تقارير

ما تبعات استهداف مليشيا الحوثي المنشآت النفطية والاقتصادية؟

23/11/2022, 08:57:04
المصدر : خاص

هجوم جديد بطيران مسيّر استهدف ميناء الضبّة في محافظة حضرموت، يتسبب بتوقّف تصدير شحنة نفطية تبلغ نحو مليوني برميل من النفط الخام، وهو الاستهداف الثاني بعد نحو شهر من هجوم مماثل استهدف الميناء ذاته، الأمر الذي يشير إلى أن مليشيا الحوثي ماضية في إنفاذ تهديدها باستهداف منشآت النفط، ومصادر الطاقة في البلاد.

يقابل هذا التصعيد الحوثي إدانات يتيمة، من قِبل الحكومة الشرعية، التي تقول إن استمرار مليشيا الحوثي باستهداف المنشآت النفطية والاقتصادية.تصعيد خطير يفاقم الوضع الإنساني في البلاد، وتهديد لإمدادات الطاقة وسلامة الملاحة والتجارة الدولية.

- سياقات وسيناريوهات محتملة

يقول رئيس مركز الجنوب اليمني للدراسات، عمر بن غالب اليافعي: "إن مليشيا الحوثي استهدفت ميناء النشيمة النفطي في محافظة شبوة، قبل نحو شهر، إلى جانب استهداف ميناء الضبة، ويوم أمس، عاودت المليشيا قصف ميناء الضبة، وهذا الأمر يتم قراءته في عدّة سياقات، إما أن المليشيا تستخدم هجماتها كورقة ضغط، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب في مفاوضات تمديد الهدنة، أكثر من أنها هجمات حقيقية، أو أن إيران كلما اشتد عليها الضغط الداخلي، تحرُّك مليشياتها في الخارج لسحب الأنظار عن الأحداث الإيرانية".

وأضاف: "قد تكون مليشيا الحوثي أيضا تريد -من خلال هجماتها- تثبت للخارج أكثر من الداخل بأنها قادرة على الاستمرار في خوض الحرب".

وأوضح أن "مليشيا الحوثي تلعب في إطار محدود، وإيران هي من تلعب بها، كون هناك قواعد في اللعبة لا تتجاوزها إيران، كون المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني ما تزال مستمرة، كذلك هناك تفاوض مع السعودية".

وأشار إلى أن "هذه الهجمات الحوثية تقابلها ثلاثة سيناريوهات، فالسيناريو الأول أن يقابلها تصعيد مماثل من قِبل المجلس الرئاسي، وهذا مستبعد، لأن المجلس الرئاسي لا يمتلك القرار وقراره بيد التحالف السعودي - الإماراتي، والتحالف لا يريد الحرب أو التصعيد".

وتابع: "السيناريو الثاني، التبادل بأوراق الضغط، يعني أن يقوم المجلس الرئاسي بمبادلة الحوثيين أوراق الضغط، والتي لا يملك المجلس الكثير منها بسبب خذلان التحالف وعدم منحه أسلحة نوعية، فيما السيناريو الثالث، توسّع نطاق الصراع إلى خارج اليمن، ونشاهد هجمات حوثية جديدة على السعودية والإمارات، وإيران ستصعّد طالما عليها ضغط داخلي، وربما تتدخل القوات الأمريكية".

وتساءل: "لماذا التحالف السعودي - الإماراتي يخذل اليمن، ولماذا يتم تزويد قاعدة الظفرة بقواعد باتريوت اعتراضية بينما المنشآت النفطية في اليمن مكشوفة؟".

وقال: "الحكومة الشرعية تأخّرت كثيرا في تصنيف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية، ومع ذلك فإن كافة البيانات والتصريحات والقرارات التي تتخذها الحكومة لا يعقبها أي فعل، على الأقل لتأكيد مصداقيتها لدى الشعب، لكن مليشيا الحوثي إذا أطلقت تهديد تقوم بتنفيذه وإن لم يكن 100%".

وأضاف: "الحكومة الشرعية هددت بالتصعيد، بينما في الواقع لم تفعل شيئا حتى إنها لم ترد على الهجمات الحوثية، ومن صعد وهاجم في يافع وتعز والضالع، والبيضاء هي مليشيا الحوثي، وهي من تتحكم بالمشهد العسكري تماما، أما بالنسبة فليس لها أي فعل أو ردة فعل في المشهد العسكري، وذلك لأن قرارها العسكري مسلوبا بيد التحالف".

- غياب الإستراتيجية العربية

من جهته، يقول المحلل السياسي، رشاد المخلافي: "نحن وصلنا إلى مرحلة متقدّمة من تفتيت اليمن، وهو نتاج لثماني سنوات متواصلة من العبث، والدور التخريبي للحلفاء، فلا يمكن أن توصّف الأحداث والوقائع السياسية والعسكرية والاقتصادية التي مورست على الأرض خلال هذه السنوات، إلا أنها لعبة لتفكيك اليمن".

وأضاف: "مليشيا الحوثي رأس حربة في هذه اللعبة، فهي بعد 8 سنوات من الحرب تتسلّح بالصواريخ الباليستية وأسلحة حديثة وطيران مسيّر حديث، ومع هذا لا يعني بأن مليشيا الحوثي تمتلك تلك القوة التي تمكّنها لالتهام اليمن، لكن أداء الأشقاء في التحالف السعودي - الإماراتي هو من أوصلنا إلى هذه المرحلة".

وتابع: "اليوم إيران كرَّست نفوذها، وأصبحت متواجدة فعليا عسكريا على الأرض، فالحرس الثوري اليوم يتواجد في صنعاء وصعدة والحديدة والبيضاء، وأصبحت مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة قواعد بحرية متقدّمة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، ويهددون من خلالها الممر الدولي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".

وأشار إلى أن "من يدير اليوم العملية العسكرية في صنعاء، ومن يقود الطائرات المسيّرة عن بُعد، والصواريخ الباليستية  هم خبراء إيرانيون".

وقال: "للأسف الشديد، جرى تغييب الدولة، وتفكيك مؤسسات الدولة في مناطق الحكومة الشرعية، وتشكيل كيانات تعمل على إعاقة المعركة الوطنية والمصيرية المقدَّسة، لاستعادة الدولة والجمهورية، وإنهاء الانقلاب، ومنحت مليشيا الحوثي الميناء والمطار والجوازات، وأصبحت المحافظات التي تحت سيطرة المليشيا فيها الجمارك والنقاط الحدودية".

وأضاف: "رغم الوضع المأزوم الذي تعيشه إيران، اليوم، نتيجة الثورة الشعبية، وخسائرها في الداخل، إلا أنها تحقق إنجازات في خارج جغرافيتها، فهي اليوم تلعب وتتحكم بالجغرافيا اليمنية، والجغرافية السورية والعراقية واللبنانية، وذلك نتيجة غياب النظام العربي القادر، وغياب الإستراتيجية العربية والأمن القومي العربي".

وتابع: "حتى في القمة العربية -للأسف الشديد- لم يخرجوا ببيان واحد يدين دولة دمّرت 4 دول عربية (العراق، سوريا، اليمن، ولبنان)".

وأشار إلى أن "الجيش الوطني موجود على الأرض، وهو ما تبقّى من الدولة، رغم الخذلان والخيانات التي تعرَّض لها من أكثر من طرف، فلا يمكن لأي جيش في العالم يخوض معارك طوال 8 سنوات، وأنتم تعرفون، خلال السنوات الثلاث الماضية، كيف سخّرت إيران كل إمكانياتها وأدواتها في مأرب، لكن هذا الجيش بوطنيّته وإيمانه بقضيّته صمد أمام جحافل المليشيا، والدعم الإيراني، والتكتيكات والخطط الإيرانية".

وقال: "مليشيا الحوثي -على مدار السنوات الماضية- إمداداتها بالأسلحة لم تتوقّف، وإذا كانت هناك شحنة أو شحنتان، من الأسلحة المهرّبة للمليشيا، تمكنت البحرية الأمريكية من ضبطها، هي مجرد لذر الرماد على العيون، بينما 90% من شحنات الأسلحة تصل إلى المليشيا، بتواطؤ أممي وبريطاني وأمريكي".

وأضاف: "نحن نتحدّث عن مئات الصواريخ الباليستية، حيث ضربت المدن السعودية ومنشآتها الحيوية، بأكثر من 500 صاروخ باليستي، و850 طائرة مسيّرة، والأسلحة ما زالت تتدفق إلى المليشيا والحرس الثوري الإيراني في الجغرافية اليمنية".

- ورقة ضغط

من جهته، يقول المحلل السياسي، علي العبسي: "إن الهجمات الحوثية على الموانئ النفطية وسيلة ضغط تستخدمها المليشيا على الأطراف الإقليمية والدولية، التي تجري مفاوضات معها، بخصوص تجديد الهدنة وتسوية سياسية، وما تتضمّن من صرف للرواتب، وفتح مطار صنعاء بالكامل، وتقاسم إيرادات النفط مع الحكومة الشرعية".

وأضاف: "كلما وجدت المليشيا هناك عرقلة في عدم قبول تقاسم الحكومة لإيرادات النفط معها تحاول الضغط عبر قصف الموانئ النفطية".

وتابع: "في الاستهداف الحوثي الأول لميناء الضبة، عبّرت الحكومة عن غضبها بتصنيف المليشيا جماعة إرهابية، لكنها لم تقم بأي إجراء عملي على أرض الواقع، والآن مع الاستهداف الجديد لم تجد أي شيء لتعبّر من خلاله عن غضبها، فما الذي ستقوله الآن؟ فهي قد قالت ما تستطيع قوله في الضربة السابقة".

وأردف: "الحكومة ليست واثقة بنفسها من اتخاذ قرار الرد عسكريا لمعاقبة مليشيا الحوثي، وإذا ما اتخذت القرار فهي لا تضمن دعم التحالف السعودي - الإماراتي لقرارها، كونه ليس لديه رغبة بإعادة الحرب في اليمن بالوقت الحالي".

المساء اليمني
تقارير

للهروب من أصحاب الديون.. طرقات متعرجة للوصول إلى المنزل

ما بين السخرية من مشاهد الهروب اليومية، وسرد تفاصيل الألم، يجلس مجموعة من الأصدقاء ليحكوا معاناتهم مع مرارة الديون التي تتراكم كل يوم مع انقطاع مصادر الدخل، وغلاء المعيشة، وتبعات الحرب وحالة عدم الاستقرار.

تقارير

الحديث عن السلام يتراجع في اليمن مع تهديدات الملاحة الدولية

وزارة الخارجية الأمريكية تقول في بيان، إن ليندركينغ سيسافر هذا الأسبوع إلى الخليج لبحث التنسيق الإقليمي بشأن حماية الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن في ظل الهجمات الإيرانية والحوثية على خطوط الملاحة الدولية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.