تقارير
كيف فاجأت معركة البيضاء مليشيا الحوثي وأربكت صفوفها؟
تحتل محافظة البيضاء موقعاً جغرافياً بالغ الأهمية، حيث تشترك حدودها مع ثماني محافظات، هي: شبوة، والضالع وأبين ولحج جنوباً، ومأرب وصنعاء وذمار وإب شمالاً.
الموقع الاستراتيجي للبيضاء جعلها تلعب دوراّ حاسماً في تطورات الصراع اليمني الحالي بين مليشيا الحوثي والحكومة اليمنية.
صمود محافظة البيضاء يأتي بدعم وإسناد كبير من المقاومة وقوات الجيش، إضافة إلى وحدات تابعة لألوية العمالقة.
تقدّمات متسارعة
وفي السياق، يقول محمد علي الحميقاني، أمين عام مقاومة 'آل حميقان - الزاهر': "إن جبهة البيضاء تحرّكت، واشتعلت خلال الأربعة الأيام الماضية ضد مليشيا الحوثي، بدءاً من جبهة الزاهر".
وأضاف الحميقاني، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "هذا التحرّك شاركت فيه قوات من العمالقة الجنوبية وأبناء يافع".
ويؤكد أن "مشاركة قوات العمالقة، وأبناء يافع مع مقاومة البيضاء، أسفرت عن تحرير كامل مديرية الزاهر، والتقدم نحو مديرية ذي ناعم".
وعن الأماكن التي تتركز فيها المعارك اليوم، يوضح الحميقاني أن "المعركة تمشي على محورين، المحور الأول باتجاه المحافظة، فيما المحور الثاني باتجاه مديرية ذي ناعم".
ويشير إلى أن "جبهة الحازمية في الصومعة تحرّكت وسيطرت على عدد من المواقع، وباتت تقترب من منطقة ذي شوكان المطلة على مفرق عوين".
وعن الأهمية العسكرية لمديرية 'الزاهر'، يوضح الحميقاني أن "الزاهر لها أهمية كبيرة، كونها ترتبط بحدود مع مدينة يافع من الجهة الشرقية، ومع أبين من الجهة الجنوبية".
ويفيد أن "مليشيا الحوثي في حالة انهيار في محافظة البيضاء"، داعيا أبناء المحافظة إلى الهبّة والوقوف في صف المقاومة لتحرير كافة مناطق المحافظة، والتقدم صوب ذمار وصنعاء.
انعكاسات معركة البيضاء
وعن الوضع الميداني وتقدّمات الجيش والمقاومة في البيضاء، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي، حسين العمري: "إن هذه الانتصارات في البيضاء كانت متوقّعة، نتيجة لصدق النوايا، والإرادة القوية التي يتمتع بها المقاتلون هناك".
ويشير العمري إلى أن "معارك البيضاء والتقدّم فيها تدل على مدى هشاشة الحوثيين إذا ما وجدوا أمامهم المقاتلين الصادقين، كما تؤكد أيضا على أن البيضاء ليست حاضنة شعبية لهم".
وعن تأثير انتصارات البيضاء على بقية الجبهات، يوضح الخبير العمري أن "معركة البيضاء من شأنها تخفيف الضغط على محافظة مأرب، وتشتيت قوات الحوثي".
ويرى العمري أيضا أن "معركة البيضاء لها أهمية كبيرة، كونها ستكون منطلقا لفتح جبهات مع مليشيا الحوثي باتجاه ذمار وإب والضالع ومأرب".
وعن دلالة الانهيار السريع لمليشيا الحوثي في البيضاء، يؤكد العمري أن "الحوثي ضعيف، وأوهن من بيت العنكبوت"، موضحا أن "الذي يجعل الحوثي قويا هو تشتت وتفرق الطرف الآخر، وعدم إدارته للمعركة والحرب بطريقة عسكرية موحّدة".
بدوره، يقول رئيس 'شعبة الصحافة العسكرية' في 'التوجيه المعنوي'، رشاد المخلافي: "إن مليشيا الحوثي مُنيت بخسائر كبيرة خلال هذه الملاحم، التي يسطرها رجال المقاومة والجيش في محافظة البيضاء".
ويرى المخلافي أن "الخسائر الكبيرة، التي لحقت بالحوثيين خلال معارك مأرب، كان لها دور في كسر شوكتهم وقوتهم في محافظة البيضاء".
ويوضح المخلافي أن "جبهة البيضاء هي جبهة استراتيجية هامة، كونها ترتبط بثماني محافظات جنوبية وشرقية وغربية، كما أن تحريرها سيغيّر من خارطة المعارك عسكرياً، ويقلب النتائج ضد مليشيا الحوثي".
ويتوقّع المخلافي أن تقود انتصارات البيضاء إلى تفجر جبهات أخرى ضد مليشيا الحوثي؛ "كون المليشيا تواجَه بحالة رفض شعبي في أماكن سيطرتها".
ويرى المخلافي أن "تحرير البيضاء سيجعل جبهات الحوثيين في جنوب مأرب محاصرة، ك: مراد، ورحبة، والعبدية، وغيرها من المناطق".