تقارير
ما مدى قدرة التكتل الجديد على تقديم رؤية وطنية خالصة؟
أعلن، يوم أمس، من العاصمة المؤقتة عدن عن تكتل وطني جديد للأحزاب والقوى السياسية، يضم قرابة 20 مكونا سياسيا برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الذي جاء في وقت حرج وسط مشهد سياسي مضطرب تتداخل فيه المصالح المحلية والإقليمية، وتشهد فيه البلاد إخفاقات عسكرية وسياسية واقتصادية على كافة المستويات.
يأتي هذا التكتل الجديد برعاية المعهد الديمقراطي الأمريكي، ما يفسره البعض رغبة واهتمام دولي بتعزيز دوره.
ومن جهة، أخرى تطرح تساؤلات حول مدى استقلالية القرار الوطني، خصوصا في ظل التدخلات الخارجية؟ فما مدى قدرة التكتل الوطني على تقديم رؤية وطنية خالصة تمثل إرادة اليمنيين، وتلبي تطلعاتهم، دون الخضوع لأجندة خارجية؟
- مكون مساند
يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، الدكتور ناصر الطويل: "تشكيل هذا التكتل هو خطوة أساسية بالنسبة للسلطة الشرعية، وإن جاءت متأخرة".
وأضاف: "السلطة الشرعية تضم مجموعة من المكونات، هذه المكونات تلتقي في بعض الأمور وتختلف في بعض الأمور، أو في كثير من هذه الأمور".
وأوضح: "هذه السلطة هي قائمة على قاعدة الشراكة، أو الفلسفة التي بني عليها مجلس القيادى الرئاسي، وهي الشراكة الوطنية".
ولفت إلى أن "الرئيس السابق هادي أزيح، أو نقلت صلاحياته، ونائبه علي محسن الأحمر إلى مجلس الثمانية، برئاسة الدكتور رشد العليمي، لهذا الغرض، أي فسح المجال للشراكة لتضم معظم المكونات، أو كل المكونات الأساسية في البلاد".
وتابع: "على المستوى الأفقي هو قائم على الشراكة، لكن على مستوى القاعدة مازال هناك تنافر، وعدم انسجام إلى حد ما، بين مكونات السلطة الشرعية، ولذلك تولدت هذه الجهود من أجل يكون هناك إطار يجمع القوى والمكونات التي تقف خلف مجلس القيادة الرئاسي يضمها مجلس واحد".
وأردف: "هذا المكون هو مكون غير رسمي، لكنه مساند للمكونات الرسمية، التي هي مجلس القيادة وهيئة التشاور والمصالحة، وبقية المكونات التي بذلت جهودا كبيرة، لكن تراكم المراحل السابقة والصدامات في المراحل السابقة، وحالة التعبئة التي مورست من بعض الأطراف، كانت عالية، واقتضت هذا التأخير، واقتضت أنه يخرج بهذه الصيغة".
وزاد: "ربما يتم تأجيل انضمام المجلس الانتقالي إلى هذا التكتل، ولهذا المجلس بدون المجلس الانتقالي ربما سيكون واحدا من التجمعات أو الكيانات السابقة".
وقال: "ضم المجلس الانتقالي -في تقديري- هو أنه هناك قناعة لدى معظم قيادة المجلس الانتقالي، لكنها ربما رأت أن حضورها اليوم ربما سيثير قواعدها، لكنها تنتظر حتى تهدأ القواعد شيئا ما ثم ستعاود الانضمام إلى هذا التكتل".
- رغبة أمريكية
يقول الصحفي الموالي للمجلس الانتقالي صلاح السقلدي: "مشاركة المجلس الانتقالي ضمن أحزاب سياسية سيكرس المفهوم الذي يراد للمجلس الانتقالي بأنه مجرد حزب من الأحزاب، وبالتالي يجب عليه أن ينصاع لمخرجات هذه الأحزاب، ومشروع هذه الأحزاب، وهذا ليس موجودا لا ببرنامج المجلس الانتقالي ولا بإعلان مجلس الانتقالي؛ الذي يؤكد على أنه عبارة عن مظلة سياسية شاملة، وليس مجرد حزب".
وأضاف: "إذا تحدثنا عن هذا التكتل أو هذا اللقاء أو هذا الذي ولدته هذه الشرعية، التي بالمناسبة هي كل شهر شهرين تولد مولودا جديدا، وربنا يبارك ويزيد" فهذا المكون هو أتى أساسا برغبة أمريكية، بالإضافة إلى أن هناك رضا سعوديا كبيرا".
وتابع: "السفير الأمريكي، خلال الأسابيع الماضية، التقى مع كثيرا من القيادات الحزبية في الخارج، والتقى كثيرا من الأحزاب وممثليها، وكذلك الممثل الأمريكي في اليمن التقى بكثير من هذه الأحزاب، وكانت هناك عبارة عن إرهاصات تشكيل هذا التكتل".
وأردف: "الولايات المتحدة لديها مشكلة في البحر الأحمر، وتحاول أن تحشد لديها هذه الأحزاب، وما نراه اليوم هو بالفعل رغبة أمريكية بدرجة أساسية".
وزاد: "الأمر الآخر، إذا أردنا أن نعرف هل يتمكن هذا التكتل من تنفيذ ما وعد به، وما قاله، علينا أن نعرف وزنه داخل الشارع، سواء في الشمال أو في الجنوب، فالشخصيات الموجودة اليوم هي كلها أتت تقريبا من الرياض، ولا تعكس ما تحدثت عنه اليوم، لذا فإن التكتل لا يمكن على الإطلاق أن ينفذ ما أعلن عنه".