تقارير

مكانة مليشيا الحوثي في سلم أولويات السياسة الأمريكية

29/10/2025, 09:57:07

قال تقرير لمعهد أمريكي إن اليمن لا تزال إحدى أضعف الحلقات في نهج إدارة ترامب الثانية تجاه الشرق الأوسط، مؤكداً أن ترامب اعتمد إلى حد كبير خلال الأشهر الثلاثة الماضية نهج عدم التدخل رغم موقع اليمن الاستراتيجي.

وأوضح التقرير الصادر عن معهد الشرق الأوسط حول السياسة الأمريكية خلال الربع الثالث من العام الجاري أن الأوضاع الأمنية في اليمن وفي المواقع الاستراتيجية الرئيسية بالبحر الأحمر لا تزال هشة.

وبيّن التقرير أن سوريا ولبنان والعراق واليمن لا تزال ساحات رئيسية للتنافس بين القوى الإقليمية والعالمية، إلا أن اليمن الحلقة الأضعف وأحد أصعب تحديات الأمن الإنساني في المنطقة بعد غزة والضفة الغربية.

- تحليل سابق لأوانه

يقول المحلل السياسي الدكتور عبد الوهاب العوج إنه من المؤكد أن سلم الأولويات لدى الرئيس دونالد ترامب هو تصفية الحرب الدائرة في غزة بعد الاتفاق الأخير، ومحاولة تهدئة المنطقة للتفرغ لقضايا أكثر سخونة، كالقضية الأوكرانية والاتفاقات الصينية الأمريكية.

وأضاف: ما أشيع مؤخرًا من أن هناك بوادر انفراجة بالعلاقات الصينية الأمريكية في الجانب الاقتصادي ينعكس على الملف اليمني، ولا شك في ذلك، خاصة وأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تقيم الحوثيين كأحد الأذرع الرئيسية الآن لإيران وللحرس الثوري الإيراني.

وتابع: معهد الشرق الأوسط حينما استند في سلم أولويات الرئيس بجعل اليمن في المؤخرة، هو تحليل سابق لأوانه، لأن هناك مؤثرات كثيرة تدل على أن التقاطعات المحلية والدولية أصبحت مضطربة، وأنه لا بد من أن يُحسم الملف اليمني عاجلاً أو آجلاً.

وأردف: التهديدات الحوثية للسعودية والإمارات تصب في ازدياد منسوب الاهتمام باليمن، لأن منطقة الخليج العربي والنفط الموجود فيها أمر حيوي سواء لأمريكا أو للاتحاد الأوروبي أو للصين وغيرها.

وزاد: كل هذا يعني أن اليمن ستأخذ مجالاً أكبر في سلم أولويات الرئيس دونالد ترامب في الفترة القادمة، هذا ما أتوقعه، وخاصة أن الحوثيين قد استخدموا اليمن كمنصة إطلاق للصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، وكذلك تهديد الملاحة الدولية والتأثير عليها.

وقال: الأمور تتغير، وتقييم معهد الشرق الأوسط قد يكون استند إلى معلومات سابقة ولم يحدثها بما يجري خلال هذه الأيام أو خلال العشرة أيام الأخيرة.

- السياسة فن التغيير

يقول الخبير في القضايا السياسية والعسكرية العميد عبد الرحمن الربيعي: في البداية لا بد أن نسلّم بمسألة واحدة تعد في غاية الأهمية وهي أن السياسة ليست ثوابت على الأوجه، السياسة هي فن المتغير، والمتغيرات الجيوسياسية الآن في المنطقة لا تشيع على الإطلاق بأن ترامب أو الولايات المتحدة الأمريكية ستجعل اليمن بمعزل عن أولوياتها، وهذا الكلام ليس صحيحًا.

وأضاف: في المرات السابقة، سواء في عهد ترامب لغاية العام 2016، أو حتى في رئاسة الرئيس بايدن، الذي مارس ضغوطًا كبيرة أثناء وجود السعودية على خط المواجهة في إطار التحالف العربي لدعم الشرعية، صحيح مورست كثير من الضغوط، وذلك لحسابات كانت تعتقد أمريكا أن الإبقاء أو التماهي مع الحوثيين في اليمن يمكن أن تستخدمهم أمريكا في الوقت المناسب لعملية مساومة أو ابتزاز.

وتابع: كانت الولايات المتحدة حينها ليس من اهتماماتها وأولوياتها السياسية أو العسكرية أن تستقر اليمن أو أن تعاد الحكومة الشرعية للسيطرة الكلية على الأراضي اليمنية وإنهاء الانقلاب الحوثي، تحت مبررات واهية تحت مبررات اجتماعية وتحت مبررات التسلح في منطقة الخليج وبالأخص السعودية وجوانب كثيرة.

وأردف: لكن في السنتين الأخيرتين، ومنذ أن بدأ الحوثيون يمارسون نشاطًا عسكريًا خطيرًا جدًا في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وحتى البحر العربي، وارتباط الحوثيين بكثير من المنظمات الإرهابية سواء في الصومال أو في مناطق القرن الأفريقي، بالإضافة إلى استهداف إسرائيل، هنا برهن الحوثيون من خلال هذه الأعمال العسكرية أنهم أصبحوا قوة فعالة وأداة خطرة بيد إيران، التي لديها علاقات متوترة وصلت لحد الحرب ما بين إيران وأمريكا وإسرائيل أو ما يعرف بحرب الـ12 يوم في يوليو.

وزاد: لذلك هنا متغير وكما قلت سابقًا، إن السياسة هي فن التغيير وليس الثبات، وما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية منذ صعود الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، كل الأعمال التي نفذتها تدل على الاهتمام الأمريكي.

وقال: الضربات التي وُجهت في عهد الرئيس ترامب ألحقت خسائر فادحة بالحوثيين، كذلك الحصار الاقتصادي، والتصنيف والعقوبات التي شملت كثيرًا من الشركات والمصالح، خصوصًا التي كان الحوثيون يستخدمونها لأغراض اقتصادية كالنفط والغاز.

تقارير

مليشيا الحوثي توسع حربها على الجامعات .. حملة ممنهجة لتدمير التعليم وتحويله إلى أداة تعبئة طائفية

تواصل مليشيا الحوثي فرض قبضتها على مؤسسات التعليم العالي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تفريغ الجامعات من محتواها العلمي وتحويلها إلى منصات دعائية تكرّس الفكر الطائفي، وتخدم أجندتها العسكرية والسياسية.

تقارير

ما دلالات عقد اجتماع يناقش الأزمة المالية والاقتصادية خارج جغرافيا اليمن؟

حضرت الأزمة الاقتصادية اليمنية في الرياض، لكن حضورها لم يكن على طاولة المانحين والشركاء الإقليميين والدوليين، وإنما على طاولة اجتماع داخلي ضم مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة ومحافظ البنك المركزي ورئيس الفريق الاقتصادي.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.