف يونيو الماضي، عقب اختطافه في عدن من قِبل قيادات وجنود في المجلس الانتقالي.

تقارير

إلى متى سيظل المجتمع صامتا ومستلبا أمام انتهاكات مليشيا الحوثي؟

في المحاكم التابعة لمليشيا الحوثي قانون غير معلن ولا مكتوب، لكنه أكثر تأثيرا من كل القوانين والشرائع المكتوبة، هذا القانون هو أداة مليشيا الحوثي للسيطرة على المجتمع والتنكيل به، وأن الولاء للمليشيا هو مفتاح البراءة ومعيارها الوحيد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.