تقارير

متطلباتهم تفوق قدراتهم.. نازحون يمتهنون الحلاقة

29/03/2025, 13:20:04
المصدر : خاص - محيي الدين الشوتري

قبل خمس سنوات تقريبا، وصل محمد الشميري (30 عاما) نازحا إلى سوق "الشقيرا"، على تخوم مديرية "المضاربة" في محافظة لحج، عقب سيطرة الحوثيين على مديرية مقبنة غرب تعز.

إثر ذلك؛ اضطرر الشميري إلى إغلاق صالون الحلاقه، الذي يعد مصدر عيشه الوحيد؛ جراء دخول منطقته في خريطة الأعمال العسكرية.

لم يكن حينها يعرف أنه سيجد مجالا في ذلك السوق للاشتغال بمهنة الحلاقة، وإنما كانت زيارته بحثا عن مكان آمن ومستقر؛ يستطيع أن يعيد من خلاله نشاطه بعد فقدانه مصدر عيشه؛ ليستقر في سوق "الشقيرا".

يقول محمد الشميري لموقع "بلقيس": "نحن أهالي شمير الكثير منا يعمل في مهنة الحلاقة، وكانت المهنة جيدة لنا، إلى لحظة اندلاع الحرب، وإغلاق الأسواق في المدن، تعطلت مصالحنا، واضطررنا إلى النزوح".

وأضاف: "نقلت أسرتي، في بادئ الأمر، إلى مدينة تعز، ومن ثم قررت الاتجاه جنوبا بحثا عن مكان أفضل للعيش".

وتابع: "وصلت إلى سوق 'الشقيرا' في مهمة بحث واستقصاء السوق، فرأيت المكان مناسبا، وبعد بحث وجدت محلا صغيرا، فقررت فتح صالون حلاقة، وبدأت بالعمل، ومن ثم نقلت أسرتي بعدها بعد استئجاري منزلا للعيش معها".

وأشار الشميري إلى أن "العمل، خلال الثلاثة الأعوام الأولى، في فترة نزوحه، كان مفيدا نوعا ما، ويحقق له بعض الأرباح".



وزاد: "لكن، خلال العامين الاخيرين، تردى العمل كثيرا، ولم يعد مثل السابق، خاصة في ظل انهيار العملة المحلية، ناهيك عن ارتفاع أسعار المحال التجارية".

وأردف: "يُطلب مني تسديد قيمة الإيجار، بداية كل عام، بمبلغ مليون ريال، وهو ما لا أستطيع توفيره في بعض الأوقات؛ نظرا لتردي المهنة، باستثناء فرصتي عيدي الفطر والأضحى، التي تعد الفرصة الذهبية لنا عمال مهنة الحلاقة".

ويوضح الشميري أن لديه التزامات حياتية كثيرة؛ منها متطلبات أسرته والإيجار، بالإضافة إلى تحويل المال إلى أقاربه الذي يقطنون في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث يتبدد عرقه من خلال رسوم الصرافات، التي تطلب نصف مبلغ الحوالة المقرر إرسالها.

ليس غلاء المحلات وقساوة النزوح وحدهما المؤرقين للعاملين النازحين، فثمة احتياجات ومتطلبات حياتية تفوق قدرات وإمكانات المهنة البسيطة، التي تشهد هذه الأيام تناميا في الإقبال عليها مع اقتراب العيد السعيد.

شوقي علي (43 عاما) -عامل في مهنة الحلاقة- يعاني من تتضاعف الأعباء الحياتية اليومية؛ نتيجة النزوح ورعاية أسرته بالإضافة إلى إصابته بمرض السكر المزمن من النوع الاول، الذي يعاني منه منذ أكثر من عشرين عاما.

يقول شوقي لموقع "بلقيس" إن المهنة تواجهها الكثير من المصاعب في ظل الوضع الحالي، وتردي الأوضاع المعيشية، وارتفاع صرف العملة؛ يأتي في مقدمة ذلك غلاء إيجارات المحال بأسعار خيالية تفوق الأرباح التي يتحصّل عليها العاملون في هذه المهنة، ناهيك عن ارتفاع أسعار أدوات الحلاقة.

وأضاف موضحا: "سعر مكينة الحلاقة، التي كان سعرها قبل ثلاثة أعوام بحدود 2000 ريال يمني وصل سعرها الحالي إلى 25000 ريال يمني".



وتابع: "وهذا يزيد الأعباء على العاملين في هذه المهنة"؛ مؤكدا أن "هذه الدوات لا تخدم كثيرا، ويتم استبدالها كل شهرين".

واستطرد: "العمل لم يعد كالسابق، وبعض الزبائن يرون مبلغ الألفين، أو الثلاثة آلاف ريال أجرة الحلاقة مبلغا كبيرا، وهو لا يساوي شيئا، مقارنة بالوضع الحالي الصعب".

وبيّن: "الحلاقة موسمها الرائج مرتين في العام، وما عداها جهد بسيط بالكاد توفِّر لقمة العيش اليومية".

وأشار شوقي إلى أن "مهنة الحلاقة لم تعد تسهم في تلبية حياة كريمة لنا في ظل أزمة الغلاء، وانهيار العملة، ورفع الإيجارات بالعُملة الصعبة من قِبل مالكي المحلات".

وقال: "أنا شخصيا أصرف ما يعادل ثمانين ألف ريال من أجل شراء أدوية السكر، بالإضافة إلى الالتزامات الأخرى".

وأضاف: "لكن العمل ضروريا بصرف النظر عن المردود من هذا العمل، خاصة وأن المهنة نوعا ما تزدهر أثناء مواسم الأعياد؛ وهي فرصة نؤمل عليها جميعا كنازحين من أجل كسب الأموال لتوفير احتياجاتنا واحتياجات أسرنا".

تقارير

"عاصفة الحزم" بعد 10 سنوات.. كيف أعادت تعريف النفوذ السعودي في المنطقة؟

عندما قادت السعودية تحالفا عسكريا وأطلقت عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، في 26 مارس 2015، لم يكن هدفها يقتصر على دعم السلطة اليمنية الشرعية لإنهاء الانقلاب الحوثي والتصدي للنفوذ الإيراني، بل برز منذ اللحظة الأولى هدف إستراتيجي أوسع وهو إعادة تشكيل الدور السعودي في المنطقة

تقارير

المخلافي يكشف لـ"الشاهد" حجم الثروة المالية للحزب الاشتراكي والمتورطين في النهب

يستعرض برنامج "الشاهد"، في حلقته السادسة، مع نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، الدكتور محمد أحمد المخلافي، حجم الثروة المالية للحزب الاشتراكي والأشخاص المتورّطين بنهبها، وخيارات الحزب بعد حرب صيف 1994.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.