تقارير

كيف تحوّلت السعودية من قائدة تحالف إلى دولة تناشد العالم لاحتواء الحوثيين؟

17/09/2024, 11:22:38

مليشيا الحوثي تصعّد من تهديداتها يوما بعد آخر، خاصة فيما يتعلق بتطوير قدراتها العسكرية، دعما من إيران وحزب الله.

وفي المقابل، تبدو السعودية، التي تقود عملية عسكرية ضد هذه المليشيا منذ سنوات، عاجزة عن تنفيذ أهداف عمليتها في اليمن، وعلى عكس التصور المتداول، في الفترة الأخيرة، عن تقارب سعودي - حوثي عنوانه خارطة الطريق السعودية.

يبدو أن المشهد ليس بتلك المثالية، حيث نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرا على خلفية الضربة الصاروخية الحوثية الأخيرة على "إسرائيل" - حسب ادعاء الحوثيين، الذي حذّر من  استحواذ الحوثيين في اليمن على صواريخ تفوق سرعة الصوت، قادرة على اختراق

الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ويهدد بتصعيد التوترات في الشرق الاوسط.

التدخل السعودي في البلاد -وفق مراقبين- بدلا من أن يضعف الحوثيين عزز وضعهم السياسي والعسكري، وفي الوقت نفسه تعمّقت علاقة الحوثيين مع إيران بعد أن كانت محدودة، حيث أعرب رئيس المخابرات السعودية السابق، تركي الفيصل، -في تصريحات- عن خيبة أمل المملكة من الطريقة التي تساعد بها إيران الحوثيين.

- السعودية فشلت

يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعه صنعاء، الدكتور عبد الباقي شمسان: "نحن لدينا خيبة أمل من تعامل السعودية مع السلطة الشرعية، ومع الأهداف التي أعلنت عنها، وهذا التصريح لتركي الفيصل، نرده إلى السعودية، هم يقولون إن هناك خيبة أمل، ونحن نقول لدينا أيضا خيبة أمل من تعامل السعودية مع المسألة اليمنية، ومع إعلان تدخلها في عاصفة الحزم".

وأضاف: "أنا أرى أن السعودية لديها خبراء، ولديها قدرة على تحليل السياسات الإقليمية والدولية، لكنها فشلت في أكثر من ملف في المنطقة؛ لأن سياستها تقوم على التردد، وتقوم على التوافقات".

وتابع: "في المسألة اليمنية، من ساعد الحوثي هو هذه الإستراتيجية المترددة؛ لأنها تواجه إيران والإمارات باعتبارهما حليفين، إلا أنهما تعملان ضد المصالح السعودية، بمعنى أن هنالك تباينا في الإستراتيجية الإماراتية - السعودية".

وأردف: "هذه الإستراتيجية الإماراتية تلتقي أيضا من حيث الأهداف مع الأهداف الإيرانية بمعنى إنهاء السلطة الشرعية، بحيث يتمكن المجلس الانتقالي من السيطرة على المناطق الجنوبية، وبالتالي تتمكن الإمارات من السيطرة على الممرات والجُزر، فيما إيران يهمها إنهاء السلطة الشرعية، وإيجاد سلطة واقعية في المناطق الشمالية على حدود المملكة العربية السعودية".

وزاد: "تركت الحوثيين لسنوات، والآن أصبح الحوثيون لديهم مصانع لتركيب السلاح في الداخل، ويتم فقط تهريب بعض القطع، والبقية تُصنع محليا".

واستطرد: "هناك خبراء من إيران، ومن الحرس الثوري الإيراني في الداخل، وهناك منظومة إعلامية تعمل في الداخل اليمني، وفي بيروت، وفي إيران، وهناك غرفة حرب مشتركة تدير المعارك في المنطقة برمتها".

وقال: "الحوثيون تُركوا فقاموا بتغيير المناهج، وتغيير الذاكرة الوطنية، وقاموا بإيجاد نظام اقتصادي منفصل، وإدارة مالية منفصلة، وأيضا ساعدتهم السعودية من خلال الذهاب إلى المفاوضات بتحويلهم من جماعة انقلابية إلى طرف من أطراف النزاع".

- إدارة فن الممكن

يقول الباحث في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، الدكتور علي الذهب: "أنا لا أرى أهمية لما ذكره المتحدث السعودي تركي الفيصل؛ لأنه يتحدث من خارج كرسي المسؤولية، وبالتالي كلامه لا يعد أمرا يُبنى عليه في الحسابات الإستراتيجية، إنما قد يعبّر عن موقف خاص، ووجهة نظر خاصة، وقد يكون تمريرا لما يدور في الكواليس السياسية".

وأضاف: "هذه التصريحات قد تبدو أنها انعكاس لما يدور في دوائر صنع القرار السعودية بطريقة أو بأخرى".

وتابع: "وأحيانا لا يعوّل على مثل هذه التصريحات؛ لأنها ليست -كما قلنا- من واقع يقف فيه الرجل على سلطة تؤخذ عنه ما له وما عليه، لكن في كل الأحوال تعكس الاتجاه السعودي نحو الأزمة، وتوجيه اللوم للأطراف التي تحاول تعكير الصف والأجواء التي تدفع بالأزمة اليمنية نحو الحل مهما كانت نهاية هذا الحل مقبولة لليمنيين أو غير مقبولة لهم".

وأوضح: "في كل الأحوال، فإن السياسة هي إدارة فن الممكن، ولا تزال السعودية هي الممسك بزمام الحرب والسلام في اليمن، وهناك أطراف أخرى تؤثر في هذا الاتجاه".

وأردف: "هناك اتفاق بين المملكة العربية السعودية في

2022، وهذا الاتفاق قرّب بين المملكة العربية السعودية وإيران بواسطه روسيا، وهناك تبادل للسفراء، وإعادة العلاقات على سبيل الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية، وإن كانت لا تزال بعضها متعثرة".

وزاد: "أنا أقول إنه في حال خرج مصدر رسمي من المملكة العربية السعودية يقول أو يعبّر عن ما قاله تركي الفيصل، وهذا المسؤول لازال على كرسي السلطة، هنا يمكن أن نأخذ هذا التصريح على محمل الجد".

وبيّن: "هناك فرق بين التصنيع والتسليح، ما الذي تصنعه مليشيا الحوثي، وما الذي تتسلح به؟".

وأضاف: "في الحقيقة أن البربجندا الإعلامية، التي تثيرها مليشيا الحوثي وحلفاؤها في المنطقة خاصة ما تحدّث به الرئيس الإيراني الجديد في المقابلة المتلفزة، يوم أمس، بأن هناك تصنيع لدى الحوثيين، ولديهم القدرة على تصنيع أسلحة إستراتيجية، وصواريخ فرط صوتية، قد تندرج على البسطاء في الوطن العربي، أو في اليمن".

وتابع: "لكن المتخصصين، الذين كانوا على ارتباط مباشر ببنية ومنظومة الجيش اليمني المختلفة، أو بالدولة اليمنية برمتها، أو بثقافة الحوثيين، يدركون أن هذه المليشيا تعيش على الضوضاء الإعلامية، والجدل والتضليل الإعلامي بشأن التصنيع والتسليح".

تقارير

خدمة "ستارلينك" في اليمن.. ما أهميتها وانعكاساتها على مليشيا الحوثي؟

أعلنت المؤسسة العامة للاتصالات اليمنية إطلاق خدمة "ستارلينك" للإنترنت الفضائي بشكل رسمي. وقالت إن هذه الخدمة ستوفّر إنترنت عالي السرعة، وموثوقا به للمناطق النائية والمدن؛ مما سيساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تقارير

ما وراء اجتماع عيدروس الزبيدي وطارق صالح في أبو ظبي؟

استضافت دولة الإمارات اجتماعا ضم رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، طارق صالح، وهو ما أثار ردود فعل واسعة، وجاء بعد يوم واحد من توجيه السفير الأمريكي، ستيفن فيجن، دعوة للتشكيلات اليمنية الموالية للتحالف إلى وضع خلافاتهم جانبا والتوحّد لمواجهة ما وصفها بالتحدّيات.

تقارير

الدرجات مقابل الحضور.. كيف تجبر مليشيا الحوثي طلاب جامعة صنعاء على المشاركة في مناسباتها الطائفية؟

ربما تتوقّف "منى" عن الدراسة الجامعية في أي مرحلة؛ نتيجة ظروف الأسرة المادية، التي تتدهور في بعض الأحيان، لتصل إلى عدم القدرة على توفير تكاليف المواصلات، التي تبلغ 600 ريال يوميا، ولهذا تحاول دائما الموازنة بين الحضور والغياب، إلا أن تلك الظروف لم تعفِها من حضور فعاليات جامعة صنعاء ووقفاتها الأسبوعية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.