تقارير

كيف تستثمر مليشيا الحوثي الأوضاع في غزة للبحث عن مكاسب سياسية؟

16/11/2023, 13:17:19

في حين يأخذ الخطاب بين أمريكا ومليشيا الحوثي منحا تصعيديا يكتنفه التهديد، إلا أن التحركات على الأرض تشير إلى أن الطرفان يعملان في سياق الأهداف ذاتها.

فبعدما كانت الحرب التي تشنها السعودية والإمارات في اليمن فرصة استثمارية لواشنطن باتت التسوية مطلبا يسعى له الأمريكان ومليشيا الحوثي من أجل خلق واقع من الهدوء الإقليمي، الذي يسمح للاحتلال الإسرائيلي باستكمال حربه في رسم مخطط الشرق الأوسط دون مزايدة من أحد.

- إسرائيل لن تحارب اليمن

يقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات، عبدالغني الإرياني: "أمريكا حريصة على ألا تتوسع الحرب لتشمل إيران، وألا تتدخل في مواجهة مباشرة مع إيران، وحريصة على أن تكمل المتطرفين في إسرائيل الذين يسعون إلى توسيع الحرب".

وأضاف: "الأمريكان طلبوا من عُمان أن تبلغ مليشيا الحوثي بأن أي عمل لها باتجاه إسرائيل سيكون له عواقب، لكن الواضح أن مليشيا الحوثي رفضت هذا التهديد".

وتابع: "كل الصواريخ والمسيِّرات، التي أطلقتها مليشيا الحوثي، تجاه إسرائيل تم اعترضها، لكن هذا لا يعني أنها ذات قيمة، فإسرائيل اضطرت إلى أنها تحول مدمرتين وجزءا من القبة الحديدية إلى البحر الأحمر، وهذا تشتيت لقدرات إسرائيل، والتخفيف على المقاومة في غزة، إضافة إلى الفائدة المعنوية الكبيرة للمقاومة في غزة، عندما يرون أن اليمن والعراق وسوريا ولبنان إلى جانبهم، ولو بإمكانيات محدودة".

وأردف: "إسرائيل لن تحارب اليمن، وأقصى ما يمكن أن تفعله، لكن بعد الحرب، ستنفذ ضربات صاروخية، أو طيرانا حربيا".

وزاد: "هذه الضربات الحوثية ستخفف على المقاومة بعض الشيء، وتشتت قدرات إسرائيل العسكرية، وقد تمر منها قذيفة أو طائرة مسيّرة، وتسبب أضرارا مادية وبشرية".

- مفرقعات كاذبة

يقول المحلل السياسي، الدكتور عبدالوهاب العوج: "ليس صحيحا أن مليشيا الحوثي وحزب الله، وغيرهما من المليشيات التابعة لإيران في المنطقة، مناهضة لما يحدث في غزة، وما يجري فيها من توغل بري للعدو الصهيوني بدعم أمريكي مباشر".

وأضاف: "تصريحات مليشيا الحوثي، بأنها تستهدف ميناء إيلات الإسرائيلي، هي مجرد مفرقعات كاذبة، لأن أمام المليشيا قاعدة عسكرية إسرائيلية معروفة في إرتيريا، وهناك عدد من السفن الأمريكية في البحر الأحمر، وتستطيع إيذاء العدو الصهيوني، وأمريكا، بكل سهولة ويسر".

وتابع: "لأول مرة نسمع من الأمريكان بأنهم يحتفظون بحق الرد، وذكرني بالنظام السوري، منذ أيام ما كان حافظ الأسد، وحتى اليوم، وسوريا تقصف وتضرب من العدو الصهيوني، والأسد يكتفي بإطلاق الخطابات، وأنه محتفظ بحق الرد منذ 50 سنة".

وأردف: "القضية اليمنية هي قضية كان يُراد منها تمكين مليشيا الحوثي من اليمن، على غرار تمكين كل المليشيا الشيعية في الوطن العربي، وجعل منطقة الخليج العربي مستودعا رئيسيا للسلاح، منذ الحرب العراقية - الإيرانية عام 1980م".

وزاد: "نظام ولاية الفقيه جاء إلى إيران في 1979م، ليصبح ممكنا من الصهيونية العالمية والماسونية العالمية؛ لتقسيم وتهشيم الوطن العربي، وقد وجد الأمريكان والصهاينة أن أفضل طريقة للعرب هي إشغالهم بالحروب ما بين الشيعة والسنة، لكي يتمكنوا من بيع صفقات سلاح كبيرة جدا".

وقال: "السعودية حاولت أن تنأى بنفسها عن هذا المعترك كله، بعد أن شعرت أنها في خطر، وبعد أن وجدت الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، فذهبت إلى الاتفاق مع إيران، وكأنها تريد أن تقول طالما وأنتم تلعبون سنلعب كما تلعبون:.

تقارير

الحوثيون يوسعون الانقسام النقدي.. وخبراء يحذرون من "مسار اللاعودة"

في خطوة تصعيدية جديدة تهدد بتفكيك ما تبقى من النظام المالي الموحد في اليمن، أعلنت مليشيا الحوثي، عبر "البنك المركزي" في صنعاء، عن إصدار أوراق نقدية جديدة من فئة 200 ريال وطرحها للتداول اعتبارًا من الأربعاء، وذلك بعد أيام من سك عملة معدنية من فئة 50 ريالًا.

تقارير

مدرستان في وطن واحد.. الانقسام التعليمي يُعمّق جراح اليمن

في اليمن، لم تعد الحرب تكتفي بتقسيم الجغرافيا والسياسة؛ بل امتدت إلى تقسيم التقويم المدرسي، والمناهج الدراسية، وحتى نُظم الامتحانات، إذ أعلنت وزارتا التربية في صنعاء وعدن -الخاضعتان لسلطة الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليًا- عن بدء العام الدراسي الجديد 2025 – 2026 في تاريخين مختلفين، وفق تقويمين، ومناهج، ونُظم تربوية متباعدة، ما يُعمّق الانقسام الوطني ويهدد مصير جيل بأكمله.

تقارير

تواطؤ أممي وتحايل حوثي.. كيف تحولت "نوتيكا" إلى منصة لتهريب النفط وتمويل الحرب؟

كانت السفينة «صافر» العائمة قرب سواحل اليمن في البحر الأحمر تُعد قنبلة موقوتة، لكن بفضل الأمم المتحدة، تحولت إلى قنبلتين، وفوق ذلك أصبحت أداة جديدة لتعزيز اقتصاد ميليشيا الحوثي الحربي، ووسيلة لتربّح الموظفين الأمميين، ومحطة لعبور النفط الإيراني والروسي المهرّب.

تقارير

كيف استلهم الحوثيون مساوئ الطائفية في إيران وبعض الدول العربية؟

بعد استكمال سيطرتها على المساجد في المدن الرئيسية وإغلاق مراكز تحفيظ القرآن الكريم فيها، بدأت مليشيا الحوثيين حملة ممنهجة للسيطرة على المساجد وإغلاق مدارس تحفيظ القرآن في المدن الثانوية والأرياف النائية، ويتخلل ذلك حملات قمع وترويع واعتقالات، مثل قتل أحد أبرز معلمي القرآن في محافظة ريمة، الشيخ صالح حنتوس، والسيطرة على عدد من المساجد في بعض أرياف محافظة إب بعد طرد أئمتها أو اعتقالهم، وتنفيذ حملات اعتقال واسعة في المحافظة ذاتها، وامتداد هذه الحملة إلى محافظة البيضاء، وقد تتسع في الأيام المقبلة لتشمل مناطق أخرى تسيطر عليها المليشيا.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.