تقارير

ما الذي حققته العقوبات الاقتصادية الأمريكية على مليشيا الحوثي؟

06/07/2025, 17:18:08
المصدر : تقرير خاص

أصدرت هيئة عمليات التجارة البحرية، في المملكة المتحدة، تحذيرًا للسفن في البحر الأحمر وخليج عدن، أكدت فيه أن المخاطر لا تزال مرتفعة عند زيارة الموانئ الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن، وذلك رغم انخفاض مستويات التهديدات المُعلنة.

ونبّهت الهيئة إلى أن أي ضربات جديدة قد تستهدف هذه الموانئ، قد تتسبب في أضرار جانبية جسيمة للسفن التجارية المتواجدة في محيطها، مشددة على أن تتخذ السفن أقصى درجات الحذر عند الاقتراب من الموانئ التي سبق وأن تعرضت لهجمات، وهي: ميناء الصليف، وميناء رأس عيسى، وميناء الحديدة.

يأتي هذا التحذير بالتزامن مع استمرار الموانئ الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي في استقبال السفن المحملة بالمشتقات النفطية والغاز وغيرها من المستلزمات.

قيود معيّنة

يقول المحلل الاقتصادي رشيد الآنسي: "العقوبات الأمريكية لم تمنع وصول السفن إلى الموانئ الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي بشكل كامل، هي حدّدت أن هناك قيودًا معينة على وصول السفن إلى مناطق الحوثيين، وضرورة أخذ موافقة مسبقة عندما تذهب إلى هذه المناطق".

وأضاف: "أي سفينة ستخالف القيود، لن يتم منعها من الذهاب، وإنما سيتم فرض عقوبات عليها لاحقًا كما حدث الأسبوع الماضي، حيث تم فرض عقوبات على سفن وصلت إلى موانئ الحوثيين".

وتابع: "قرار العقوبات لا يقوم بالمنع الفوري المباشر، ولكن يظل يراقب حركة السير في الموانئ، وينظر إلى السفن التي تقوم بمخالفة القرار، ثم يتم فرض عقوبات عليها".

وأشار إلى أن "الحرس الثوري الإيراني، وأيضًا مليشيا الحوثي، في الفترات السابقة، قامت بإنشاء أسطول سفن خاص بها، وخصوصًا مختص بنقل المشتقات النفطية، وهذه السفن إلى درجة كبيرة لم تثنها العقوبات، لأنها غير مشهورة، ويمكن أن تتحرك بحرية، ما لم يتم تهديدها بشكل مباشر".

وأضاف: "هذه السفن الحوثية غير مسجلة كسفن دولية، أو أنها يمكن أن تستخدمها شركات أخرى، فهي حصرًا تقوم بنقل المشتقات النفطية من موانئ العراق أو موانئ إيرانية، أو من سفن راسية وسط البحر، إلى مناطق سيطرة الحوثيين".

وتابع: "العقوبات شدّدت في عملية وصول السفن إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، ورفعت عليها الكلفة، ولم تعد المليشيا بتلك الأريحية في عملية استيراد المشتقات النفطية".

وأردف: "الحكومة الشرعية هي الحلقة الأضعف فيما يحدث الآن، حيث لم نجد أي ردة فعل من قبلها على هذه العقوبات، أو أن تُظهر نفسها كبديل للموانئ، وتُقدم للمجتمع الدولي أنها بإمكانها أن تمد مناطق سيطرة الحوثيين بكل ما يلزم من مواد غذائية ومشتقات نفطية عبر موانئ الحكومة الشرعية".

ليس هناك جدية

يقول رئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام، حسين الصوفي: "ما نلمسه خلال الأيام الماضية، وحتى منذ بداية انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة، ليس هناك جدية حقيقية من قبل الأمريكان أو المجتمع الدولي في فرض عقوبات حقيقية على مليشيا الحوثي".

وأضاف: "نتذكر جميعًا، أن العقوبات الحقيقية، هي الإجراءات التي فرضتها الدولة اليمنية، بقيادة محافظ البنك المركزي، وتمثلت في نقل البنوك، وإعادة توحيد العملة، ودمج الاقتصاد، والأوعية المالية للبلد، لكن لم يكن هناك أي ترحيب من قبل أمريكا، ولا من أي دولة أخرى".

وتابع: "نتذكر القصف الأخير لميناء الحديدة، كان هناك إعلان للسفارة الروسية، تتحدث عن نجاة 4 بحّارين روس، وتم إنقاذهم عن طريق نقلهم عبر مطار صنعاء، لذا أعتقد أن هناك تعقيدات ومصالح دولية مرتبطة بالموانئ لا تزال تعمل".

وأردف: "هناك ربما استغلال للحرب في اليمن، كل طرف يُصفي حساباته على حساب الوضع الداخلي، ويفتح ذلك علاقة إيران ببعض الدول التي تريد أن تدخل تلك الأطراف الدولية من أجل تسجيل نقاط، أو فتح مجال ومساحة في البحر الأحمر، وتقديم اليمن كورقة ضغط".

تقارير

تعز تصارع العطش.. غياب المياه يشعل غضب السكان

من أزقة تعز وأحيائها المكتظة، تتصاعد حكايات الألم، لتختصر مأساة مدينة تعيش منذ أكثر من عقد حصارًا خانقًا فرضته مليشيا الحوثي، واليوم تعود أزمة المياه لتكشف وجهًا آخر من أوجه المعاناة، فتضع الناس بين مطرقة العطش وسندان الغلاء، في ظل صمت مريب من السلطات المحلية وغياب أي تدخل فعّال من المؤسسات المعنية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.