تقارير
لا مأوى ولا إغاثة.. نازحو الحديدة في العراء بعد أن جرفت السيول مساكنهم
تعرّضت مساكن ومخيمات النازحين في الحديدة، خلال الأيام الماضية، لدمار هائل؛ جراء السيول والفيضانات، التي ضربت المحافظة، وتسببت في مأساة إنسانية وسط عجز في عمليات إنقاذ المتضررين عن مواجهة الكارثة الإنسانية.
وخلال الأيام الماضية، ضربت السيول عدة محافظات؛ خصوصا الحديدة وتعز وحجة "غرب"، ما أدى إلى وفاة وفقد ٥٧ شخصا على الأقل، فضلا عن نزوح الآلاف، وتضرر أكثر من 93 ألفا، وفق إحصائية أصدرتها مؤخرا جمعية الهلال الأحمر اليمني.
وقالت تقرير حكومي، في وقت سابق، إن أكثر من ٥ آلاف أسرة نازحة تضررت؛ جراء السيول التي ضربت محافظتي الحديدة وحجة (غربي البلاد)، خلال الأيام الماضية.
وأضاف التقرير أن "السيول غمرت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وأدت إلى تلف المحاصيل فيها، وجرفت عددا من الألغام، وأوصلتها إلى مناطق زراعية مأهولة بالسكان.
وأوضح أن "كثيرا من المناطق التي غمرتها السيول أصبحت ملوثة بالألغام، وتحتاج إلى إجراء مسح شامل لنزعها وتطهيرها بشكل كامل".
- أوضاع صعبة
ويعاني اليمن ضعفا شديدا في البنية التحتية، ما جعل تأثيرات السيول تزيد مأساة السكان الذين يشتكون من هشاشة الخدمات الأساسية؛ جراء تداعيات الحرب المستمرة، منذ نحو 10 سنوات.
ويعيش العديد من النازحين داخليًّا في الأحراش، أو المناطق الجبلية، أو الصحراوية في الحديدة، وهي أماكن تفتقر إلى الخدمات، ولا توفِّر سوى القليل من المأوى، أو الطعام، أو الماء. وهناك نازحون يعيشون في خيم وظروف قاسية، منذ زمن، ولا تصل لهم أعمال الإغاثة الإنسانية.
وأكد القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، مات هوبر، أن حجم الكارثة هائل، والاحتياجات ضخمة.
وأضاف: "فرقنا موجودة على الأرض، وتعمل بلا كلل لتقديم المساعدة المنقذة للحياة للمحتاجين، ولكن الموارد المتاحة لدينا محدودة".
وأشار إلى أن القدرة على تلبية احتياجات المتضررين ستظل محدودة للغاية في حال عدم الحصول على دعم كبير ومستدام من المانحين والشركاء الدوليين.
وتحدثت مصادر محلية، لموقع "بلقيس"، أن الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة، التي اجتاحت مناطق الحديدة تسببت بغرق عشرات الخيام، وتطاير أخرى تؤوي مئات النازحين، الذين باتوا ليلتهم في العراء، وتحت الأمطار الغزيرة، ومن بين هؤلاء النازحين أطفال ونساء ومسنون ومرضى في ظروف إنسانية صعبة.
وطالب النازحون الجهات الأممية والدولية بضرورة توفير مراكز إيواء، مؤكدين أن المحافظة حلت فيها كارثة طبيعية لم يحدث لها مثيل من قبل، فقد تهدمت منازل، وتشردت أسر بكاملها؛ جراء سيول الأمطار.
- مخاوف
وحذُرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر تفشي الأمراض المنقولة بالمياه في محافظة الحديدة؛ نتيجة الأمطار الغزيرة، والفيضانات الجارفة، التي ضربتها أخيراً.
وقالت، في بيان أصدرته: "تخلق المياه الراكدة، التي خلفتها الفيضانات، التي ضربت محافظة الحديدة، أرضاً خصبة لتكاثر البعوض، ما يثير المخاوف بشأن تفشي الأمراض المنقولة بالنواقل؛ مثل الملاريا وحمى الضنك".
أضاف البيان أن المياه الملوثة وظروف الصرف الصحي السيئة في المحافظة تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، و"تشكِّل هذه المخاطر الصحية تهديداً كبيراً لسكان معرَّضين للخطر بالفعل".
وأشارت المنظمة إلى أن مياه الفيضانات غمرت مستشفى باجل والمراكز الصحية في مديريات المراوعة والزيدية والزهراء، كما تعرّض مركز السُّل لأضرار جسيمة، ودُمِّرت جميع المعدات والأدوية.