تقارير
ما وراء دعوة الزبيدي الغرب إلى القبول به وبمليشيا الحوثي؟!
يتحدث من بريطانيا عضو المجلس الرئاسي، ورئيس المجلس الانتقالي (الانفصالي)، المدعوم من السعودية والإمارات، عيدروس الزبيدي، بأن على الغرب قبول الواقع الجديد في اليمن، في إشارة إلى سيطرة مليشياته على الجنوب ومليشيا الحوثي على الشمال.
وفي مقابلته مع صحيفة "الجارديان"، انتقد حكومة المناصفة بينه وبين الشرعية، وطالب بتغييرها، ووصف مجلس القيادة الرئاسي بأنه غير متوافق، الأمر الذي يضع تساؤلات عن فحوى دعوة الانتقالي للغرب إلى القبول به وبمليشيا الحوثي كقوتي أمر واقع تسيطران على الشمال والجنوب.
ويتساءل البعض عن إمكانية الانتقالي تحقيق مشروعه الانفصالي، في ظل عدم القبول به في المحافظات الشرقية، أبرزها حضرموت التي أعلنت مؤخرا عن تشكيل مجلسها الوطني، وتستقبل الرئيس العليمي، اليوم، مع وفد سعودي.
- أمر واقع
يقول رئيس مركز مسارات للدراسات الإستراتيجية والإعلام، باسم الشعبي: "عيدروس الزبيدي تحدث بأن على الغرب أن يقبل بالأمر الواقع على الأرض، ولم يتحدث عن الحوثيين بشكل واضح وصريح، وإنما أشار إلى دعم الأمر الواقع والجديد في الجنوب، ويأتي ذلك في سياق مطالبه بفك ارتباط الجنوب بالشمال".
وأضاف: "عيدروس الزبيدي مطالبه معروفة، وأيضا معروف للجميع على ماذا يناضل، منذ 1994م، وحتى اليوم".
وتابع: "المجلس الانتقالي أعلن في أكثر من مناسبة بأنه سيقدم الدعم الكبير لقوات الجيش الوطني لتحرير المحافظات الشمالية وصنعاء، والآن قوات الانتقالي تتواجد في شبوة، وفي حريب، وفي الساحل الغربي من أجل محاربة جماعة الحوثي".
وأشار إلى أن "الانتقالي لن يتردد إطلاقا في خوض الحرب ضد جماعة الحوثي، في حال هناك ضوء أخضر للمعركة، حتى الوصول إلى صنعاء".
ولفت إلى أن "قرار استعادة صنعاء ليس بيد عيدروس الزبيدي، ولا رشاد العليمي، وإنما قرار إقليمي ودولي، ولا يمكن للجنوبيين أن يقبلوا بمليشيا الحوثي كشريك حتى في إطار اليمن".
وقال: "لا يمكن أن نقول إن مجلس عمره ثلاثة أيام في حضرموت يمكن له أن يسقط مطالب الجنوب بالانفصال، أو يغير المعادلة على الأرض".
وأضاف: "المجلس الحضرمي حديث النشأة، وحتى الآن لم يعلن عن برنامجه السياسي بشكل واضح، لكن الكثير من المحللين والسياسيين يعتقدون بأن تشكيل المجلس الحضرمي سيخدم بطريقة أو بأخرى تطلعات وتوجهات المجلس الانتقالي، لأنه مدعوم من الرئيس رشاد العليمي، ومن حزبي الإصلاح والمؤتمر، وأبناء حضرموت على خلاف مع هذه القوى السياسية".
- حدود السيطرة
يقول رئيس تكتل إعلاميي وناشطي المحافظات الشرقية، عمر بن هلابي: "عيدروس الزبيدي أدرك أن هناك واقعا يقول بأن ليس هناك دولة جنوبية، وأن عليه التعامل باسم الجمهورية اليمنية، وهذا هو الواقع المعاش الآن".
وأوضح: "الحديث بأن هناك قوة تسيطر على الشمال، وقوة تسيطر على الجنوب، هو مجرد ذر الرماد على العيون، لأن لا مليشيا الحوثي مسيطرة على الشمال، ولا عيدروس الزبيدي مسيطر على الجنوب، والجميع يدرك ذلك".
وأضاف: "في الشمال هناك قوى متصارعة وثابتة على الأرض، هناك مأرب وتعز والساحل الغربي، لذلك لا توجد سيطرة أمر واقع على الأرض حتى يتحدث عن قوتين تسيطران، كما حاول أن يوحي عيدروس".
وتابع: "في الجنوب أيضا ليس هناك أي قوة تسيطر على الجنوب، ولا يسيطر عيدروس الزبيدي سوى على عدن، وربما أقل من ذلك، ومع ذلك الحكومة الشرعية لا تزال في عدن، وحضرموت والمحافظات الشرقية ليست جنوبا، ولن تكون جنوبا".
وأشار إلى أن اعتراف السعودية، وتبنيها إشهار مجلس حضرموت الوطني، يعد اعترافا إقليميا ودوليا؛ لأن السعودية هي قائدة التحالف، وهي الدولة المفوضة من قِبل مجلس الأمن 2216، بإدارة المشكلة في اليمن".