تقارير
هل وصل الغرب والأمريكان إلى قناعة بضرورة الحرب الشاملة ضد ميليشيا الحوثي؟
شهدت الأيام الماضية توسعا لآفاق الحرب على الحوثيين في اليمن ضمن صراع الأقطاب الذي يعصف بالمنطقة العربية، مع أن الهجمات التي نفذت مؤخرا، ضد مواقع مختلفة في اليمن، تعد مؤشرا على أن هناك توجها لتوسيع بنك الأهداف في اليمن إلا أن الحوثيين يؤكدون أنهم لا يتأثرون كثيرا بها عوضا عن تهديداتهم المستمرة في استهداف المصالح الأمريكية البريطانية في الإقليم حال الحرب الشاملة.
هذه التطورات تثير التساؤلات، هل وصل الغرب إلى قناعة بضرورة الحرب الشاملة ضد الحوثيين؟ أم أن الرهان على التسوية السياسية مازال قائما وله الأولوية؟
السياسة الأمريكية والغربية في اليمن
يقول الباحث السياسي الدكتور ثابت الاحمدي، نحن نعرف السياسة الأمريكية والسياسة الغربية، بشكل عام في الشرق الأوسط، فهم لا يريدون العمل بمبدأ بدلا من أن تحارب البعوض، جفف المستنقع، فهم هم على العكس من ذلك يعملون على محاربة البعوض بدلا عن تجفيف المستنقعات.
وأضاف، أن السياسة الأمريكية على وجه التحديد ترى الحوثي إرهابيا في البحر الأحمر فقط، غير ذلك ليس إرهابيا بل ربما يعني تتعاطى معه إلى حد لا نتوقعه، ونحن نعرف منذ البداية، من الذي أوصل الحوثي من كهوف مران بصعدة إلى قصور صنعاء، وهي مسألة معروفة جدا.
وتابع: تصريحات رئيس مجلس النواب اليمني الشيخ سلطان البركاني واضحة ولا تزال حتى اللحظة ترج في أذهان المستمعين والمشاهدين.
وأردف: السياسة الغربية بشكل عام في الشرق الأوسط تريد التحكم بالقضايا والتحكم بالمشاكل لا إنهاءها بصورة نهائية.
وزاد: السياسة الغربية وتحديدا أمريكا وبريطانيا لن يجدوا أفضل من الحوثي في الوقت الحالي، إذا ما توقف الحوثي عن تهديد إسرائيل فقط، فهم يختلفون مع الحوثي فيما يتعلق بأمن إسرائيل لا غير، ما عدا ذلك، هم أصدقاء.
وقال: إذا تمت تسوية الملفات المتعلقة بأمن إسرائيل سيعود الأمر كما كان عليه خلال السنوات السابقة، ونحن نعرف كيف تعامل الأمريكان والبريطانيون مع ميليشيا الحوثي خلال السنوات السابقة؟ وكيف تعاملوا مع الحكومة الشرعية؟
الحل السياسي
يقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات عبد الغني الإرياني، إن الأمريكان لازالوا يعتقدون أن الحل في اليمن هو حلا سياسيا وليس حلا عسكريا، فلا توجد الموارد الكافية من القوة العسكرية التي يمكن أن تؤدي إلى القضاء على الحوثيين.
وأضاف: يمكن إضعاف ميليشيا الحوثي بعض الشيء وبكلفة بشرية عالية على الشعب اليمني، لكن ذلك لن يؤدي إلى أي نتيجة مفيدة.
وتابع: الطريقة الصحيحة للتعامل مع ميليشيا الحوثي هو التوصل إلى اتفاق، وإشراكها في السلطة، بعد تعديل التوازن العسكري بينها، وبين الحكومة الشرعية.
وأردف: الأمريكان إلى الآن لم يطوروا خطة متكاملة للتعامل مع الحوثيين، ولا زالوا يبحثون في هذا الأمر، ولكن أعتقد أنهم بعد تجربتهم في أفغانستان لا يمكن أن يسعوا إلى الحل العسكري بالشكل الذي تم في أفغانستان، وأدى إلى هزيمتهم الكاملة.
وزاد: في حديثي مع بعض المسؤولين في واشنطن يعترفون أنهم ليس لديهم وسيلة للتعامل مع الحوثي بطريقة عسكرية إلى الآن.
وقال: الفرق بين حزب الله والحركة الحوثية، أن حزب الله كان محصورا في مساحة جغرافية ضيقة جدا، بينما الحوثي مساحة تواجده واسعة جدا، وليس هناك ما يكفي من القوة العسكرية للقضاء عليه أو إضعافه بشكل كبير، لذا لا زال القرار في واشنطن الآن هو الحفاظ على مستوى الرد الحالي الذي هو السعي نحو تفجير أو ضرب القواعد الصاروخية أو التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة التي تطلق من مناطق الحوثيين.
وأشار إلى أن هناك عاملا آخر، وهو الضربات الإسرائيلية، فالإسرائيليين ضرباتهم انتقامية والغرض منها معاقبة الشعب اليمني، ولهذا استهدفت المنشآت والبنى التحتية التي ستضعف المواطن، لكنها لا تضعف الحركة الحوثية ولا تؤثر فيها ذلك التأثير الكبير.