تقارير

لاعبو الخفّة في اليمن.. أحلام تصطدم بتُهم "السحر والشعوذة"

29/01/2022, 09:21:42
المصدر : خاص

"أن تكون لاعب خفّة ليس أمراً سهلاً في اليمن، فنحن نواجه صعوبات كثيرة، ويتم اتهامنا بالقيام بالسحر"، بهذه الكلمات يلخص بحسرة عبد الرحمن المخلافي، لاعب الخفة، الذي يبلغ من العمر 17 عاما فقط.

اصطدمت أحلام "المخلافي" مبكراً بالخوف من ردة فعل المجتمع، ومثله كثير من الشباب المحبين لألعاب الخفّة، التي تجد اهتماما واسعا في دول عدة.
يواجه بعض لاعبو الخفة في اليمن المنع من ممارسة هُوايتهم، والتهديد بالقتل، متهمين إياهم بالسحر، ووصل الحد إلى إعلان إهدار دم محمد تيكا سابقا في عدن، لتقديمه عروضاً في الشارع، فاضطر إلى ملازمة منزله حتى تم حل الإشكالية تلك.
وألعاب الخفة قديمة، لكن تم اعتبارها فناّ منتظماً في القرن الثامن عشر للميلاد، وهي تعتمد على خفة اليد والخداع البصري والإيحاء، وتهدف إلى خلق جو من الترفيه وإسعاد الجماهير.
ويحاول كثير من لاعبي الخفة حول العالم عدم كشف أسرارها، ليحافظوا على دهشة المتفرِّجين، لكن آخرين يضطرون إلى توضيح بعض خدعهم، ليتقبّلهم مجتمعهم خاصة في اليمن.

- مخاوف

يمارس المخلافي هُوايته أمام بعض الأصدقاء والمعارف، لكن لا يستطيع تقديم العروض في الشوارع أمام الناس، بسبب تحريم بعض المتشددين ألعاب الخفّة، واعتبارها "سحراً".
ويستغرب المخلافي، في حديثه لـ"بلقيس"، من ذلك، قائلاً إنه لم يتعلّم هُوايته تلك بسهولة، فقد استغرق أربعة أعوام من التمرين لإتقان بعض المهارات فيها، خاصة أنه لم يتلقَ الدعم الكافي في بداياته من المحيطين به.

ويضيف: "بعض المتابعين لي يشجّعونني، ويؤمنوا بأنها مجرد ألعاب خفة، خاصة حين كشفت لهم بعض طرق تنفيذها، أما آخرون فلا يصدقون، ويصرون أن ذلك سحراً، ويشترطون لتصديقي أن أقوم بكشف كل الخدع أمامهم، وهذا من الصعب أن أقوم به أمام كل من سألتقيه".

يواجه الصعوبات ذاتها، أيضا، عبدالله جلمود، أحد لاعبي الخفة في اليمن، لكنّه لا يلوم الجمهور، كون ما يقومون به يصعب تصديقه من قِبل كثيرين، لذلك فهو يحاول إقناعهم، إما بكشف بعض الخدع لهم، أو إرسال بعض المقاطع المصوّرة التي توضح كيف يتم ما يقومون به.

من جانبه، يلفت المخلافي إلى أن أغلب لاعبي الخفّة حول العالم يقومون بممارستها وفقا لقواعد وعلم، ومن يلجأون إلى السحر فهم قلّة، وهم السبب في تشويه سمعة باقي اللاعبين.
وينزعج المخلافي كثيراً من اتهام البعض لهم بأنهم يمارسون السحر، مؤكداً أن ما يقوم به هو خفّة، يحتاج تنفيذها إلى أدوات خاصة، إضافة إلى اعتمادها على التوجيه الخاطئ لمن يتابعون العرض، مشيراً إلى أن عدم شهرتها في اليمن أحد أسباب التضييق عليهم، لعدم الفهم الكافي لعالمها الواسع.

وإضافة إلى تعلّق المخلافي بألعاب الخفّة، يؤكّد أن هدفه -وأغلب الذين يمارسون هذه الهواية- هو إسعاد الناس، وخلق جوٍ من الضحك، وليس لإخافتهم.

- إصرار على النجاح

كانت معرفة جلمود الأولى بألعاب الخفّة بالصدفة، وذلك عبر برنامج تلفزيوني كانت تتابعه أسرته، فشدّه الأمر، ودفعه الفضول إلى تعلّم أسرار ما يقومون به، وسرعان ما أدرك أن الأمر سهلاً، لكنه بحاجة إلى كثير من التمرين.

مع بدء اتقانه بعض المهارات، حصل جلمود -كما يذكر لـ"بلقيس"- على تشجيع من الأهل والأصدقاء، برغم أنهم كانوا يعارضونه في بداياته، ويحثونه على الدراسة فقط.



يقضي هو الآخر وقتاً طويلاً في تعلّم مهارات ألعاب الخفّة، واستعان ببعض الفيديوهات في الإنترنت، حتى أصبح قادرا على تقديم ما أتقنه في عروض واحتفالات ومهرجانات، وتمكّن من اجتياز اتهامه بممارسة السحر.

-إمكانيات متواضعة

يقول المخلافي: "أعاقني كثيراً عدم وجود الأدوات المطلوبة المستخدمة بألعاب الخفّة في اليمن، لكنّي بعد أن بدأت أنجح، حصلت على دعم مادي ومعنوي من إخوتي وأسرتي، وساعدوني بالحصول على الكوتشينة (ورق اللعب) وغيرها من دول مختلفة".

الأمر ذاته عانى منه جلمود، الذي كان يضطر إلى طلب بعض الأدوات عبر الإنترنت، لكن عملية توصيلها إلى المدينة، التي يعيش فيها، كانت صعبة، فاعتمد على نفسه وصنع ما يحتاجه، فضلاً عن شرائه بعضاً منها من أحد المحلات التي تم افتتاحها مؤخراً في اليمن.

- لا حدود لطموحهم

برغم التحدّيات والصعوبات، التي تواجه المخلافي وجلمود، إلا أن شغفهما بما يقومان به جعل طموحهما يكبر كثيراً، والإصرار على تحقيق أهدافهما يزيد.
ويحلم المخلافي بأن يصل إلى الاحتراف في ألعاب الخفّة، ويتمكّن من المشاركة ببرنامج المواهب العربي أو الأمريكي.

أما جلمود فبعد أن أصبح معروفاً في تعز، أصبح يطمح بأن تصل شهرته باقي المحافظات في اليمن، ثم يصبح له اسم على مستوى الشرق الأوسط، فالعالم ككل.

لا يعتمد أغلب لاعبي الخفّة في اليمن على ما يقومون به من عروض في بعض المحافظات، التي لا يتعرّضون فيها للتضييق، كمصدر دخل رئيسي لهم، إلا أن ذلك لا يقف أبداً أمام طموحاتهم.
ومن أشهر ألعاب الخفّة، التي نشاهدها كثيرا، إعادة العُملات الورقية سليمة بعد تقطيعها، أو الارتفاع بالهواء، وإخفاء بعض الأشياء، وإخراج قطع نقديّة من جيب فارغ وغيرها.

تقارير

لحم العيد يغيب عن فقراء اليمن .. كيف أصبح الكيلو يساوي نصف راتب؟

في أحد أحياء مدينة عدن القديمة، جلست أم يوسف، وهي أرملة خمسينية، أمام بسطة صغيرة تبيع عليها أعواد البخور وبعض الخردوات، وبيدها آلة حاسبة تحاول من خلالها “حساب المستحيل”: كم يتبقى من راتب ابنها الجندي بعد دفع إيجار المنزل وفاتورة الماء؟ وهل يمكن أن تشتري نصف كيلو لحم لأطفالها في عيد الأضحى؟

تقارير

"ليس بيدنا شيء".. كيف يمكن قراءة تصريحات طارق صالح بشأن الحوثيين؟

أثار تصريح أدلى به طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد ما يسمى بالمقاومة الوطنية، موجة واسعة من الجدل في الشارع اليمني، حيث ألمح في تصريحه إلى عجز سلطته عن مواجهة مليشيا الحوثي قائلا، إن أمريكا دخلت اليمن وخرجت بلا نتيجة، ونحن لا نستطيع أن نحارب الحوثي لأنه ليس بيدنا شيء.

تقارير

تسليح الجيش اليمني.. عقبات مزمنة وتحديات راهنة

مع امتلاك مليشيا الحوثيين لصواريخ باليستية وطائرات مسيرة يصل مداها إلى فلسطين المحتلة أو أي دولة خليجية، يتضح مدى اختلال موازين القوة الجوية بين مليشيا الحوثيين من جهة، والحكومة الشرعية والمكونات المناهضة للحوثيين من جهة أخرى، وهذا الخلل ما كان له أن يزداد عمقا لولا طريقة إدارة التحالف السعودي الإماراتي للأزمة اليمنية منذ اندلاع عملية "عاصفة الحزم" وحتى اليوم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.