تقارير

كيف يمكن تلافي آثار انهيار البنية التحتية الصحية في اليمن؟

09/10/2024, 09:51:19

أعلنت السلطات الصحية في العاصمة المؤقتة (عدن)، تسجيل أكثر من 6 آلاف إصابة بحمى الضنك، في 11 محافظة منذ بداية العام الجاري، بالإضافة إلى إعلان السلطات الصحية في محافظة تعز تشخيص 910 حالات سرطان في المحافظة وحدها، خلال التسعة الأشهر الماضية.

لم يعد خافيا أن اليمن يشهد كارثة صحية متفاقمة، مع تفشي الأوبئة والأمراض في ظل استمرار الحرب والأزمة الإنسانية الخانقة، ما ينذر بعواقب وخيمة على صحة السكان ومستقبل البلاد.

هذه الأزمة الصحية تحمل عواقب وخيمة على اليمن، فهي تهدد بزيادة معدلات الوفيات، وخاصة بين الأطفال والفئات الأكثر ضعفا، كما أنها تؤثر على سُبل العيش، وتزيد من معاناة السكان، فالناس الذين كانوا يصارعون لقمة العيش، صاروا يصارعون لقمة العيش وتكاليف العلاج.

- عجز كبير

يقول الصحفي المختص بالإعلام الصحي، تيسير السامعي: "البنية التحتية للقطاع الصحي تدمرت، ليس في محافظة تعز فقط، ولكن في مختلف محافظات الجمهورية بشكل عام".

وأوضح: "بحسب آخر دراسة، فإن أكثر من 50% من المرافق الصحية في تعز، خارج الخدمة، حيث تدمرت بشكل كلي أو جزئي، ما يعني أن المرافق التي لا تزال تعمل حتى الآن 50% فقط من المرافق الصحية، فضلا عن كونها لا تعمل بشكل مثالي، إنما تعمل بحسب الإمكانيات المتاحة".

وأضاف: "هناك عجز في الكادر الصحي، وبحسب معايير الصحة العالمية، فإنه لا بُد أن يكون هناك 22 عاملا صحيا، لكل 10 آلاف نسمة، وهذا يعتبر أن العجز في تعز يزيد عن 50%".

وأشار إلى أن "هناك عجزا أيضا في عدد الأسرّة، بأكثر من 50%، وهذا يعني أن 5 أسِرة لكل 10 آلاف حالة، وهذا كله نتيجة الحرب، وانعكاساتها على الوضع الصحي، وأصبح انتشار الأوبئة بشكل كبير جدا".

وتابع: "هناك انخفاض في نسبة التغطية بالتحصين بنسبة 30%، وهذا يعتبر كارثة كبيرة جدا".

وزاد: "أيضا الأورام والسرطانات ارتفعت بنسبة 50%، خلال فترة الحرب، ما يعني أن الحرب فاقمت أدت إلى تدهور الوضع الصحي، وزيادة المعاناة".

ولفت إلى أن "الوضع الصحي عندنا في اليمن قبل الحرب لم يكن مثاليا، ولم يكن بالصورة المثالية، هو كان يقدم خدمات حسب ما هو متاح، حسب ما هو ممكن، لذا الحرب أدت إلى انهيار الوضع".

وأردف: "محافظة تعز هي تعتبر نموذجا لبقية المحافظات اليمنية، كونها أكبر المحافظات من حيث عدد السكان، وكوننا في تعز نحرص على نشر الإحصائيات، بحيث تكون المحافظة نموذجا لبقية المحافظات".

وزاد: "ما يصدر من تعز هو ينعكس على كل اليمن بشكل عام، فإذا نظرنا اليوم إلى هذه الإحصائية، التي تحضر من تعز، فهي تمثل الجمهورية بشكل عام".

- التحدي كبير

يقول مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة مأرب، الدكتور أحمد العبادي:  "عندما نتكلم عن محافظة مأرب هي ليست بمنأى عن محافظات الجمهورية اليمنية الأخرى، التي تعاني من الأمراض، ومن الأوبئة المنتشرة بشكل كبير وكثيف على مستوى اليمن ككل".

وأضاف: "محافظة مأرب الاختلاف فيها اختلاف كثير جدا؛ لأن عندنا  60% من النازحين، أي قرابة 3 ملايين و200 ألف نازح، إضافة إلى عدد سكان المحافظة 400 ألف".

وتابع: "محافظة مأرب، على أساس أن سكانها أكثر من 3 ملايين، لكن لم يتم التعاطي معها، بحسب الناس الموجودين في المحافظة".

وأردف: "المفترض بنا وبالجهات الرسمية، والحكومة بشكل عام، أن تتعامل مع مأرب على أساس أن سكانها يصل عددهم إلى 3 ملايين و600 ألف، من الجانب العلاجي والوقائي، والدعم بالأدوية والمستلزمات، وبالكوادر الطبية والبنية التحتية".

وزاد: "البنية التحتية في محافظه مأرب هي معدة لـ400 آلاف نسمة، من مستشفيات ووحدات ومراكز صحية، فهل هذه البنية التحتية التي لدينا تغطي احتياجات 3.6 ملايين نسمة؟".

وقال: "نحن قمنا بواجبنا وقدمنا ما نستطيع مع السلطة المحلية، ومع المنظمات الداعمة، ومع وزارة الصحة العامة والسكان، وبدعم كل الجهات في تغطية الاحتياجات للناس".

وأضاف: "لدينا فِرق طبية متنقلة، وكذلك مخيمات طبية ومراكز ووحدات طبية، وبعض الوحدات والمراكز الصحية المؤقتة".

وأكد أن "التحدي كبير في الجمهورية اليمنية، وبالذات مع انتشار الأوبئة التي نعاني منها الكثير، كالكوليرا الذي كان بالأمس، ولا زال لحد الآن يعتبر وباء داخل اليمن، ومتجذرا داخل الشعب اليمني، وبالذات في محافظة مأرب، وكذلك الدفتيريا".

تقارير

"قانون دعم فاتورة المرتبات".. تشريع حوثي جديد لنهب حقوق الموظفين

بعد مضي أكثر من 8 سنوات مذ توقفت عملية صرف مرتبات موظفي وحدات الخدمة العامة، ومنتسبي الجيش والأمن في صنعاء، والمناطق الخاضعة للجماعة، أقدمت مليشيا الحوثي على إصدار قانون دعم فاتورة مرتبات موظفي الدولة بشكل مخالف للدستور والتشريعات في البلاد.

تقارير

موقف السعودية من الحوثيين.. حسابات خاصة أم إملاءات أمريكية؟

في كل منعطف محلي أو إقليمي له تأثير على الأزمة اليمنية، تتجه أنظار اليمنيين إلى ما ستقرره السعودية بشأن بلادهم، وآخر تلك المنعطفات تفكك المحور الإيراني، وسبب ذلك أن السعودية صادرت القرار السياسي والعسكري للحكومة اليمنية الشرعية منذ تدخلها العسكري في البلاد، وتعد الطرف الإقليمي الأكثر تأثيرا في الأزمة اليمنية ومسار تحولاتها، سواء التهدئة وبناء مسار سياسي، أو استمرار حالة الجمود والصراع المفتوح.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.