تقارير
ما وراء إعلان الزبيدي استعداده لإجراء مفاوضات مع الحوثيين لتحقيق الانفصال؟
ذهب عيدروس الزبيدي إلى "نيويورك" باسم الجمهورية اليمنية، ومنها يتحدث إلى الوكالات عن تحقيق حلمه بالانفصال، حيث قال، في مقابلة مع وكالة أمريكية، إنه مستعد لإجراء مفاوضات مع مليشيا الحوثي لتحقيق مشروعه في الانفصال، بعد أن شكا من تهميش السعودية له في مفاوضاتها مع الحوثيين.
في الوقت الذي يتواجد فيه عيدروس الزبيدي أثناء لقاءات وفد الجمهورية اليمنية، بقادة وممثلين لعدد من الدول المشاركة، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، كان الحديث يتركز عن دعم تلك الدول للحل السياسي في اليمن وفقا للمرجعيات الثلاث المتفق عليها، وفي إطار الوحدة اليمنية.
- ليست تهمة
يقول رئيس مركز شمسان للدراسات والإعلام، الدكتور عيدروس النقيب: "إن عيدروس الزبيدي لن يأتي بالدولة الجنوبية من نيويورك، ولم يذهب لهذا الغرض، وإنما ذهب عضوا في وفد الجمهورية اليمنية، وإذا لم يكن رئيسا للمجلس الانتقالي لما كان عضوا في المجلس الرئاسي، ولما ذهب ليمثل الجنوب في الوفد".
وأضاف: "استعادة الدولة هو حق مشروع للجنوبيين، ولو لم يتزعمه عيدروس الزبيدي لتزعمه شخص آخر، وقيادة أخرى وكيان آخر".
وتابع: "ما بعد دعوة السعودية لمليشيا الحوثي والتحاور معها، لم يعد التفاوض مع أي طرف معيبا، وليست تهمة ولا يحق لأحد أن يتذمر".
وأردف: "حزب الإصلاح وأطراف الشرعية يتحاورون مع مليشيا الحوثي، فلماذا أحل للجميع وحرّم على الجنوبيين؟ والسؤال الأهم هو ما الذي بيد مليشيا الحوثي لتقدمه؟ فهي مجرد عنصر سلالي مقيت لا تقبل بالآخر إلا إذا كان تابعا لها، ولا يمكن أن تقبل بنِدٍ".
- حق مشروع
يقول رئيس المكتب السياسي لمجلس الحراك الثوري، مدرم أبو سراج: "لا جديد في ما ورد عن عيدروس الزبيدي؛ لأن في العمل السياسي لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، وهذا من حق أي كيان سياسي أن يجري حوارات مع مليشيا الحوثي وغيرها، وهذا حق مشروع في العمل السياسي".
وأضاف: "مليشيا الحوثي، اليوم، في الرياض، والسفير السعودي في صنعاء، ومبادرة الزبيدي بإجراء تصريحات مع المليشيا جاءت وقد أدلى بتصريحات لقناة الـ بي بي سي، وصحيفة الجارديان، بأنه ملتزم باتفاق الرياض، وهذا يناقض ما أورده".
وتابع: "تصريحات الزبيدي، بشأن تهميش الجنوب، وفتح قنوات مع مليشيا الحوثي، هي فقط للاستهلاك الإعلامي، لاستفزاز المجتمع المحلي في الداخل، وحضوره لقاء في نيويورك تحت ظل الشرعية والجمهورية اليمنية أصاب القضية الجنوبية في مقتل؛ لأن ذلك سينعكس على تعامل المجتمع الدولي مع القضية الجنوبية؛ باعتبارها ضمن الحكومة الشرعية".
وأردف: "عيدروس الزبيدي يدرك أن زيارته إلى نيويورك تعد خطأ فادحا، لكنه لم يذهب بملء إيرادته، وإنما كانت هناك ضغوط قوية مُورست عليه من قِبل أبو ظبي بهدف إرضاء الرياض، وكان ذلك سببا في أنه لم يلتقِ به أحد في الرياض".