تقارير

ما فرص نجاح إطلاق عملية عسكرية ضد ميليشيا الحوثي؟

17/04/2025, 07:03:21

يرى البعض أن الحكومة الشرعية إذا لم تتحرك الآن، فإنها ستفقد آخر فرصة في البقاء، وستوفر لميليشيا الحوثيين فرصة الاستمرار في انقلابها وسيطرتها على الدولة.

في المقابل، تبدو الحكومة الشرعية غير واثقة من التوجه الأمريكي، الذي لا يريد القضاء على ميليشيا الحوثي إذا ما أعلنت الميليشيا إيقاف هجماتها ضد الملاحة الدولية. كما أن الحكومة تبدو محاصرة بالمزاج الإقليمي، وخصوصًا السعودي، الذي لا يفضل العودة إلى المعركة.

قرار سياسي

يقول الخبير العسكري، د. علي الذهب: في الواقع، إن تصور أن تقوم الحكومة بشن حملة تحرير شاملة ضد الحوثيين، فإن مثل هذا القرار لا بد أن تخدمه تدابير شاملة وقوية لا تؤجل.

وأضاف: هذه التدابير أولًا سياسية، وتتمثل في إجماع القوى الإقليمية الداعمة للحكومة على استئناف المواجهة، سواء كانت هذه المواجهة جزئية في قطاعات معينة، في الساحل مثلًا أو في أجزاء من شمال الشمال، أو أن تكون هجومًا متوغلًا من عدة محاور، بهدف الوصول إلى صنعاء.

وتابع: القرار السياسي هو في المقام الأول، ويأتي القرار الاقتصادي تاليًا، وإن كان مهمًا جدًا، لأنه كما يقال: “الجيوش تزحف على بطونها”. ولكن في اللحظة الراهنة، أتصور أن إجراءات العقوبات الأمريكية ستدعم هذا الاتجاه، ويظل القرار السياسي هو الأهم.

وأردف: ربما أختلف مع ما ذهب إليه البعض بخصوص عدم توازن القوى بين الشرعية والحوثيين، بل على العكس، هناك إجهاض كبير لقدرات الحوثيين جراء الضربات التي تعرضوا لها، وهناك استنزاف للقوى والوسائل، وتهديم واضح للبنى الدفاعية الهندسية في مناطق التماس، خصوصًا في الساحل وصعدة.

وأكد أنه في حال توفر القرار السياسي الموحد إقليميًا والمدعوم أمريكيًا، والتزمت هذه الأطراف بدعم المعركة ولو بشكل غير مباشر، فإن الجيش أو الحكومة اليمنية، مهما كانت التباينات داخل صفوفها، فإنها ستحقق تقدمًا جزئيًا أو كليًا إذا كان الاتجاه العام للمواجهة نحو العاصمة صنعاء.

وزاد: إذا أجلت الأطراف الخارجية خلافاتها فيما يخص الداخل اليمني، وخصوصًا فيما يتعلق بالتقاسم المبكر لمكاسب الحرب، فإن جاهزية الجيش والتشكيلات المسلحة التابعة للحكومة قادرة على خوض المواجهة، بشرط أن يدفع التحالف جميع هذه التشكيلات إلى المواجهة، كلٌّ في إطار المهمة الموكلة إليه، سواء كانت دفاعية أو هجومية أو إسنادًا.

الشرعية غير قادرة

يقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات، عبد الغني الإرياني، إن توازن القوى بين الشرعية والحوثي مختل جدًا، وأي محاولة من قبل الشرعية للقيام بعمليات هجومية ستؤدي إلى فشل ساحق.

وأضاف: الشرعية تستطيع أن تدافع عن مواقعها، فإذا اتخذت استراتيجية دفاعية فهي قادرة على ذلك، ولكن بشرط أن يتم توحيد القيادة، وللأسف، فإن كل محاولات توحيد القيادة فشلت خلال السنوات الماضية، والسبب هو الخلاف بين السعودية والإمارات.

وتابع: العمل الهجومي يحتاج إلى قدرات عالية في إدارة المعركة، بمعنى أن تكون هناك قيادة موحدة وتموين للجبهات. لكن حتى في الدفاع، فإن الانقسام الحاصل في معسكر الشرعية يشير إلى أن حتى العمل الدفاعي لن يكون ناجحًا.

وأردف: شاهدنا في حصار مأرب عام 2022 كيف ظلت الأطراف الأخرى تتفرج، وكانت مأرب ستسقط، لولا أن السعودية ضغطت على الإمارات لإرسال قوات العمالقة لفك الحصار، وبعد أن تلقت الإمارات صاروخًا أو صاروخين، سحبت القوات.

وزاد: الولايات المتحدة كان إعلانها واضحًا بأنها لا تتدخل في الخلافات الداخلية في اليمن، وأنها لا تستهدف سوى قاذفات الصواريخ والتجهيزات التي تساعد الحوثي على ضرب إسرائيل وقصف السفن والخطوط البحرية المتجهة إلى إسرائيل.

وقال: ليس هناك أي مخطط أمريكي، أو من غير أمريكا، لإسقاط الحوثيين، وكان إعلان واشنطن واضحًا: إذا توقف الحوثيون عن استهداف إسرائيل وخط الملاحة، فإنها ستتوقف عن استهدافهم.

تقارير

"دعم جماعات طائفية".. الحوثيون يحرِمون فقراء اليمن من أموال الزكاة

لم تتوقف مليشيا الحوثي، منذ انقلابها، عن ارتكاب جرائم الفساد والنهب، بل سعت إلى تكريس معاناة اليمنيين، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث يعيش الملايين واقعا مأساويا ممزوجا بالفقر والمجاعة، وسط حرمان متعمد من أبسط المساعدات، بما في ذلك أموال الزكاة التي يُفترض أن تُوجّه إلى المحتاجين.

تقارير

العملية البرية المرتقبة.. هل ستقضي على الحوثيين أم تعيد رسم الجغرافيا وتوزيع النفوذ؟

تعكس التسريبات الإعلامية والجدل الدائر بشأن العملية العسكرية المرتقبة ضد الحوثيين تعقيدات المشهد اليمني، فمن الحديث عن عملية برية من جميع المحاور، ثم الحديث عن عملية برية تقتصر على الساحل الغربي، سارعت كل من السعودية والإمارات إلى نفي ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال بشأن ترتيبات عملية برية وشيكة في اليمن بدعم أمريكي والإشارة إلى دور لهما فيها، وهو نفي لا يمكن فصله عن هواجس أمنية متصاعدة لدى الرياض وأبوظبي من احتمال تعرضهما لضربات حوثية أو حتى انتقام إيراني في حال شنت واشنطن عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.